رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. محافظ الشرقية: لم أفتح ملفات الفساد "علشان ميقولوش عليا حرامي"

فيتو

  • 88 % من سكان المحافظة بلا صرف صحي
  • 500 قرية و4 آلاف نجع محرومون من المياه
  • الانتهاء من نفق أبو الريش خلال شهر وانتهاء مشكلة الازدحام في الزقازيق 
  • لم أفتح أي ملف فساد لأنني كنت جديدا بالمحافظة 
  • أقوم بالجولات ليلا وفجرا وظهرا بدون ملل أو تعب
  • نعم هناك تقصير واضح بالعملية الطبية بالمحافظة
  • بعض العاملين بالمحافظة يطبقون بعض القوانين ببيروقراطية كبيرة
  • عدم استغلال العنصر البشري من أصعب الأمور التي واجهتني
  • حل مشكلة الشباب حاجزى الشقق منذ عام 2000 قريبا جدا

88 % من سكان محافظة الشرقية لم يصلهم الصرف الصحي بعد، وهناك 500 قرية و4 آلآف نجع محرومون من المياه، ولن نستطيع حل هذه المشكلة بالسرعة التي يتخيلها الأهالي فهذه المحطات تحتاج إلى ملايين بل مليارات، هكذا يؤكد الدكتور سعيد عبد العزيز محافظ الشرقية في حواره لــ"فيتو"، وقال إن نفق أبو الريش الذي نعمل به على قدم وساق وسيتم الانتهاء منه خلال شهر تقريبا وسيحل مشكلة الازدحام المروري داخل مدينة الزقازيق، خاصة للقادمين أو الذاهبين للقاهرة.

المحافظ تحدث في الحوار عن أهم القرارات التي يتخذها، لوضع حلول جذرية ودائمة للمشاكل التي يواجهها المواطنون بالمحافظة، وأهم المشاريع الجديدة التي تنشأ لخدمتهم.


*في بداية تعيينك كمحافظ للشرقية ما هي أهم وأصعب المشاكل التي قابلتها؟
محافظة الشرقية متعددة الموارد، وتتمتع بوفرة العنصر البشري ولكن كل ذلك غير مستغل بالطريقة الصحيحة وهذا من أصعب الأمور التي واجهتني وتواجهني حتى الآن، فبعض العاملين بإدارات تنفيذية بالمحافظة وبالمراكز لا يهتمون سوي بمصالحهم الشخصية، مع قلة القيادات المتدربة.

*وكيف عالجت مشكلة عدم وجود قيادات متدربة ببعض المناصب بالمحافظة؟
لا أستطيع القول بأنني نجحت في حل هذه المشكلة بشكل قطعي، ولكنني أعمل على حلها بجدية، ولكن ما أقوم به الآن هو الاهتمام بالعنصر البشري ككل، وذلك بإقامة الندوات والمؤتمرات لحث الشباب والعمال والموظفين للالتحاق بالدورات التدريبية التي نوفرها لهم، للعمل على تقوية مقوماتهم الفكرية والعملية، حتى يجيدوا تقديم الخدمات لأنفسهم وعليه يستطيعون خدمة المجتمع ككل.

*لمَ الاهتمام الزائد برئيس القرية وتوفير الدورات التدريبية له؟
رئيس القرية هو الرجل الأول بالقرية والوحدة المحلية التي يعمل بها، فهو الشخص الوحيد الذي يكون على علم بكل صغيرة وكبيرة تحدث بقريته ونطاق وحدته المحلية، وهو الذي يعلم من المجرم ومن الصالح، يعلم أهم المناطق التي تعتبر خطر قومي على المحافظة والوطن ككل، هذا بالإضافة لكونه الوحيد الملم بجميع المشاكل التي تواجه المواطنين وكيفية حلها بأسهل وأسرع وأبسط الطرق. 

*في أول لقاء لكم مع الإعلاميين عقب توليكم لمنصب محافظ الشرقية عقب ثورة 30 يونيو أعلنت أنه تم غلق صفحة الماضي ولن يتم فتح ملفات الفساد، لماذا؟
أنا رجل اقتصاد وأستاذ جامعي، ومن عملي أن نعلم الناس كيف يديرون العمل على حل الأزمات والتمكن من الإدارة، وهذا ما فعلته منذ أول يوم أتيت به لمحافظة الشرقية عقب ثورة 30 يونيو، فكل ما فعلته أننى طبقت ما أعلمه للناس، وبالفعل في أول حضوري كمحافظًا للشرقية لم أفتح أي ملف فساد، ليس خوفًا أو ضعفًا لكنني كنت جديدا بالمحافظة ولا أعلم الصالح من الطالح، وإذا بدأت في فتح ملفات الفساد سيستطيع المفسدون مجاراتى في فسادهم دون شعوري، بل من الممكن أن تصل إلى اتهامي أنا شخصيًا وجعلي رجلا مفسدا في نظر المواطنين، ويقولون إنني حرامي وسيصدقونهم لأنهم لا يعرفونني وهذه مشكلة كبيرة.

