الشيخ محمد عبدالله نصر: الأوقاف مش محترمة لأنها وصفتني بــ «ميزو»
- دار الإفتاء أصدرت بيانًا تؤكد فيه أن الخلافة فرض
- الأزهر غلق باب الاجتهاد وأقر مبدأ عبودية الأئمة من دون الله
- الأزهر لم ينتج كتابًا منذ سبعة قرون ومناهجه تفرز «إرهابيًا» أو «ملحدًا»
- كتب التراث مليئة بالأمور المخزية التي تبيح اللواط والأمور الشاذة
- هاجمت كل كتب التراث لأنها مليئة بالأخطاء
- البخارى أصبح شريكًا لله في العبودية
- أحاديث البخارى تشكك في حفظ الله القرآن وتهدم أصول الدين
- البخارى ادعى أن عمر بن الخطاب أضاف آية إلى القرآن
- البخارى انحرف عندما اتهم النبى بأنه حاول الانتحار أكثر من ثلاث مرات
- لا يوجد نص يقول «يا أيها الذين آمنوا لا تنتقدوا البخارى»
- لم أتقاض مبالغ باهظة مثل سالم عبد الجليل مقابل الظهور في الإعلام
> بداية.. ما ردك على تصريحات سالم عبد الجليل والتي وصفك فيها بأنك «عيل مش مؤدب»، وطالب بمحاكمتك ومنع ظهورك في الإعلام باعتبارك غير مؤهل؟
أدعو سالم عبد الجليل إلى مناظرة علنية حول كل القضايا التي هوجمت بسببها، وأتعجب من هجومه، فموقفه يعبر عن رفضه الاختلاف وعدم تقبله الرأى الآخر، مع الأخذ في الاعتبار أننى على الأقل لم أتقاضى مثله مبالغ باهظة مقابل الظهور في الإعلام، ولم أدع الناس للزهد وأمتلك أحدث السيارات، وأقول له ما الفرق بين العاهرة التي تبيع جسدها لتأكل ورجل الدين الذي يبيع دينه ليأكل، كما أننى على الأقل لم أترق في وزارة الأوقاف بسبب صلة القرابة بينى والوزير، وإذا كان الشيخ سالم يرى أننى «عيل وغير مؤهل»، فأحب أن أقول له إننى خريج الأزهر مثله ودرست أصول الدين، والعلم ليس حكرًا عليه وحده، إضافةً إلى أننى لم أتاجر بالدين من أجل الشهرة والمال كما فعل.
> ما رأيك في مؤسسة الأزهر ودار الإفتاء ؟
الأزهر مؤسسة تتبنى الأفكار التي تدعو إلى قتل اليهود والمسيحيين والبهائيين المصريين انطلاقًا من حديث «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله فان قالوها عصموا منى دماءهم وأموالهم»، ويدعو الأزهر إلى قتل المسيحيين في حوادث الطرق، انطلاقًا من حديث «لاتبادئوا أهل الكتاب بالسلام والجئوهم لأضياق الطرق، وفى رواية وضيقوا عليهم في الطرقات» بمعنى أن المسلم يجب أن يضيق على المسيحى في الطريق ومباح له أن يتسبب في قتله، كما أن الأزهر يتبى أفكار التنظيم الإرهابى «داعش»، وكذلك الحال بالنسبة لدار الإفتاء التي أصدرت بيانًا على صفحتها تؤكد فيه أن الخلافة فرض، واستغل الإرهابيون هذا البيان وما زالوا يوزعونه على المواطنين للحشد لما كانو يطلقون عليه ثورة 28 نوفمبر.
> إلى أي مدى تتفق مع الآراء التي تطالب بضرورة تنقية مناهج الأزهر؟
المناهج الأزهرية مر عليها ثمانية قرون، حيث إن مؤلفى كتب التفسير والفقه من القرن السابع الهجرى، وهذا يعنى أن الأزهر لم ينتج كتابًا واحدًا في الفقه والتفسير منذ سبعة قرون، كما أن الأزهر يدرس مناهج متطرفة تمتلئ بها الكتب، ومنها كتاب ابن تيمية وغيره من الكتب التي تدعو إلى القتل، وكتاب الفقه الحنفى الذي يدعو للأسر رغم أن الدين الإسلامى لا يوجد به الأسر.
وجاء في كتاب فقه الاختيار لتعليل المختار للصف الثالث الثانوى في الصفحة من 338 إلى340: «ويسير الأسرى إلى الأمام سيرًا على الأقدام، فإن تعب الكبار قتلوا ويترك النساء والأطفال في أرض مضيعة أي لا زرع فيها ولا ماء حتى يموتوا جوعًا»، وفى كتاب الفقه الشافعى للصف الثالث الثانوى في باب الاستنجاء متن أبى الشجاع، ورد أنه يجوز الاستنجاء بالتوراة والإنجيل أي أن الأزهر يبيح الاستنجاء بالكتب المقدسة.
