نجيب محفوظ يتذكر أيام الصبا في عيد ميلاده
فى مثل هذا اليوم عام 1911 ولد أديب نوبل الكاتب الكبير نجيب محفوظ الذى رحل عن دنيانا عام 2006 .
وقد دون الأديب الكبير خواطره وذكرياته فى بعض مقالاته ننشر منها هذه الخواطر التى نشرها محفوظ فى جريدة الأهرام فى عيد ميلاده الخمسين ، يقول فيها:
كنت فى صباى حريصا على الكتابة إلى محررى الأبواب الثابتة فى الصحف إما مؤيدا لآرائهم لينشروا اسمى، أو مخالفا لرأيهم لينشروا اسمى أيضا، فى بداياتى كنت أحب أن ينشر لى أى شيء حاملا عبارة بقلم فلان .
أثناء دراستى فى كلية الآداب كنت مغرما بدراسة فلسفة الفنون أو علم الجمال ..وكنا لا نمتحن فى السنة الثالثة فقررت أن أنتهز بعض الوقت فى دراسة الموسيقى عمليا فالتحقت بمعهد الموسيقى العربية واخترت آلة القانون وتعلمت النوتة وأذكر أن المدربين تنبأوا لى بمستقبل كبير بين عازفى القانون .
وبعد دراسة عام كامل اكتشفت أنه لاصلة مطلقا بين تعلم العزف وبين فلسفة الجمال .
لقد كان للموسيقى فى نفسى أثر كبير، فقد عرفت الرعيل الأول من الموسيقيين أمثال عبده الحامولى والمنيلاوى وصالح عبد الحى ،ثم بعد ذلك العبقرية الفذة سيد درويش الذى خطا بالموسيقى الى عهد جديد أكمله فيما بعد محمد عبد الوهاب وأم كلثوم .
وبناء على نصائح بعض المفكرين كالعقاد وتوفيق الحكيم أصررت على دراسة الفنون المتصلة بالأدب فبدأت بالفنون التشكيلية والتصوير والعمارة والنحت ،وقرأت كتب تاريخ الفن العالمى الفرعونى والإغريقى والحديث .
وذات مرة قال لى الفنان صلاح طاهر "إن شخصيات رواياتى تبدو كأنها منحوتة .
ولم أنقطع عن الفن التشكيلى إلا بسبب تقدمى فى السن.