*كيف عالجت هذه المشكلة؟
عالجتها بخبرتي كأستاذ جامعي، حيث قمت بغلق ملفات الفساد ولم أتحدث بها نهائيًا، حتى تمكنت من الدخول وسط جميع العاملين والموظفين وفهم طريقة عملهم مع الاستمرار بعملي الجاد بجميع المناطق بالمحافظة، وأثبت للجميع أنني أتيت للمحافظة للعمل وليس للاستمتاع والراحة، فمنذ حضوري للمحافظة وأنا أقوم بالجولات المستمرة ليلا وفجرا وظهرا بدون ملل أو تعب، وعقب تمكني من المحافظة ككل وفهمي لما يدور بها، فتحت ملفات الفساد وواجهت كل موظف ومسئول بما عمله وما يقوم به من تعطيل خدمات للمواطنين أو إنهاء أعمال خاصة له أو لغيره مع تعاطيه الأموال بدون وجه حق، فاصبح لدى القدرة على اتخاذ القرارات ومحاربة الفساد بطرق غير تقليدية.

*القمامة من أهم المشاكل التي تؤرق المجتمع الشرقاوي، كيف تتعامل مع هذه المشكلة مع ضعف إمكانيات المحافظة؟
محافظة الشرقية وخاصة مدينة الزقازيق لا بد أن تكون عاصمة لمحافظة نظيفة بأي شكل وبأي ثمن وبأي إجراء لتكون حضارية تلقى بتاريخ محافظة الشرقية العريق ودورها في إخراج الزعماء أمثال أحمد عرابي وكبار الكتاب والفنانين، وباعتبار أن بها ثلث آثار مصر، وعلى الرغم من الامكانيات المتاحة ضعيفة إلا أننا نبذل قصاري جهدنا لتحويل الزقازيق إلى مدينة نظيفة.

والعنصر البشري والمجتمع الأهلي من أهم الأساسيات في مساعدتنا في القضاء على هذه المشكلة، مع ضرورة شراء العديد من المعدات الخاصة بالنظافة بكل حي ومجلس مدينة وتكثيف عدد عمال النظافة لتنظيف الشوارع باستمرار وتوزيع الصناديق بجميع ميادين وشوارع المحافظة لجعل المواطنين يضعون القمامة بها وعدم إلقائها بالشارع، مع مساهمة رجال الأعمال مع المحافظة ومجالس المدن في تجميل شوارع وميادين المحافظة من نافورات وغيرها.

*دائما تشير إلى أن القطاع الصحي بالشرقية متدهور ومن أسوء القطاعات بالمحافظة، ماذا تفعل لتنمية هذا القطاع والعمل على تحسينه لخدمة المواطنين والحفاظ على صحتهم؟
نعم هناك تقصير واضح بالعملية الطبية بالمحافظة، ولكننا لا نستطيع أن ننكر أن القطاع الصحي كمنظومة طبية متكاملة في تطور وتقدم وفي الاتجاه الصاعد وليس للاتجاه الأدنى، وأصبح هناك اهتمام من المسئولين بالمرضى ومعاقبة كل طبيب أو ممرض أو عامل يكون مسئولا عن تدهور حالة مريض أو تقاعسه في تقديم الخدمة الطبية له، وهناك أيضا مشاكل داخل المستشفيات من نقص في الأطباء أو الممرضين أو المعدات والأدوات الطبية والأدوية، وهذا ما نعمل مع مديري ومسئولي الصحة بالمحافظة على حلة بالتواصل مع وزارة الصحة، للعمل على جعل القطاع الصحي بالمحافظة من أفضل القطاعات وتقديم الخدمات الطبية للجميع.

*ماذا عن حالة وفاة سيدتين بسبب الإهمال الطبى بوحدة الفشل الكلوي لمستشفى الحسينية، ماذا كان رد فعل المحافظة في ذلك؟
ليس نحن من نحدد إذا كانت وفاتهما بسبب الإهمال الطبي أو وفاة عادية بسبب تفاقم المرض، فهذا ليس تخصصنا ومن يحدد ذلك الأطباء فقط، ومدير مستشفى مركز الحسينية خرج وصرح أن السيدتين مصابتان بأمراض أخرى غير الفشل الكلوي وسبب الوفاة كان لكبر سنهما وتفاقم الأمراض عليهما وليس لسبب طبي بوحدة الفشل الكلوي بالمستشفي، ومع ذلك المحافظة قامت بعمل لجنه لفحص أسباب وفاة السيدتين، وجار المتابعة.

