رئيس التحرير
عصام كامل

الأمريكان يحمون الإخوان


رغم أن الأمريكان ليس لهم حبيب، ويتخلون بسهولة عن عملائهم وحلفائهم، مثلما فعلوا مع شاه إيران، إلا أنهم مازالوا حتى الآن مصريين على توفير حماية للإخوان ولجماعتهم.

وهذا ما ينطق به بوضوح ذلك التصريح الذي نطق به مؤخرا المتحدث باسم البيت الأبيض الأمريكي الذي قال فيه: «إن الإدارة الأمريكية لا يوجد لديها ما يجعلها تشك في أن جماعة الإخوان قد خرجت عن سياستها المعلنة في نبذ العنف».. ولا معنى لذلك سوى أن واشنطن مازالت تراهن على دور جماعة الإخوان في بلدنا ومنطقتنا.. أي أن الوقت لم يحن لاستغناء أمريكا عن الإخوان.

بالطبع لا يمكن تصور أو تخيل أن واشنطن بكل ما لديها من أدوات تكنولوجية ووسائل استخباراتية لا تعلم ماذا يفعله، ويقوم به الإخوان من عمليات تفجير وحرق واستخدام للسلاح.. فلا يمر يوم الآن في مصر، بدون حدوث عنف يجاهر به بل يتباهى به الإخوان ويهددون بالمزيد منه.

وحتى إذا كانت واشنطن قد عميت عن رؤية هذا العنف الإخواني الذي لم يتوقف في مصر منذ عام ٢٠١١، فهل أصيبت أيضا بالصمم فلم تعد تسمع ما يقول به قادة الإخوان حول ضرورة اللجوء إلى العنف، وحث أعضاء الجماعة على أن تأتي مسيراتهم ومظاهراتهم مصحوبة بالعنف.

ولذلك عندما يأتي البيت الأبيض ليقول إنه لا يشك في ادعاءات الإخوان السابقة الخاصة بنبذ العنف، فهو يؤكد لنا استمرار الإدارة الأمريكية في إسباغ حمايتها على جماعة الإخوان.. وهي بالطبع حماية مدفوعة الثمن!! أي تقابل دور يؤديه الإخوان الآن، أو دور تبغي واشنطن من الإخوان أن يقوموا به!

وهذا يعني أن تعامل واشنطن مع الحكم المصري الجديد هو أمر فرضته براجماتيتها.. إنها تتعامل معنا، وفي ذات الوقت لم تتوقف عن التآمر علينا، ليس فقط بتمويلها لبعض المجموعات والحركات وإنما أيضا بحماية جماعة الإخوان!
الجريدة الرسمية