رئيس التحرير
عصام كامل

سوريا تستحق!


أمس هاجمت إسرائيل سوريا وقصفت مواقع بها!

هذا عنوان كبير للأحداث أمس ومؤشر كاشف للأمر كله.. وبرغم التخطيط الأمريكي الشيطاني وبرغم التدخل التركي المفضوح وبرغم المال القطري الحرام وبرغم الإدارة الإسرائيلية الخلفية لكل ما يجرى.. إلا أن سوريا العربية تقاوم منذ أكثر من ثلاثة أعوام لتقف حجر عثرة أمام انطلاق مخطط تقسيم المنطقة.. تقاوم مخطط التمهيد الكبير لإسرائيل الكبرى.. وهي بذلك تقاوم نيابة عن الجميع.. كل العرب وكل المنطقة، وبالطبع هذا فضلا عن خصوصية ارتباط الأمن بين كل من مصر وسوريا الذي ربط التاريخ بينهما في رباط متميز ومختلف أدركه كل من حكم كلا البلدين، لذا فالتأثير والتأثر بينهما لا يوجد في أي منطقة أخرى ولا بين أي بلدين يفصلهما فاصل جغرافي كبير!


من أجل ذلك قلنا سابقا إنه لو قدر الله وسقطت سوريا وتم تقسيمها أو السيطرة عليها على غرار العراق فمصر ستكون في خطر بالغ، وستتحول سوريا إلى مقاطعات للإرهاب وللشر ومعسكرات كبيرة للإرهابيين سيتم تصدير فائضه حتما إلى هنا.

ذلك فضلا عن الصراعات البينية المريعة التي ستتم بما ينهي قضية فلسطين ومقدساتها إلى الأبد، وسيكون شغلنا الشاغل هو وقف الصراعات الطائفية والمذهبية هناك، بالإضافة إلى سقوط خط الدفاع الأول عن مصر حتى أن جيش سوريا هو جيشنا الأول ولذلك يوجد في مصر الجيشان الثاني والثالث، وكثيرون لا يعرفون أن الجيش الأول هناك.. منذ وحدتنا مع سوريا وبقيت التسمية على الأقل هنا!

اعتقادنا يقول إن مصر تساعد سوريا وما يتم في الكواليس أضعاف ما يعلن وهذه قاعدة السياسة الأولى.. فضلا عن أنه ليس بالضرورة أن يعلن الآن كل شيء إلا أن نظرية السيسي ومصر في التعامل مع داعش هي تقوية ودعم الدول والحكومات التي تواجه داعش وليس الضربات الأمريكية، وعندما يعلن العراق أن مصر تدعمه بالسلاح والعتاد وربما بالتدريب، وعندما تعلن مصر دعمها للشرعية في ليبيا فعلينا وحدنا استنتاج ما نفعله في سوريا..

الجديد الذي نريد أن نقله هو الدعم الشعبي.. فالاستفاقة المتأخرة كشفت زيف الدعاية الإعلامية الغربية في سوريا وقبلها في ليبيا، وكما حدث قبلها بسنوات في العراق؛ حيث اعتاد العرب التبرع بعقولهم لتكون أسيرة لدى الـ "سي إن إن" و"الجزيرة" وباقي الشبكات الغربية، والاستفاقة الأخيرة قلبت الأمر وبات التضامن الشعبي في مصر لمصلحة سوريا وضد الإرهابيين والعملاء تحت كل المسميات.. يتبقى تنظيم الجهد والتيقن بأهمية انتصار الجيش السوري الذي يحقق بالفعل كل يوم نجاحات كبيرة.. يحتاج أن يصل التضامن إلى الجيس السوري بأفراده على كل الجبهات.. فإن تم ذلك ستصل معنويات جنوده إلى السماء.. فلنحصل على تراخيص بالتظاهر دعما له..

فليقم الإعلام بدوره ويستيقظ تليفزيون الدولة وتستفيق إذاعاته.. فلنحدد - مثلا - يوما على المواقع الاجتماعية نقدم فيه التحية للجيش السوري البطل وتتحول فيه صفحات المواقع إلى مساحات لتحية ضباطه وجنوده.. الشعب السوري الشقيق يعاني منذ أربع سنوات ولا نعرف بأي تخطيط صمد اقتصاده حتى الآن في سنوات من الحروب اليومية والمعارك والقتال والقتل والتدمير والتفجير والتخريب والتآمر والخيانات!

اهزموا أمريكا وقطر وتركيا وإسرائيل هناك.. في خطنا الأمامي.. فالمعارك مستمرة في سوريا كما في سيناء والقاهرة.. والأشقاء يحتاجون الدعم كما أنهم يستحقونه أيضا!

لا وقت لدينا لنضيعه.. فمن سيبدأ على الفور بعمل إيجابي؟
الجريدة الرسمية