أمريكا تعلن عن تحالف إقليمي جديد للقضاء على «حماس».. «أبو هشيمة»: يصب في مصلحة إسرائيل.. «منصور»: محاولة أمريكية لتنصيب تل أبيب قائدًا لدول المنطقة.. و«العزباوي»
أعلن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إن العنف الحالي في منطقة الشرق الأوسط، أظهر وجود فرصة لتشكيل تحالف إقليمي جديد يضم إسرائيل ودولًا عربية، مضيفًا أنه توجد دولًا عربية مستعدة لصنع السلام مع إسرائيل بهدف التحالف معها ضد حركة المقاومة الإسلامية «حماس» وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش».
وأكد عدد من الخبراء الإستراتيجيون، أن تصريح جون كيري هو إقرار لفشل التحالف الذي شكلته الولايات المتحدة الأمريكية بهدف القضاء على "داعش" والذى لم يحقق نجاحا حتى الآن، موضحًا أنه يخدم فى الأساس إسرائيل واعتبارها قائدة لدول المنطقة، ومن جانب آخر القضاء على التحالف بين "حماس" وإيران والذى يصب فى مصلحة أمريكا.
فشل «تحالف داعش»
قال اللواء سامح أبو هشيمة، أستاذ السياسة العسكرية والأمن القومي بأكاديمية ناصر سابقا، إن إعلان جون كيري عن تحالف جديد هو بمثابة إقرار فشل التحالف القديم الذي شكلته الولايات المتحدة الأمريكية لمحاربة "داعش" والذي عمل على استقطاب عدد من الدول العربية وأولهم مصر، موضحا أن بعض الدول التى أعلنت موافقتها الانضمام للتحالف القديم على استحياء بغرض التواجد فقط وليس المشاركة، مشيرا إلى أن هدف التحالف هو توريط الدول العربية.
مصلحة إسرائيل
وأضاف «أبو هشيمة»، أن أمريكا تسعى لضم دول عربية فى هذه التحالفات بهدف الحصول على المال، مؤكدا أن دخول إسرائيل إلى هذا التحالف فى الشرق الأوسط فهذا معناه فرض الدولة الصهيونية ضمن دول المنطقة وجعلها قوة مؤثرة وهذا مرفوض تماما، واستهداف حركة «حماس» القوة المقاومة المسلحة لتحرير الأراضى الفلسطينية فهذا يصب فى مصلحة تل أبيب، منوهًا إلى أن القضاء على التواصل والتحالف والتعاون بين "حماس" وإيران يصب فى مصلحة أمريكا وينهي الهيمنة الإيرانية على منطقة الخليج.
تخبط الإدارة الأمريكية
ومن جانبه قال اللواء محمود منصور، الخبير الإستراتيجي، أحد مؤسىسي المخابرات القطرية، إن الإدارة الأمريكية وحلفاؤها الغربيون في حالة تخبط وبرامجهم الإستراتيجية وسياساتهم فى الشرق الأوسط غير واضحة، مؤكدًا أنهم غير قادرين على فرض سيطرتهم على دول الشرق الأوسط ولا يستمعون لدول المنطقة ورؤيته أن للشعب الفلسطينى قضية، كما أن إسرائيل غير مؤهلة لتكون هى قيادة المنطقة.
أهداف غير معلنة
وأضاف «منصور»، أن تشكيل تحالف إقليمى جديد ضد "حماس" كحركة إرهابية يؤكد أن أمريكا لها أهدفا غير معلنة ولكننا نعيها جيدا، منوهًا إلى أن إعلان عن استعداد بعض الدول العربية للانضمام للتحالف سيتم إنكارها فيما بعد لأن جون كيري لم يحدد من هي تلك الدول، ما يدل على محاولة يائسة وفاشلة لإرباك الحكومات العربية وإعاقة التنمية والتطور فى العالم العربي، مشددًا على إننا لسنا فى حاجة للتحالف مع أمريكا ولن ننزعج من تلك النداءات.
صنيعة مخابراتية
قال الدكتور يسري العزباوي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن الإعلان عن التحالف الجديد يؤكد أن مسألة الحرب على «داعش» ما هى إلا صنيعة مخابراتية لتفكيك الدول العربية واستنفاز طاقتها وأموالها، مؤكدًا أن الحرب على "حماس" تخدم إسرائيل.
أمر مرفوض
ولفت «العزباوي»، إلى أنه رغم اختلافاتنا مع "حماس" لكنها حركة مقاومة فلسطينية ضد الاحتلال الصهيونى وهذا الدور هو أبرز مهامها، موضحًا أن فكرة إقحامها فى التدخل بالشأن المصرى والاشتراك فى تنفيذ عمليات إرهابية على أراضينا أمر مرفوض، لكن اشتراك أي دولة عربية في التحالف الذى يدعوا له «كيري» خطيئة كبرى لأنه بذلك أصبح العدو قائدا لنا وليس عدوًا لنا.