فضح المشروع الصهيوأمريكى وأدواته فى المنطقة
صباح الخميس 21 فبراير 2013 انفجرت عدة سيارات مفخخة فى قلب العاصمة السورية دمشق أودت بمئات الضحايا من الأطفال والنساء والمدنيين العزل فى حين لزمت أغلب وسائلنا الإعلامية إن لم يكن كلها صمت القبور وكأن شيئا لم يكن وكأن مئات الضحايا ليسوا عربا ولا مسلمين.
المتابع لهذا السياق الدموى الطويل الذى يتجلى فى أعمال القتل والترويع الجماعى الموجه ضد أهداف مدنية بحتة لا علاقة لها بجبهات القتال، الذى بدأ الآن فى سوريا وما زال متواصلا فى العراق منذ عشر سنوات يعرف جيدا أن هذا النوع من الأعمال ليس أعمالا فردية بل هى أعمال تنفذ وفقا لقرار دولى يهدف لإركاع الخصم وإظهاره بمظهر العاجز عن حماية شعبه وإجباره على القبول بما يُملى عليه من شروط تجنبا (للأعظم الآتى) وبالتالى فهو مقدمة (للحوار السياسى) الذى يجرى الحديث عنه الآن فى دهاليز القرار الدولى وليس محاولة لتعويق الحوار كما يزعم بعض المحللين.
نفهم أن يواصل البعض حديثه عن (نظام الأسد الذى يقتل شعبه) وكأن القتل يجرى من طرف واحد فى اتجاه واحد، لكننا لا نفهم أن يبتلع هؤلاء ألسنتهم عندما يقوم (دعاة الحرية والديمقراطية) بقتل المنتسبين إلى ذات الطرف وهو الشعب السورى الذى يزعم هؤلاء أنهم يدافعون عنه ويرفعون راية الثأر ممن ظلمه!
يزول العجب عندما نعرف أن الدعوة لنصرة الشعب السورى المظلوم لا تعدو كونها رفعا لقميص عثمان ولو كان رافعو قميص الشعب السورى المظلوم والمطالبون بنصرته يتمتعون بالحد الأدنى من المصداقية لأبرزوا هذه الكارثة ولقاموا بفضح من ارتكبها ولنددوا بهذه الجريمة البشعة التى كشفت عورتهم الأخلاقية وأن الساكت على ما يرتكب من جرائم إبادة جماعية ضد الشعب السورى ومن قبله الشعب العراقى فضلا عن كونه شيطانا أخرس هم فى الحقيقة يمثلون الوجه الآخر لمنظومة التآمر الصهيوأمريكى على كامل المنطقة.
لو كان المتضامنون (لنصرة الشعب السورى المظلوم) فى مواجهة (نظام يقتل شعبه) صادقين لوقفوا مع هذا الشعب الذى يقتله تنظيم القاعدة وواجهتها فى سوريا (جبهة النصرة) المدعومة أمريكيا وإسرائيليا ونبيلا عربيا.
لو كان هؤلاء صادقين لوقفوا فى مواجهة المشروع الصهيوأمريكى الذى يستخدم ذات الوسائل والأساليب فى مصر وسوريا من أجل الهيمنة المطلقة على كامل المنطقة حيث ينحصر الفارق بين ما يجرى فى مصر وما يجرى فى سوريا فى كم القتل المطلوب من أجل تحقيق هذه الأهداف والغايات.