رئيس التحرير
عصام كامل

زيارة كيرى لمصر تثير التساؤلات.. عبد العظيم: لتثبيت حكم الإخوان.. جاد: للضغط على جبهة الإنقاذ.. عز العرب: مرسى يتلقى التعليمات من أسياده الأمريكان

وزير الخارجية الأمريكية
وزير الخارجية الأمريكية جون كيرى

مع وصول وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى إلى مصر زادت حدة التوقعات والسيناريوهات المتوقعة للزيارة، والتى قد تلعب دورا رئيسيا فى حل النزاع القائم بين المعارضة ومؤسسة الرئاسة.

قال الدكتور صلاح حسب الله الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر: إن الزيارة من نوعية الزيارات التى تسبقها إشاعات وتليها قرارات متوقعة بأن يقوم كيرى بالضغط على الرئيس مرسى لعمل بعض التصالحات مع المعارضة.
وأضاف أن أبرز القرارات التى سيتخذها مرسى بضغط من كيرى وستكون فى طور التنفيذ هى تشكيل حكومة جديدة وتعديل الدستور وإقالة النائب العام، معتبرًا أنه من المؤسف أن "يتأسد مرسى على المصريين ولا يستجيب لمطالب الشارع فى حين أنه يرضخ للضغوط الأمريكية".
وتابع حسب الله قائلا: إنه يستبعد سيناريو الضغط الأمريكى بالبرادعى لرئاسة الحكومة. مشيرًا إلى أنه لا يمكن لأى فرد من رموز جبهة الإنقاذ أن يضع نفسه فى هذا الاختيار.
وقال أحمد عز العرب -نائب رئيس حزب الوفد-: إن الزيارة هى جزء من خطة أمريكية تهدف إلى تأييد مرسى حيث تحاول أن تحرض المعارضة على التراجع عن قرار مقاطعة الانتخابات البرلمانية حتى تضفى شرعية على حكم جماعة الإخوان المسلمين على الرغم من المهازل التى ارتكبوها.
وحول ما يتردد بشأن الضغوط الأمريكية على مؤسسة الرئاسة، قال: إن مرسى لم ينطق بكلمة فيما يخص مطالب المعارضة على الرغم من أنه كان وقع عدة اتفاقات سابقا ونكس بهم جميعا، مضيفا: "إذا جاءت تعليمات وأوامر من الأمريكان أسياد مرسى فسيحاول إرضاء المعارضة إلا أننا لن تقبل إلا بإجراءات حقيقية".
وعن اعتذار رئيس حزب الوفد عن عدم لقاء كيرى قال عز العرب: إن الحزب وجد أن مقاطعة الجلوس مع كيرى حتى لا نسير فى ركب تهيئة الأوضاع لمرسى فالمقاطعة أفضل لأننا ندرك مطالب الشارع المصرى أكثر من كيرى وإدارته.
من جانبه قال الناشط السياسى الدكتور حازم عبد العظيم: إن زيارة جون كيرى لا تنفصل عن الدور الأمريكى فى مصر خاصة أن الولايات المتحدة لعبت دور غير مسبوق فى دعم جماعة الإخوان للوصول للحكم موضحًا أن الخارجية الأمريكية دائما ما تتصف تصريحاتها بالمتحفظة إلا أنها بعد الثورة ظهرت كداعمة للإخوان كما ظهر فى تصريح أوباما بأن مليار ونصف ذهب لدعم الجماعة.
وأضاف أن الولايات المتحدة بعدما وجدت انحدار شعبية جماعة الإخوان فى الفترة الأخيرة بدأت فى القلق على مشروعها ومصالحها التى تحميها الجماعة ومن هنا جاءت محاولات الضغط على المعارضة للمشاركة فى الانتخابات البرلمانية القادمة مما يجعل زيارة كيرى هى محاولة فى سبيل تثبيت حكم الإخوان.
وعن الضغط الأمريكى على الجماعة لتنفيذ مطالب المعارضة والتى تتمثل فى تغيير الحكومة وتعديل الدستور وإقالة النائب العام أكد عبد العظيم أنه من الوارد أن تتحقق مطالب المعارضة؛ لأن الإخوان لن يتحركوا إلا بضغط من أسيادهم الأمريكان.
واعتبر الدكتور عماد جاد، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ونائب رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى أن الزيارة لمصر فى هذا التوقيت تأتى فى محاولة للعب دور فى تهدئة الموقف بين كلٍّ من الرئيس مرسى والمعارضة.
وأضاف أن العلاقات القوية بين الإخوان والولايات المتحدة قوية وبالتالى فسيحمل كيرى بعض النصائح والضغوط التى تزيد من دعم حكم الإخوان وبالتالى فإذا ضغطت الولايات المتحدة على مكتب الإرشاد فستستجيب الرئاسة لمطالب المعارضة.
وعن موقف جبهة الإنقاذ من لقاء كيرى قال جاد: إن الجبهة سبق وأعلنت عن مقاطعتها للحوار إلا أن هناك محاولات لعقد لقاءات مع قيادات الجبهة وسيتحدد الأمر فى غضون ساعات قليلة.
فى حين قال اللواء علاء عز الدين مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة سابقا أن الزيارة هى استمرار للسياسة الأمريكية المتبعة منذ توقيع اتفاقية السلام، والتى كانت تنص على وجود علاقة سياسية –وليست استراتيجية- بين البلدين وذلك لفترة مؤقتة حتى تستطيع مصر أن تخرج من تحت السيطرة الأمريكية.
وأضاف أن هذه الزيارة تهدف فى المقام الأول إلى التأكيد على عدم دعم حماس بشكل يؤثر على صمود المقاومة المسلحة. موضحًا أن الاتجاه الذى ظهر فى مصر بعد الثورة لدعم قطاع غزة من شأنه أن يخفف من آلام القطاع بما يصب فى خانة المقاومة.
وبالإضافة إلى ذلك تهدف الزيارة إلى تأكيد استمرار الإخوان فى نفس السياسة التى كان يتبعها مبارك والتى تضمن تحقيق المصالح الأمريكية الإسرائيلية فضلا على التأكيد بأن العلاقات المصرية الإيرانية يجب ألا تتجاوز حدا معينا بحيث يكون تعاونا ظاهريا على مستوى وسائل الإعلام فقط.
اما الخبير الاستراتيجى اللواء حسام سويلم فقال: إن توقيت زيارة وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى إلى مصر سببه أنه فى بداية تولى مهام منصبه وبالتالى فهو يريد فهم الاوضاع فى الشرق الاوسط على الطبيعة لتحديد اشكال العلاقة بين المعارضة والحكام.
وأضاف أن كيرى سيبذل جهدا للضغط على المعارضة المصرية لقبول المشاركة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة خاصة أنه سبق وأن دعم الإخوان واعطاهم الضمانات للوصول للحكم حينما كان رئيس للجنة العلاقات الخارجية فى مجلس الشيوخ؛ لأنه يهدف إلى حماية المصالح الإسرائيلية فى المنطقة.
وعن لقاء وزير الخارجية الأمريكى بوزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسى قال سويلم: إن الولايات المتحدة ترفض تدخل الجيش فى السياسة مرة أخرى حتى إنهم ضغطوا على المجلس العسكرى لتسليم السلطة للإخوان وبالتالى فهم يريدون من المؤسسة العسكرية الآن تأمين حكم الإخوان دون التدخل فى الحكم.
الجريدة الرسمية