رئيس التحرير
عصام كامل

تصادم الثورات لإبادة المصريين


تشهد الفترة الحالية الكثير من التناحر بين المصريين، نرى هناك العديد من المناقشات الحادة التي تنتهى دائمًا بقطع العلاقات بين طرفى المناقشة، لحظات ندرك بعدها أن ما يحدث بيننا المستحيل، فيما مضى كان بيننا أخوة ومودة وتعاطف، الآن بيننا تناحر وتصادم وعنف مسبق يرتكز على جمل من شأنها جرح كل ما بداخلنا فنعلن حينئذ التحدى لنصل في نهاية المطاف إلى تصادم مروع بين طرفى المحادثة قد يصل في بعض الأحيان لتبادل العراك.


تحت سماء أرضنا الحبيبة يعيش شعب منقسم إلى نصفين، كل نصف له رؤية محددة اتجاه ثورة يؤمن بها إيمانًا كاملًا ولا يستطيع التنازل عنها حتى إذا تكلف هذا إهدار الدماء، لقد وصلنا إلى منعطف غاية في الخطورة وأصبحت جميع آرائنا ووجهات نظرنا هي الهدف الأول والأخير، محاولة النصفين لإثبات أيها الأصح دائما تكلل بالفشل مادامت امتزجت بعبارات الانتقام ونبرات التحدى التي من شأنها أن تشعل الأجواء.

إن ما يحدث هو ضرب كل ما سعى إليه أجدادنا من ترابط وتلاحم بين الشعب بعرض الحائط، متناسين أن قوتنا تنبع من وحدتنا وليس فقط من التعصب لتأييد ثورتين قد يصل بنا إلى الهاوية، لقد اتسعت الفجوة بين أبناء وطنى وتبادل الآراء لم يقتصر فقط على وجهات النظر بل امتد حتى أصبح التبادل يشمل جميع الألفاظ المسموحة وغير المسموحة لكى نثبت وجهات نظرنا ونبسط سيطرتنا على الحديث، كل ما نمر به الآن يحدث صدعًا بين الجميع وسوف يزداد في المستقبل لننقسم وفى هذه اللحظة تصل نتيجة سعي المتآمرين على بلدنا إلى نتيجتها المرجوة، نريد أن تكون بيننا اختلافات وليس خلافات، فمهما حدث نحن أبناء هذه الأرض ولن تستمر لنا مادامت بيننا خلافات تعصبية تصل لقطع الأرحام.

أتوجه بمقالى هذا ليس للمتعصبين ولا لمؤيدى الثورتين ولكنى أتوجه به لكل مصرى شرب من نيلها وترعرع في خيرها.. تريث أيها الفرعون فليس من حقك أن تحجر على آراء الآخرين، ولكن من حقك أن تعترض بأسلوب لا يجرح الطرف الآخر، حتى لا نصبح يومًا شعبين على أرض واحدة، فلننبذ جميع خلافاتنا ونتحد تحت راية رئيسنا عبد الفتاح السيسي الذي كان اختيارنا جميعًا ولا نستمع للمتآمرين الذين يدبرون ليل نهار المؤمرات لرئيسنا للوقيعة بينه وبين الشعب وكذلك لا نعطى أهمية لكل فرد متعصب لشخص آخر، لكى نصل إلى غايتنا وهى مصر وتقدمها ورقيها، لنتناسى جميع الثورات التي حدثت ونبدأ من جديد صفحة لا نحمل بها صفة مؤيد لثورة يناير أو مؤيد لثورة يونيو، فلتكن صفتنا الوحيدة هي مصريتنا، لنتحد ونساعد كل من حولنا حتى نستطيع وأد الصدع الذي حدث بيننا.

فلنرفع جميعًا شعار تموت الثورات لتعيش مصر، تموت الخلافات والسياسة والتوجهات والآراء تحت أقدام بلدنا، لننعم بخيرها وتقدمها ونعمل ليل نهار كى نثبت أن ما حدث في السنوات الأخيرة لم ولن يؤثر على ترابطنا وتلاحمنا، لقد خلقنا الله في رباط ليوم الدين، لن يستطيع أحد تمزيقه.
حفظك الله يا بلادى وحفظ شعبك الأبى ورئيسك الجسور ومؤسساتك القوية.
الجريدة الرسمية