رئيس التحرير
عصام كامل

بعد فتوى إمام مسجد سيدني بأستراليا بأن الخمر حلال.. الهلالي: مُدعٍ على الله وكاذب ومدلِّس وملاحق قضائيا.. كريمة: سفيه ومريض شهرة.. الصاوي: ينبغي تشريع قانون يُجرِّم من هب ودب أن يفتي في الدين بغير علم

الدكتور سعد الدين
الدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر

في ظاهرة تتزايد كل يوم من محبي الشهرة والعابثين بمبادئ الدين الإسلامي الحنيف مع وقوف الأزهر كمتفرج على الكثير من التجاوزات في الفتوى، فقد أفتى مؤخرا، مصطفى راشد، إمام مسجد سيدني في أستراليا، بعدم حرمة تناول الخمر، معتبرا أن الدين الإسلامي والآيات القرآنية تناولت تحريم "السكر" وليس الخمر نفسه - على حد قوله - قائلا: "لا نستطيع أن نقول كذبًا على الله، وهذه فتوى أنا مسئول عنها"، مشيرًا إلى أن جزءا بسيطا من الخمر قد لا يؤدي للسُكر، والجنة بها أنهار من الخمر.


ملاحق قضائيا
تعليقًا على هذه الفتوى، قال الدكتور سعد الدين الهلالي - أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر - إن هذا المدعي منذ 7 سنوات، طلَّ علينا وقال إنه حاصل على الدكتوراه من الأزهر بالكّذب والتدليس، والأزهر منه براء، وهو لم يحصل على الماجستير ولا الدكتوراه، كما أنه مُلاحق قضائيا من كلية الشريعة التي أثبتت أنه غير ملتحق بالدراسات العليا من الأساس، قائلا: "هل يعقل بعد ذلك أن نستمع لفتاوى من شخص مدعٍ مثله".

الأمر ثابت
وأضاف الهلالي، أنه هل يجوز أخذ صحيح الدين من أفواه مرتادي القناوات الفضائية وبعضهم غير مؤهلين للفتوى، قائلا: الأمر ثابت ودع من يقول يقول.

وهنا نسأل ماذا قال ربنا في كتابه الكريم: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"، وهنا نجد إنسانا يتحدث مقابل كلام ربنا سبحانه وتعالى فلمن سنسمع؟!، مؤكدا أن الكلام واضح ولا يحتاج لتفسير فالخمر حرام قليلها وكثيرها، وإلى الله المشتكى.

مرضى الشهرة
وأوضح الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن الله سبحانه وتعالى حرّم العديد من المحرمات التي كانت شائعة بين الناس قبل الإسلام فأتى بها مرتين "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"، على حسب أدوارها وهي "الخمر والميسر" فكل المسكرات والقمار بأنواعه "الأنصاب والأذلام" والأنصاب هي شيء ينصب، ويذبح عليه المشركون ويتقربون لأصنامهم بالذبائح، والأذلام ضربة الحظ بالسهام، مضيفا: ثم أتى بصيغة ملزمة تدل على التحريم فالقليل حرام كالكثير، وهنا يجب أن نتفق أن ما حرمه القرآن والسنة والإجماع لن نسمع بعده من هؤلاء السفهاء مرضى الشهرة.

متشدِّقون بالفتوى
وأشار الدكتور عبد الرحمن الصاوي، داعية سلفي، إلى أن ما حرمه الله في كتابه الكريم لا يجوز لكائن من كان أن يضيف عليه أو يشكك فيه، قائلًا: "والله لحب الشهرة أصبح المرض العضال عند هؤلاء المتشدقين بالفتوى، ولا أعلم أين دور الأزهر ولماذا لا نُشرِّع قانونا يحرم على كل من هب ودب أن يفتي في الدين الإسلامي بغير إجازة شرعية له بالفتوى؟".

وأضاف الصاوي، أن العلم يثبت ما أقره القرآن في السابق، حيث قال مدير معهد مكافحة السرطان بفرنسا دومينيك مارانشي: إن تناول جرعات من الخمر مهما كانت قليلة يسبب أضرارا لا يمكن تصورها لصحة الإنسان.
الجريدة الرسمية