رئيس التحرير
عصام كامل

من يغسل الدماء في التحرير؟


دخلت قصرك، وأغلقت الباب وراءك. هل ارتاحت الخيول وخضعت بعد جهد صغير؟ هل نامت أصابعك؟ هل نظرت لجدران القصر الباردة؟ وارتاح ضميرك وسكنت الليل تحلم ببطولات وانتصارات؟ تذكر دم "الحسيني"..هتف..وهتف.. وهتف عن إيمان وعقيدة، بالوطن المسروق المذبوح. نعم ذبحوه. تركوه حيا ميتا. بين أمل في السماء، وآخر في الأرض. دماء الحسينى أو الحسين. عجينة الإرهاب واحدة تمتد لسابع وثامن نسل. القرون لا تخلف إلا جهلا وتطرفا. يدوسون على المنابر. ويرفعون سهامهم في وجوه إخوانهم. ألا تصفقون لإرهابى غشيم. 

قتلوا "الحسينى" على بعد أمتار من قصر"الخليفة". في بغداد والقاهرة. الدماء تسرى في دجلة والفرات والنيل. هل هدأت روحك؟ القصر البارد لا يصنع إلا روحا باردة. هل غسلتم دماء الحسينى في الاتحادية؟ هل تطهرتم من دماء الشهداء؟

عامان يا أبو ضيف. يبحثون في الأدلة. يفتشون في الأوراق المكتظة بحبر يجف ولا تجف دماءك، من يثأر للحسينى؟ تعلم يا سيدى أسماءهم وعناوينهم، لماذا لا تقتص؟ أخشي أن تكون الإطالة والمد في الأحكام فرصة لترتيب أوراقهم.

من يحمل مفتاح القصر غيرك؟ لماذا تستكين في أحيان كثيرة حتى بدا الغضب ينمو في موجات؛ لينفجر قريبا في وجهك؟ لماذا تنسي دماء الثوار في التحرير والاتحادية؟هل غسلتم دماءهم؟

لا تغفر لأحد منهم ذنبا. لو استمروا في القصر يومين لشنقوا نصف الشعب في الميادين. وعلقوا رءوسهم على المنابر وأجراس الكنائس. أعلنوا مرارا أنهم "سيضربون في المليان". اضربهم انت أولا. أرواح من راحوا لا تهدأ. العين بالعين. وفاشية بفاشية.

هل يجب أن نموت مائة مرة في اليوم حتى تعلم اننا رافضين وناقمين على كل الكراسي القديمة، والعبارات التقليدية والقصور الباردة والبروتوكولات الصماء. لكنى لم يعد لى موت آخر غير في بلدى. القصاص يا سيدى. لا ترتعش يداك.
لا يجف عرقك حتى تثأر للحسينى ولغيره. لا تغسل الدماء. دعها على الرصيف. علها تنبت عناقيد الغضب.
الجريدة الرسمية