25يناير.. بين الثورة والمؤامرة
الرئيس الراحل أنور السادات مسئول عما يحدث في مصر الآن، هو من قام بتغيير الفقرة الخاصة بمدة حكم رئيس الجمهورية ليجوز ترشيحه عدد مدد وليس لمدتين فقط.. كان هذا الإجراء السبب في بقاء مبارك ثلاثين عاما في الحكم.. ولو كان قد مكث في الحكم اثنتي عشر عاما فقط لكان قد أبلي بلاء حسنا، وجاء بعده من يكمل مشواره.. كما لا ننسي أنه من أطلق العنان للإخوان كقوة سياسية يواجه بها الاتحاد السوفيتي.. ولما طالت فترة حكم مبارك عم الفساد والإفساد والرشوة وسيطرة رأس المال، ووقعت البلاد في قبضة حفنة من الاأراد وأصبح الجو العام مهيئا للتوريث؛ لكي يأتي هذا الصبي المتعجرف ليحكم عزبة والده.
وعندما استشعرت أمريكا بوضع مبارك المتدني، وسقوطه الوشيك لم يكن أمامها -لضيق أفقها - غير الإخوان مبارك، ثم اختارت أمريكا شخصية مناسبة لقيادة هذه المؤامرة وهو البرادعي.. والتف حوله ملايين الشباب الأبرياء الذين رفعوا شعار «ارحل» ونجحوا فعلا في إقصاء مبارك عن الحكم.
ونجحت ثورة ٢٥ يناير في القضاء على النظام الذي حكم مصر ثلاثين عاما، وكان من المفروض المضي قدما لتحقيق أهداف هذه الثورة: عيش حرية عدالة اجتماعية وكرامة إنسانية إلا أن المخطط الأمريكي الإخواني كان يمضي بالسيناريو المحدد الذي أوصل الإخوان للحكم بكل الطرق الإجرامية الإرهابية وخيانة الوطن.. لم تتحقق بذلك أهداف الثورة -لكن يوم ٣٠ يونيو شاهد تحرك نفس الشباب بقيادة حركة تمرد لاسترداد الثورة المغتصبة ونجحوا للمرة الثانية.
إذن فالحقيقة واضحة.. تضحيات شباب ثورة ٢٥ يناير لا ينكرها أحد، ولا يستطيع أحد أن يقصيهم، لأنهم قاموا أيضا بثورة ٣٠ يونيو والتف الشعب حولهم.
لذلك إذا وصفت ثورة ٢٥ يناير بأنها أحبطت بمؤامرة فهذه حقيقة، ولا يصح أن تقع تحت طائلة القانون والتجريم.. ياسيادة الرئيس