رئيس التحرير
عصام كامل

البرعي.. أهلا بك في معسكر الوطن


لا شك أن تصريحاتك الأخيرة في جريدة أخبار اليوم وقولك" أن تواصل الاحتجاجات في أمريكا والعنف الذي تتعامل به السلطات الأمريكية حاليًا لفض المظاهرات التي خرجت في مدن عديدة تدل أبلغ دلالة على أن ما يشاع عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان في الغرب هو مجرد ترويج لما يتوافق مع مصالحهم فكل هذه القيم يتعاملون معها بوجهين أحدهما في بلادهم والآخر معنا لذلك علينا عدم الثقة بهم ". فهذا التصريح خاصة جملة عدم الثقة بهم وهى تمثل موقفنا منذ بداية الثورة وما قبلها... قد أصابت الكثير من العمال بردود أفعال متباينة البعض أصيب بالصدمة والبعض الآخر بالدهشة وآخرون بالسخرية أما نحن فكانت دعوتنا عن قناعة (أهلا بك في معسكر الوطن)


ولا شك أن ردود الأفعال إذا كانت صدمة أو دهشة أو سخرية أو حتى ترحيبنا بعودتك إلى معسكر الوطن التي يخالفنا فيها الكثيرون من عمالنا لها أسبابها الموضوعية وهى أخطاء تاريخية لا يمكن الدفاع عنها تحت دعوى تنفيذ تعليمات المنظمات الدولية.
وذلك حينما وقفت في نقابة الصحفيين أمام شاشات التلفاز على ضوء الشموع الخافتة محاطا بأصحاب الدكاكين ومن حولك زغاريد النساء المستأجرين والدموع في عينيك وبخشوع العابد في محراب الحرية قلت قولتك الكارثية (لقد أطلقت الحريات النقابية)

وعلى الفور قمت بتنفيذ الخطة الخاصة بتفكيك الحركة النقابية بهدم البنيان النقابى وتجفيف الموارد المالية لإفلاس الاتحاد العام ونقاباته العامة وهو ملخص الـــــ CD الفضيحة الذي عرضه الاتحاد العام في إحدى قاعاته وتورطت فيه بشكل لا يقبل الجدل ولا يفيد فيه الإنكار.

وعلى ضوء ذلك ارتكبت مجموعة من الأخطاء التاريخية المؤلمة:
• حل مجلس إدارة الاتحاد العام لنقابات عمال مصر وسبع نقابات عامة حلًا إداريا بالمخالفة للقانون والمعايير الدولية.

• تعيين الإخوان بمجلس إدارة الاتحاد العام والنقابات العامة لأول مرة دون انتخابات.

• الترويج بتطبيق الشرط الاجتماعى على مصر من جانب منظمة التجارة العالمية بمنع التصدير بالمخالفة لإعلان منظمة العمل الدولية بشأن المبادئ والحقوق الأساسية في العمل المادة الخامسة التي تنص على "لا يجوز استخدام معايير العمل لغايات تجارية حمائية وأنه ليس هناك في هذا الإعلان ولا في متابعته ما يمكن الاستشهاد به أو استخدامه لمثل هذه الغايات وفضلًا عن ذلك فإنه لا يمكن بأى حال من الأحوال التشكيك في الخبرة النسبية لأى بلد من البلدان على أساس هذا الإعلان أو متابعته ".

• تسويق تعبير ( القائمة السوداء ) بمنظمة العمل الدولية كاسم دلع بديل عن ( قائمة الملاحظات ) والمعتمدة من المنظمة الدولية لإرهاب الحكومة والشعب.

وبسبب هذه الأخطاء اتهمك البعض أنك تعمل لأجندة دولية تسعى لتفكيك الحركة النقابية المصرية وتدمير علاقات العمل كبداية لتفتيت الوطن وتدمير اقتصاده وهو اتهام وجيه ومبرر. فمن واقع الخبرة والمعايشة أن علاقات العمل الجماعية في المنشآت التي دعوتمونا إليها تحولت إلى فوضى عارمة تعرضت فيها المنشآت الإنتاجية إلى الخسارة وفى معظم الأحيان إالغلق.

لقد سمحتم للنقابات المستقلة باستخراج شهادة قياس المهارة وكارنيه مزاولة المهنة نظير تحصيل مبلغ 300 جنيه على الأقل للعامل دون محاسبة أو تفتيش أو أي نوع من الرقابة أو المراجعة من الأجهزة المعنية الأمر فقط يحتاج إلى ختم من شارع محمد على وكرسى في قهوة كمقر لتحصيل هذه المبالغ.

عزيزى الدكتور البرعى
لقد تلقى منك عمال مصر ومنظماتهم النقابية وقواعد علاقات العمل الجماعية الصحيحة ضربات قاسية ومؤلمة أثرت سلبيًا على اقتصاديات المنشآت الإنتاجية. ونحن أمام هذه المراجعة المهمة التي أبديتها نتقبل تصريحك بإدانة كل ما يأتى من الغرب حول الديمقراطية وحقوق الإنسان وتعاملهم بوجهين أحدهما بلادهم والآخر معنا وتقدم لنا النصيحة الذهبية بعدم الثقة بهم. أو حتى من باب المثل الشعبى "اللى حضر العفريت يصرفه" نقول من باب التسامح " أهلا بك في معسكر الوطن" على أمل أن تشاركنا في صرف العفريت الذي حضرته.
الجريدة الرسمية