أطفال مصر.. أصحاب الثورة
تحمل الشباب وأطفال مصر المشاركون فى الوقفات الاحتجاجية والمسيرات والمظاهرات الكثير من التنكيل المادى والمعنوي.. قتلوا.. سحلوا.. عذبوا.. اختطفوا.. شبابًا وشابات ولم تسلم حتى سمعتهن من التعرض لها.. حتى اإنهم اتهموا بالتحرش لدرجة أن واحدة لا أعرف سوى كنيتها تدعى أم أيمن تعلن على قناة مصر ٢٥ أنها رأت من نافذة الاتحادية كشاهد عيان، ممارسات جنسية كاملة، أى والله كاملة كما تقول ممن يسميهم الإعلام ثوارًا ولا تذكر بأى صفة.
كانت هذا القصر خطيئة هؤلاء الشباب الحر أنهم شباب ثورى يحتج على ما آل إليه الوطن هذه الأيام، وهم امتداد لثورة ٢٥ يناير التى مازالت مستمرة، هم أوقدوها فى ميادين مصر وهم الذين يدافعون عنها ويحاولون استردادها. أما حكام هذا الزمن الرديء فيرون هؤلاء الشباب بلطجية، ويتعاملون معهم كمجرمين، ويصطادون الرموز منهم والنشطاء على صفحات الفيس بوك خاصة من هم على رأس مواقع بعينها "أدمن الموقع" وهؤلاء بالذات أصبحوا صيدًا ثمينًا لأداة الغدر والقتل لأنهم قادة للشباب الثوري.
ولا ينجو من قبضة البطش بسطاء هذا الوطن مثل حمادة المسحول، وبائع البطاطا المقتول.
ويؤكد شهود العيان حدوث عمليات التعذيب حتى الموت، ويعانى الأهالى، ياعينى، عليهم اللوعة والجرى فى الشوارع، بحثًا عنهم دون فائدة وجميع هذه الأحداث أصبحت تحت سمع وبصر الجميع إلا أن حادثة بعينها تعد أقسى من القتل وهى لشاب اختفى عدة أيام ثم خرج محطمًا مكسورًا ذليلًا بسبب هتك عرضه بالعصا، وأثبت ذلك الطبيب الشرعي.. ماذا سيحدث لهؤلاء الشباب؟ إما الإحباط والارتداد والبعد عن الساحة السياسية، خاصة الشابات، وهو ما تريده السلطة.. أو يتحولون إلى آلات عنف لكن.. هذا كله لن يؤثر على قضية الوطن ، ويكفى سماع الطفل الصغير متحدثًا فى إحدى القنوات، مدافعًا عن قضيته عارضًا قناعته الآنية وضبابية مستقبله مما جعله يشارك فى هذه الاحتجاجات دون أى أوامر أو توجيهات من أى جهة معارضة.