*المحافظة تشهد تكدس العاملين بجميع القطاعات مع نقص الخبرات والتخصصات بينهم كيف تواجه هذه المشكلة؟
نعمل الآن على دراسة هذه المشكلة والعمل على حلها بطرق سريعة مفيدة للجميع، حيث تم عمل دورات تدريبية لجميع العاملين وخاصة المسئولين، وللشباب لخلق كوادر وقيادات نستطيع الاستفادة منها في حل المشاكل ومواجهة العقبات التي تواجه المواطنين بالقري والمراكز، فالعنصر البشري هو مفتاح التقدم المستقبلي في أي مجتمع، ولكن هناك بعض العاملين بالمحافظة يطبقون بعض القوانين ببيروقراطية كبيرة، وهؤلاء يتم التعامل معهم بنوع من السماحة وليس هناك أي عصبية فاهتمامي دائما ليس بالمعاقبة على رد الفعل بل معرفة أسبابه والوقوف على الفعل نفسه، وهذا يحفز العاملين بل المواطنين أنفسهم على مساعدتنا في حل المشاكل، وبهذا أتغلب على مشكلة الندرة بالتخصصات.

*هناك العشرات من الشباب حجزوا شققا منذ عام 2000 وحتى الآن لم يحصلوا عليها رغم دفعهم لمقدم الشقة منذ عام 2000 كيف سيتم التعامل؟
نحاول الآن البحث عن مصدر لإعطائهم دعما، لتقنين أوضاعهم وإعطائهم الشقق التي تقدموا لها منذ عام 2000 ولم يحصلوا عليها، دون دفع المقدمات العالية التي تدفع الآن، وقريبا جدا سيتم حل مشكلتهم.

*ماذا تم بشأن تطوير مدخل محافظة الشرقية بطريق "القاهره – الزقازيق" الزراعي؟
بالفعل هذه مشكلة أرقت العديد من المواطنين وتجعل مدخل المحافظة غير حضاري، لذلك تم الاتفاق مع إحدى شركات النظافة التي تقوم بنقل القمامة إلى مقالب القمامة بالمحافظة والعمل على نظافة منطقة أرض الفدان وتجميلها، وفي أقل من شهرين سنرى نتيجة جيدة.

*الأهالي بمراكز شمال الشرقية يشترون المياه، كيف يتم الاهتمام بهم؟
88 % من سكان المحافظة لم يصلهم الصرف الصحي بعد، وهناك 500 قرية و4 آلآف نجع محرومون من المياه، وإذا وصلت تكون ضعيفة جدا ولا تأتي سوى عدة ساعات، لهذا نعمل على وضع ميزانيات كبيرة لإنشاء محطات مياه ومحطات رفع للصرف الصحي، ولكننا لن نستطيع حل هذه المشكلة بالسرعة التي يتخيلها الأهالي فهذه المحطات تحتاج إلى ملايين بل مليارات، لوصول المياه لجميع المناطق بالمحافظة، لهذا فإننا نضع الخطط التي يتم تنفيذها على مراحل للعمل على حل مشاكل المواطنين من المياه.

*ما هي أهم المشاريع التي تتبناها المحافظة خلال هذه الفترة؟
المحافظة تتبنى العديد من المشاريع التي هدفها خدمة المواطنين، ومنها التخطيط لعمل محطة للسكة الحديد بجوار جامعة الزقازيق للعمل على راحة الطلاب وحل مشكلة الازدحام والمرور التي تشهدها الزقازيق طوال أيام الدراسة.

وأيضا تم افتتاح محطة مياه بلبيس التي تضخ 2400 لتر في الثانية، وتم العمل بها وحل مشكلة المياه بالعديد من المناطق ببلبيس، وجارٍ العمل على سرعة الانتهاء من محطة رفع الصرف الصحي ببلبيس أيضا بتكلفة تتعدي الـ10 ملايين جنيه.

وهناك نفق أبو الريش الذي نعمل به على قدم وساق وسيتم الانتهاء منه خلال شهر تقريبا بتكلفة تصل إلى 20 مليون جنيه، وبهذا النفق سيتم حل مشكلة الازدحام المروري داخل مدينة الزقازيق وخاصة للقادمين أو الذاهبين للقاهرة.

*الشرقية تحوي ثلث آثار مصر ولكن جميع مناطقها بدون سائحين، كيف يتم الاهتمام بالقطاع السياحي وتطويره؟
الشرقية من أغنى المحافظات بالآثار، ودائما يأتي العديد من الأفواج الأجنبية للتنقيب عن الآثار بها، وأغلب الآثار التي بالمتاحف بالقاهره وغيرها من محافظة الشرقية، ولكن عقب ثورة يناير ومن قبل ذلك وهي تعاني من ضعف السياحة بها بل انعدمت الآن، لهذا كان على أن أضع العديد من المحاور للتنمية السياحية بالمحافظة لعودة السياحة إليها، وتم تحويل هذا المحور لـ3 قطاعات سياحة الآثار، منطقة تل بسطة منطقة صان الحجر، والعمل على تطوير هذه القطاعات وتنميتها والاهتمام بالطرق المؤدية إليها للعمل على جذب السياح والمواطنين لزيارة الآثار بالمحافظة، وأيضا تم إعادة العمل بإقامة أكبر مهرجات خيول بالمنطقة العربية وهو مهرجان الخيول العربية ومهرجان الهيجن بمنطقة الفروسية ببلبيس، والذي يحضره العديد من محبي الخيل على مستوى العالم العربي والأجنبي.
الجريدة الرسمية