أهداف زيارة "كيرى" إلى القاهرة.. التأكيد على دعم "مرسى".. ومحاولة إقناع المعارضة بالمشاركة فى الانتخابات.. والتلويح بدعم أمريكى للحصول على قرض صندوق النقد
نشرت وكالة أنباء الأناضول التركية، تقريرا حول زيارة وزير الخارجية الأمريكى للقاهرة يومى السبت والأحد، مؤكدة أن الوضع السياسى المتوتر بمصر سيهيمن على الزيارة، وأفادت مصادر قريبة من دوائر صنع القرار الأمريكى لمراسلة الأناضول أن كيرى يسعى فى هذا السياق لإقناع القيادة المصرية بضرورة الاستجابة لمطالب المعارضة من خلال تشكيل حكومة توافقية تضم مختلف القوى السياسية.
أضافت المصادر التى رفضت الكشف عن هويتها، أن "كيرى فضَّل أن يلتقى الأحزاب السياسية قبل لقائه بالرئيس المصرى حتى يزيل تحفظاتهم بشأن تصريحاته الأخيرة التى دعا فيها المعارضة وبالأخص جبهة الإنقاذ إلى التراجع عن مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة، وهو ما اعتبرته قيادات الجبهة تدخلاً فى الشئون المصرية".
وأوضحت أن كيرى سيؤكد خلال لقائه بقادة العارضة أن تصريحاته الأخيرة تأتى فى إطار حرص الولايات المتحدة على استقرار أوضاع حليفتها مصر، وأن "تراجع المعارضة عن مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة سيكون الطريق الوحيد الذى يمكنهم من معارضة النظام الحالى"، غير أنه قبل قليل من وصول كيرى للقاهرة أبدى معظم قادة جبهة الإنقاذ رفضهم الاجتماع بكيرى فى تصريحات لمراسلة الأناضول.
أكدت هبة ياسين، المتحدث باسم التيار أن السفارة الأمريكية وجهت بالفعل دعوة لصباحى من أجل لقاء كيرى لكنه رفضها على خلفية تصريحات كيرى التى سبقت زيارته لمصر ودعا فيها الجبهة للتراجع عن مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وأكد أحمد البرعى، نائب رئيس حزب الدستور الذى يقوده السياسى محمد البرادعى، أنه رفض دعوة كيرى للقائه، رافضًا إبداء أسباب.
فى السياق نفسه قال أحمد إمام، عضو المكتب السياسى لحزب "مصر القوية" برئاسة عبدالمنعم أبوالفتوح، إن "الحزب لم توجه إليه دعوة للقاء كيرى، لكنه كان سيرفضها لو وُجهت إليه".
وفى الأيام القليلة الماضية، شنت العديد من الصحف المصرية المعارضة للرئيس محمد مرسى حملة انتقادات شديدة لكيرى، متهمة إياه بالانحياز لجماعة الإخوان المسلمين وتأييده للرئيس محمد مرسى.
وحتى ظهر اليوم، تأكد أن لقاء كيرى مع قادة الأحزاب السياسية سيحضره محمد العرابى نائب رئيس حزب المؤتمر الذى يرأسه عمرو موسى، فيما قال مصدر مسئول بحزب الوفد المعارض إنه لايزال يدرس الأمر.
أما عن لقاء كيرى بالرئيس المصرى الأحد، فبحسب المصادر الأمريكية فإنه سيكون بهدف الاطلاع على الأوضاع السياسية والاقتصادية فى مصر، وكذلك التأكيد على دعم الولايات المتحدة لمصر وحرصها على استمرار عملية التحول الديمقراطى بها، وعلى إيجاد توافق سياسى موسع باعتباره السبيل لتشجيع الولايات المتحدة على الاستمرار فى دعم القاهرة على كل المستويات، فى إشارة إلى إمكانية حصول مصر على قرض صندوق النقد الدولى بدعم أمريكى.
يجرى كيرى عصر اليوم السبت عدة لقاءات متتالية يبدأها بلقائه الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربى، لمناقشة العديد من القضايا وعلى رأسها الأزمة السورية، وكذلك السلام فى منطقة الشرق الأوسط ومحاربة الإرهاب، ثم يلتقى بعدها عددا من قادة الأحزاب السياسية، وأخيراً عددا من رجال الأعمال المصريين ثم وزير الخارجية المصرى محمد كامل عمرو.
أما غداً يلتقى كيرى الرئيس المصرى محمد مرسى بقصر الاتحادية الرئاسى، ثم يعقبه لقاء مع وزير الدفاع المصرى عبدالفتاح السيسى بمقر وزارة الدفاع، لمناقشة العديد من القضايا أبرزها الوضع السياسى الراهن، وكذلك للتعرف على موقف القيادة العسكرية مما أثير خلال الفترات الماضية من مطالبة بعض فئات الشعب بعودة الجيش للحكم، وبحث الوضع الأمنى فى سيناء، والدعم العسكرى بين البلدين.
يختتم كيرى زيارته للقاهرة مساء الأحد بلقاء ممثلين لعدد من منظمات المجتمع المدنى قبل أن يغادر العاصمة المصرية إلى الرياض.
وينتظر أن يلتقى كيرى أيضًا فى القاهرة عمرو موسى، وزير الخارجية الأسبق ورئيس حزب المؤتمر والقيادى بجبهة الإنقاذ المعارضة، بحسب بيان رسمى من حزب المؤتمر، يذكر أن علاقة صداقة تربط بين كيرى وموسى منذ سنوات.