رئيس التحرير
عصام كامل

فتحسسوا حب الشريعة فى قلوبكم ( 1 )


فتحسسوا حب الشريعة فى قلوبكم ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون.. هذا كان عنوان المقال الأول من محاولة إحياء الإحساس للفطرة المركوزة فى جبلة الفرد المؤمن بحبه لمنهجه الربانى وشريعته الغراء.. غيرة منه على ما اختصه الله به من خيرية عن الأمم أجمعين.. عسى الله أن يعيدها علينا باليمن والبركات.

الإحساس بالشريعة
حين نسلك طريق الدعوة ونعرج على بعض منعطفاتها... ونخالط عمالقتها الذين عاشوا حياتهم مهمومين بقضية حاكمية الله فى الأرض ونرى كيف كانت معايشتهم للغربة المعاصرة إحساسًا منهم بفقدان البشرية لطريق الفطرة وجهادًا فى سبيل استرجاع العزة والكرامة ومجاهدةً للنفس عن الشهوات وصدقًا عند زيغات الحكماء ومدافعةً للباطل بأشكاله وألوانه فإنَا نستصغر أنفسنا أمامهم كعمالقة ذهلوا عن أنفسهم فكان همهم دعوتهم فحسب.. ومن أولئك من صحبته فى يوم سفر كامل فما رأيت همه إلاَ أن يجد طريقًا يسيًرا يصل به إلى الناس فى إحياء الإحساس بالشريعة تعظيمًا وامتثالًا من جهة وحبًا وترغيبًا فى بركاتها ومنافعها من جهة أخرى لنصل إلى الإصابة..
حديث الأعاجيب
لقد حدثنى رفيق سفرى بواقعة مروية فى الصحاح والسنن بها من الأعاجيب ما بها.. فحين سمعتها منه شعرت بقيمة هذا النص النص النبوى فى الوصول إلى قلوب المسلمين وغيرهم فى بركات الشريعة وأفضالها.. هكذا كانت كلماته وتأوهاته وهو يردد الحديث ويستدل به على بركة الشريعة غير أنى أراه ((الإحساس بالشريعة))!
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: بينما نحن جلوس عند النبى صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله هلكت! قال: ما لك ؟ قال : وقعت على امرأتى وأنا صائم – وفى رواية: أصبتُ أهلى فى رمضان - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل تجد رقبة تعتقُها؟ قال: لا قال: فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ قال: لا . فقال: فهل تجد إطعامَ ستين مسكينا؟ قال: لا . قال: فمكث النبى صلى الله عليه وسلم فبينا نحن على ذلك أُتيَ النبى صلى الله عليه وسلم بعَرَق فيه تمر - والعَرَق: المكتل - قال: أين السائل؟ فقال: أنا . قال : خذ هذا فتصدّق به فقال الرجل: أعلى أفقرَ مِنِّى يا رسول الله؟! فو الله ما بين لابتيها - يريد الحرّتين - أهلَ بيت أفقر من أهل بيتى ! فضحك النبى صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه، ثم قال: أطعمه أهلك.
الحرّة: والحرة هى الأرض التى تكثر فيها الجارة السود وهما حرتان حرة واقم وحرة بنى قريظة.
الجريدة الرسمية