وبجانب هذا العوار، فإن مناهج الأزهر قائمة على الحفظ ولا تناسب العصر الحديث، حيث توجد في الكتب مصطلحات مثل الذمى والآن نعيش في دولة تحترم المواطنة، والأمة وهى كلمة تقلل من قيمة المرأة وتدعو للعبودية، وهذه المناهج تقتل العقلية النقدية ولا تدرب الطالب على النقد، «تخرج بغبغانات»، والأزهر من خلال هذه المنظومة غلق باب الاجتهاد، وأقر مبدأ عبودية الأئمة من دون الله.
> هل مناهج الأزهر سبب في انتشار العنف والتطرف ؟
المناهج تؤدى إلى تحول الطالب الأزهرى إما إلى متطرف أو ملحد، لأن من يدرس هذه المناهج يتعرض لصدمة كبيرة، فيوجد مثلًا كلام حول أن تارك الصلاة يقتل ويؤكل لحمه، والطبيعى أن من يتعرض لمثل هذه النوعية من الأفكار يصبح شخصًا متطرفًا أو يصل للإلحاد والرفض التام للدين أو يقرر أن يجاهد لتكذيب هذه الأفكار، أو يمكن أن يصل للانتحار.
فمثلًا هذه المناهج تشير إلى أن تعريف النكاح هو عقد، مثله مثل عقد تمليك أي شىء مادى، كأن المرأة مجرد سلعة أو آلة يمتلكها الرجل لإشباع رغباته، ويدرس الأزهر لطلابه أن المرأة ناقصة عقل ودين، فهل يرضى سالم والمشايخ أن أقول لهم ذلك.
> ما رأيك في كتب التراث؟
أرى أن كتب التراث مليئة بالأمور المخزية التي تبيح اللواط والأمور الشاذة، وأرى أن تظل هذه الكتب موجودة لكن بشرط أن يتم إعداد كتب أخرى تنتقد هذه الكتب، أما تركها على وضعها الحالى فيفتح المجال لدعم الفكر الإرهابى المتطرف ويستغلها الجهاديون في تبرير أفعالهم الشنيعة.
> ما سر هجومك المستمر على كتب التراث؟
هاجمت كل كتب التراث وفى مقدمتها البخارى لأنها مليئة بالأخطاء، والبخارى تحديدًا أصبح شريكًا لله في العبودية، حتى أن المسلمين أصبحوا يقسمون به فيقولون «والبخارى، يعنى أنا غلطت في البخارى»، وهجروا القرآن واتجهوا له.
وهاجمته أيضًا لأن منهج البخارى في نقل الأحاديث كان كاذبًا، فقد ادعى كذبًا أن له إسنادًا متصلًا عن النبى وهو من بخارى والنبى وأصحابه كانوا في مكة والمدينة، وادعى أنه سمع الحديث بنفسه رغم بعد المسافة، ورغم أنه كان أعجميًا فكيف فهم الأحاديث.
والبخارى مليء بالأحاديث التي تشكك في حفظ الله القرآن وتهدم أصول الدين، فقد قال إن عمر بن الخطاب أضاف آية إلى القرآن، وورد فيه عن النبى «أن عمر صعد المنبر وقال انزلت علينا آية الرجم فرجمنا ورجم النبى وأخشى أن طال بالناس زمان أن يقولوا لا رجم في القرآن ولولا أن يقول الناس إن عمر زاد في القرآن لزدتها»، وادعى أنها كانت آية موجودة باسم الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما.
ويدعو لقتل غير المسلمين، فقال عن النبى: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله»، وقال إن الأمة يجب ألا تعالج عند الأطباء، فورد فيه عن النبى «حبة البركة شفاء لكل شىء إلا السام أي الموت»، وبالغ في الانحراف عندما اتهم النبى أنه حاول الانتحار أكثر من ثلاث مرات وكان جبريل يمنعه، واتهم النبى أيضًا بالشهوانية، وأنه كان يجامع نساءه كلهن في ساعة واحدة، واتهم عائشة بإرضاع الكبير، وغيرها من الأمور المخلة، وأرى أنه من حقى الاعتراض على كتب التراث والبخارى منها، خاصةً أنه لا يوجد نص قرآنى يقول يا أيها الذين آمنوا لا تنتقدوا البخارى.
> برأيك لماذا يصر الأزهر على تدريس كتب التراث رغم المغالطات التي تتحدث عنها؟
الأزهر يخشى أن ينفضح أمام المسلمين ويرفض الاعتراف بالأخطاء استكبارًا، ويخافون أن يعلم الجميع أن الأزهر مخترق من التنظيمات التكفيرية، كما أنه يخشى أي تجديد، وأتساءل عن السبب في تشكيل لجنة لتغيير المناهج، فإذا كنت مخطئًا في انتقادى المناهج فلماذا شكلوا اللجنة.
