رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف الأجنبية: "البنك الدولي": مصر لديها طريق طويل لإصلاح الاقتصاد.. "العفو الدولية" تطالب بمحاسبة مسئولي "سي آي إيه".. "التليجراف" تستعرض برامج تعذيب "سي آي إيه"

تعذيب سي آي إيه للمعتقلين
تعذيب "سي آي إيه" للمعتقلين في السجون السرية

اهتمت الصحف الأجنبية الصادرة صباح اليوم الأربعاء، بتقارير تعذيب "سي آي إيه" للمعتقلين في السجون السرية، وبعض القضايا الدولية الأخرى التي كان من بينها الخطوات التي تتخذها مصر لإصلاح الاقتصاد.


قال كبير الاقتصاديين في البنك الدولي: "إن مصر لديها طريق طويل لتقطعه؛ لإصلاح اقتصادها قبل أن تتمكن من استعادة ثقة المستثمرين الأجانب".

وأشارت وكالة بلومبرج الأمريكية، إلى أن شانتا ديفاراجان، رئيس الخبراء الاقتصاديين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالبنك الدولي، أشاد بالخطوات الهائلة التي اتخذتها مصر لخفض دعم الطاقة، ولكن ما زال سعر البنزين في مصر ربع السعر العالمي.

وأشادت الوكالة بمساعي الرئيس عبد الفتاح السيسي، لإحياء الاقتصاد الذي ظلَّ جامدا منذ ثورة 25 يناير2011 التي أعقبها اضطرابات وشابتها في كثير من الأحيان أعمال عنف، وعمل السيسي على خفض دعم الحكومة المصرية، وقد ناقش الكثير من التدابير من قبل ولم ينفذ شيئا؛ خوفا من الغضب الشعبي.

وقال ديفاراجان: "إن عجز الميزانية في العام الماضي وصل إلى 12.6% من الناتج الاقتصادي، وربع الإنفاق يذهب عادة للدعم والكثير منه للطاقة"، مضيفًا أن المستثمرين عندما يرون أن الحكومة تنفق نسبة كبيرة من الناتج المحلي الإجمالي على دعم الوقود، والوقود أسعاره ترتفع، يتضح حينها أن الاقتصاد في ورطة وحالة من عدم الاستقرار".

وأكد أنه ينبغي أن يقترن خفض الدعم عن طريق توسيع شبكة الأمان للفقراء، لضمان تحقيق العدالة الاجتماعية وتجنب عدم الاستقرار، مشيرا إلى تضرر قطاع الاستثمار والسياحة بسبب الاضطرابات عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، واعتمد اقتصاد مصر على مساعدات دول الخليج، والسعودية والإمارات، والكويت الذين قدموا مليارات الدولارات ليسدوا فجوة احتياطي النقد الأجنبي.

وأوضح جان، أن المؤتمر الاقتصادي الذي سيعقد في مارس المقبل لجذب مزيد من الأموال، سيبحث فيه المستثمرون مدى التزام الحكومة باستعادة الاستقرار الاقتصادي، ويجب على مصر زيادة المنافسة في القطاع الخاص؛ حيث تهيمن عليه شركات مرتبطة سياسيا، ما يخنق الفرص للآخرين، مضيفا أنه كان هناك أشخاص لديهم اتصالات سياسية ويحصلون على معاملة تفضيلية، ويجب أن نتأكد أن هذا لن يحدث مرة أخرى.


ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن الناشطين في مجال حقوق الإنسان والخبراء القانونيين، جددوا مكالماتهم لإدارة الرئيس باراك أوباما لمقاضاة الولايات المتحدة عقب تقرير لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، لإدانة "سي آي إيه" لممارستها برامج تعذيب ضد المعتقلين.

وأشارت الصحيفة، إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية ضللت البيت الأبيض ووزارة العدل والكونجرس والشعب الأمريكي؛ لاستخدامها برامج تعذيب غير فعالة وأكثر وحشية.

