رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا لو كان رئيس الأهلي "مجنون إعلام" !


فاز الأهلي ببطولة الكونفدرالية للمرة الأولى للأندية المصرية.. واحتل الفريق الأحمر قمة الأندية العالمية الفائزة بعدد البطولات.. وعاشت جماهير القلعة الحمراء ليلة سعيدة خاصة وأن الفوز جاء في الثواني الأخيرة من الوقت بدل الضائع.. وخرجت المباراة النهائية باستاد القاهرة بشكل نموذجي ومثالي وغير متوقع في حضور رئيس الوزراء.. واحتفل الأهلي مع جماهيره بملعب التيتش.. وتحدث المحللون عن المباراة وتفاصيلها الفنية.. وتحدث السياسيون عن مدى تأثير خروج المباراة بدون مشاكل على الوضع الأمني في مصر.. كما تحدث اللاعبون عن فرحتهم.

كل هذا حدث خلال اليومين الماضيين ولكن ما لفت نظري وبشدة في هذه المباراة هو موقف المهندس محمود طاهر رئيس النادي الأهلي الذي من المفترض أن يكون هو صاحب الفرح باعتباره "الرئيس".

محمود طاهر لم يشاهده أحد يتحدث في وسائل الإعلام عقب المباراة وترك الفرحة للاعبين والجهاز والجماهير.. وفي اليوم التالي اكتفى المركز الإعلامي بإرسال تصريحات تهنئة وإشادة.. وفي اليوم الثالث أثناء الاحتفال بملعب التيتش خرج ليتحدث في وسائل الإعلام عن أمور كثيرة تم تداولها في كافة وسائل الإعلام.

وهنا.. لماذا لم يتحدث رئيس الأهلي إلا في اليوم الثالث عقب الفوز بالبطولة.. وهل لو كان فعلا عاشق للإعلام مثل كثيرين لكان صمت حتى اليوم الثالث ليظهر ويتحدث عن هذا الانتصار ؟!!

في ظني أن هناك فارقا كبيرا جدا بين من "يلهث" وراء الإعلام وبين من "يهرب" من الإعلام.. وهنا يظهر الفارق بين المنظومة وأخرى وبين شخص وآخر.. فلو تذكرنا عدد المرات التي ظهر فيها طاهر منذ انتخابه رئيسا لما تعدت أصابع اليد الواحدة..وهو بذلك يكون تفوق على حسن حمدي الرئيس السابق الذي كان لا يظهر إلا مرة أو مرتين في العام الواحد.. فهو ربما يسير على نفس درب سابقيه في الأهلي ولكن في نفس الوقت هو يحافظ على اسمه وعلى منصب كبير واسم نادي عريق.

فكل كلمة تخرج منه لابد أن تكون محسوبة بل وموزونة بعيار من ذهب.. ولذلك يكون "لهث" الإعلاميين وراء مثل هذه الشخصيات للحصول على تصريح أو كلمة واحدة هو بمثابة الانفراد والتميز.. أما لو كان طاهر هو الذي يلهث وراء الإعلام ليل نهار لأصبح بلا طعم أو لون أو حتى رائحة.

فالإعلام سلاح ذو حدين.. يكتوي بناره من "جُن" به.. ويحصل على فوائده من "احترمه وتوازن" معه..!!
الجريدة الرسمية