> ما تعليقك على اقتراح سالم عبدالجليل بأن يكون الأزهر مثل الفاتيكان حتى يسترد دوره في المجتمع؟
أرى أنه من خلال هذا الاقتراح يدافع عن «سبوبة كهنوت الشيوخ» ولا يدافع عن دين الله، ويريد أن يحول الأزهر إلى دولة فوق الدولة، وهو واحد من أعضاء هذا الكهنوت وينتفع من ورائه.
> كيف ترى هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية؟
هيئة كبار العلماء، يعلم الجميع أن القرضاوى الإرهابى العميل كان على قمة علمائها، وتضم مجموعة من الإرهابيين ومنهم حسن الشافعى الذي أيد اعتصام رابعة، ولم تقدم الهيئة أي إنتاج محترم للعالم الإسلامى، فهى تضم مجموعة من الحفظة والنقلة، أما مجمع البحوث الإسلامية فهو باختصار «لا بحوث ولا إسلامية»، ويضم مجموعة من النقلة لا يفكرون ولا يبدعون ولا يضيفون جديد، كما أن به مجموعة من الإرهابيين ومنهم طلعت عفيفى، وزير الأوقاف الإخوانى، الذي دعم الإرهاب، محمد عمارة، رئيس تحرير مجلة الأزهر الذي كفر الشيعة في كتاب «الخطوط العريضة لدين الشيعة»، ولا يوجد للمجمع أي إنتاج ويأخذون ميزانية من الدولة دون أي عائد بحثى، كما أنه ليس لهم أي دور في مواجهة الإرهاب فكريًا، «جهات إرهابية تعمل لدعم داعش وهدم الدولة والجيش والشرطة».
> ما ردك على من يطالبون بقصر الدعوة على شيوخ الأزهر؟
أقول إنه لا يوجد في الإسلام فئة رجال الدين وإنه من يتبنى هذه الأفكار يدعو بشكل واضح إلى ترسيخ دولة الكهنوت، وأطالبهم بالرجوع للقرآن الذي أمر المسلمين بالتفكر والتدبر في كل شىء، فقد قال تعالى «ليتدبروا آياتى» ولم يقل ليتدبر علماء الأزهر، ومن حق الجميع البحث، ففى القرآن 42 آية تدعو للتدبر، ومن يطالب بذلك فهو يحجر الفكر على هواه.
> هل تتوقع حدوث ثورة في الأزهر؟
الثورة بدأت بالفعل، من خلال طلبة الأزهر، وليس كل الطلاب الذين خرجوا في التظاهرات ينتمون لجماعة الإخوان الإرهابية، لكنهم طلاب تأثروا بالفكر التكفيرى الذي يدرس لهم في مناهج رجعية، وعار على مؤسسة الأزهر أن تدرس هذه المناهج وتسمح أيضًا ببقاء محمود شعبان في مجال التدريس بجامعة الأزهر، ويحيى حبلوش، أمين عام جبهة علماء ضد الانقلاب، والذي ما زال أستاذًا في أصول الدين قسم الحديث، ومازن السرساوى، الذي ينتمى للفكر الوهابى وغيرهم.
> ما تعليقك على مطالبة بعض الشيوخ بمحاكمة فكرية لك بعيدًا عن الإعلام؟
أرى أن السبب في ذلك هو خوفهم وضعفهم وهروبهم من المواجهة الفكرية أمام الرأى العام، كما أنهم لا يملكون إلا السباب، كما حدث معى عندما قال لى صبرى عبادة «استتب على يدى وإلا فالعذاب قادم وكأنه كاهن قادم من الجاهلية، وعبد الله النجار الذي قال لى «اسكت ياجاهل يا ميح».
> ما هو ردك على المهاجمين لك؟
أشكر من ينتقدنى نقدًا بناءً، ومن يهاجمنى أسامحه، ومن يطالب بإهدار دمى ويحرض على قتلى فالله أولى به، والله قال في كتابه «ولا تجادولوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن»، وأطالب المهاجمين أن يعتبرونى من أهل الكتاب ويعاملونى بالحسنى كما أمر الدين، أما ما فعلته الأوقاف عندما وصفتنى في بيانها باسم «ميزو»، فهذا يدل على أنها مؤسسة غير محترمة، ولا تطبق أمر الله عندما قال «ولا تنابزوا بالألقاب»، ولم تنفذ أيضًا تعليمات الرئيس السيسي الذي لا أعتقد أنه أمرهم بالتنابز بالألفاظ ومهاجمة المخالفين.
تابعونا غدا.. الدكتور سالم عبدالجليل يرد: «ميزو مش مؤدب ولازم يتاخد إجراء ضده»