ونقلت الصحيفة عن مدير منظمة العفو الدولية في الولايات المتحدة والتنفيذي، ستيفن هوكينز، قوله: "التقرير واضح وضوح الشمس، وحكومة الولايات المتحدة استخدمت التعذيب، وهي جريمة ويجب أن يُحاسَب المسئولون عنها، وأن يقدموا إلى العدالة".

وأضاف "هوكينز"، أنه في ظل اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، يجب محاسبة جميع المسئولين، ويجري تحقيق بشكل كامل ولا يعفى عنهم باتخاذ ذريعة الظروف الاستثنائية.

وتابعت الصحيفة أن المسئولين السابقين في عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش، انتقدوا بشدة تقرير لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، من بينهم النائب ديك تشيني، الذي هاجم فى تصريحاته محتويات التقرير.

نشرت صحيفة "التليجراف" البريطانية، مقتطفات من تقرير لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، الذي يتكون من 480 صفحة، حول برامج لتعذيب المعتقلين التي مارسها الـ"سي آي إيه".

10 أمثلة
وقدمت الصحيفة 10 أمثلة لبرامج التعذيب القاسية التي اتبعتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، والتي حددت مدى الرعب الذي تعرض له المعتقلون في مواقع التعذيب السرية في جميع أنحاء العالم.

وأشارت الصحيفة إلى أن 5 معتقلين خضعوا للتغذية الشرجية، من بينهم "ماجد خان" الذي أضرب عن الطعام، وكانت تقدم له صينية الطعام من الحمص المهروس والمكرونة والمكسرات والزبيب، وحاول "خان" قتل نفسه عن طريق عض عروقه، وفي عام 2012 أقر بأنه مذنب في تهم الإرهاب أمام محكمة عسكرية في خليج جوانتانامو.

وفاة سجين
ولفتت الصحيفة إلى وفاة سجين بسبب انخفاض حرارته في نوفمبر عام 2002، وهو الأفغاني "جول عبد الرحمن" الذي وضع في حفرة ملح في سجن أمريكي سري في أفغانستان، وتم تجريده من ملابسه، وقيد عاريا بالسلاسل، وأجبروه على الجلوس على أرضية خرسانية ووجدوه ميتا في اليوم الثاني.

26 سجينًا
ونوهت الصحيفة إلى أن 26 سجينا اعتقلوا ظلما من بين 119 آخرين، وكانوا يستخدمون بكاء عائلته كوسيلة للضغط النفسي على السجناء، واستخدموا أيضا الإيهام بالغرق، ومارسوا 183 عملية إيهام بالغرق على "خالد محمد الشيخ العقل" المتهم بأنه المدبر لأحداث 11 سبتمبر، ويصف التقرير كيف تسبب الإيهام بالغرق في إصابته بالقيء ورعشة شديدة بالجسم.

وأضافت الصحيفة أن "سي آي إيه" حرم 5 سجناء من النوم لمدة أسبوع، ما جعلهم يعانون من الهلوسة، وحرموا اثنين من المعتقلين الـ5 من النوم حتى بعد ظهور أعراض الهلوسة عليهم.

"لعبة الروليت"
ومارست الاستخبارات المركزية "لعبة الروليت" الروسية ضد المعتقلين، حيث تم تصويب بندقية نحو السجناء، وهددوهم أيضا بقتلهم وسقوطهم في حفرة، وكان من بينهم "عبد الرحيم الناشري" المواطن السعودي الذي اتهم بتفجير "المدمرة كول" وسجن في عام 2002، ووضع مدير المخابرات المركزية مسدسًا بالقرب من رأسه لتخويفه.

وهددت الـ"سي آي إيه" المعتقلين بإيذاء أطفالهم وعائلاتهم والاعتداء الجنسي على أمهاتهم لثلاثة سجناء على الأقل، ومن طرق التعذيب أيضا تشغيل الموسيقى الصاخبة، وتكبيل أيديهم ووضعها فوق رءوسهم لمدة 22 ساعة، وتعرض لذلك "رضا النجار" الحارس الشخصي السابق لأسامة بن لادن.
الجريدة الرسمية