رئيس التحرير
عصام كامل

"جمال حمدان".. يحاكم تجار الدين!


وقعت في حيرة عن الموضوع الذي أقدمه للقارئ، خاصة أن ما نكتبه يكون قبل عدة أيام من النشر، ولكن ما أن تذكرت أوراقي وكتبي، وذلك العبقري جمال حمدان إلا أنني قررت أن أنقل لكم كلاما يؤكد أنه ما زال يعيش معنا حتى الآن، فقط غادرنا بجسده.

فلو أننا نقرأ.. ونفهم.. ونتعلم.. ما جرى ما نراه اليوم في عالمنا العربي والإسلامي.. أقدمها صديقي القارئ بلا زيادة أو نقصان لتتعرف الفارق بين العبقري الذي يعي التاريخ مقدما.. والمدعين للأسف!

** هذا الكلمات من "شخصية مصر"، "العالم الإسلامي المعاصر"..
1- ليس جديدا أن يتخذ الدين قناعا للسياسة وستارا، ولا كان الإسلام يوما استثناء لهذه القاعدة، فالتاريخ حافل سجله بالحركات والمناورات السياسية التي تقنعت بالدين، وتخفت تحت رايته وبنوده!

2- لابد أن نستدرك فنقول إن من المسلّم به أنه ليس مصلحة قضيتنا الفلسطينية أن نصورها أو نحولها إلى حرب دينية مقدسة أو إلى صراع أو جهاد بين الإسلام واليهودية!!

3- إن الصهيونيات اليوم هي بلا مبالغة أو مزايدة، أكبر خطر وتحدٍ يواجهه العالم الإسلامي المعاصر، كما يواجهه العالم العربي، أكبر من صليبيات العصور الوسطى، وأكبر من موجة الاستعمار الأوربي في القرن التاسع عشر.

4- إن الدين في العصر الحديث ظل أداة ميسورة للسياسة، تستغله القوة لتشريع وجودها غير الشرعي مرة، أو لتبرير مظالمها وابتزازها مرة أخرى.

5- استغل الاستعمار التركي على المسلمين، الخلافة مطية وواجهة للشرعية، باسم الدين، وفرض استعماره الغاشم على المسلمين، وعلى أساس الدين والملة تفاقم مشاكل الطائفية!!

6- إن قيام الدولة الإسلامية على الأساس الديني وحده.. يمكن أن يبرر قيام غيرها على أساس الديانات الأخرى، وبهذا يعود العالم إلى ساحات للصراعات والحروب الدينية، ساحة يصعب الإسلام تصدرها بحكم الصورة المعاصرة لهرم القوى بها الآن.

7- الصراع الداخلي بين الدول الإسلامية المتزايد مع الزمن، والانقسام السياسي، والتفتت المذهبي بين الشيعة والسنة خاصة، يصعب من مهمة الدولة الإسلامية ويكون عامل انهيار.

8- مصر حاليا قد أصبحت خليطا غريبا وربما متناقضا من عناصر اشتراكية ليبرالية من رأسمالية الدولة ورأسمالية الطبقة أو إلى آخر حد برجوازية باسم الاشتراكية وإصلاح باسم الاشتراكية، وإصلاح باسم الثورة، الأمر مخلوط!!

9- ديكتاتورية في معظم نظم الحكم القائمة، والحدود التي رسمها الاستعمار قنابل موقوتة في عالمنا العربي.

10- مصر بالذات محكوم عليها بالعروبة والزعامة، فمصر لا تستطيع أن تنسحب من عروبتها، وأن تنضوي عن نفسها حتى لو أرادت!!

صديقي القارئ.. هل تعلمنا شيئا من هذا العبقري الراحل الذي اغتالته الصهيونية في وضح النهار ولم يعلن من قتله حتى الآن؟
الجريدة الرسمية