الانتفاضة المصرية المضادة للإخوان
ينتفض المصريون اليوم، ومنذ 22 نوفمبر 2012، فى أعقاب الإعلان الدستورى الباطل لمرسى العياط، ضد الإخوان.
إن الفعل الحالى الذى ازداد عُنفًا منذ 24 يناير 2013، هو انتفاضة جديدة ليست لها علاقة "ترابط" بأى شىء سابق عليها فى ميدان التحرير. فلا هى موجة ثالثة لما قيل إنه "ثورة 25 يناير" ولا هى استكمال لها.
إنها "انتفاضة" ضد كل الزيف الذى تعرَّضت له مصر، منذ "25 يناير 2011"، والذى حرَّكه الإخوان بالأساس، وكان لهم وكلاء فى الميدان، تجسَّدوا ضمن حركات مُتعددة، فى حركة 6 أبريل، التى قال مُنسقها أحمد ماهر، بأن حركته هى "الذراع اليُسرى للإخوان!!".
إنها بالفعل "عمل مُضاد" لما حدث، فهى "الفكرة بعد السكرة". هى النُضج المصرى ضد الاندفاع والحماس اللذين كانا. هى الواقعية ضد المثالية التى ملأت الميدان فى 2011. هى تمثيل حى للمدنية بشتى صورها، فترى اليوم الكثير جدًّا من المُحجبّات الممثلات ضمن آخرين للمدنية المصرية ضد تلك الأفكار الإخوانية المُعادية للشريعة التى هى العدل، والراغبة فقط فى إعلاء مصالح الجماعة المُضادة للدين، كما ظهر من كثرة تدليسهم للحق والعدل، وخدمتهم للخارج "الاستعمارى"، أكثر من الداخل الوطنى!!
فتلك المدعوة "ثورة 25 يناير"، قد ماتت بلا رجعة، وقد فشلت فشلًا ذريعًا، إلا للإخوان الذين حرَّكوها بدايةً، تدعمهم أيادٍ خارجية!! وما كان المدنيون الذين فرحوا لحدوث ما وقع فى يناير وفبراير 2011، إلا "كومبارس"، أيَّدوا الفعل، غضبًا ونقمةً من وضع لم يكن مواكبًا مع ما تصوَّروا بأن مصر كانت تستحقه، وكانوا مُحقِّين فى مشاعرهم تلك، وإن خُدعوا فى "طبيعة" الحدث ومَن يُحرِّكه!!
ويشترك فى "الانتفاضة ضد الإخوان" مَن يوصف بكونه من الفلول، ليس لأنهم انتفعوا من النظام السابق، ولا لأنهم كانوا أعضاءً فى مؤسساته وحزبه، فهم يوصفون بالفلول، لأنهم عارضوا ما حدث فى يناير وفبراير 2011، بسبب توقّعهم أن يسوء الحال على ما كان عليه، ويذهب بالبلاد إلى الجحيم، وهو ما قد كان، فصدق حدسهم!!
ويُشارك أيضًا فى أحداث تلك الانتفاضة ضد الإخوان، الكثير للغاية من الإناث. والنساء فى مصر "أصبحن الرقم الصعب"، الذى لم يحسب له الإخوان ولا الغرب المُدعم لهم أى حساب، فأصبح الغرب بالذات، يقف فى مُعضلة عميقة، لم يتوقعها، حينما نزلت المصريات بتلك الأعداد المهولة، للوقوف ضد "ثورة الإخوان" المدعومة منه، فكيف للغرب الحديث عن "حقوق المرأة"، بينما يدعم مَن لا يهمّه وضع المرأة أصلًا؟!
ونزل "عاصرو الليمون" على استحياء، ليصحّحوا خطأ عنادهم المر، حيث كانوا أهم سبب فى اعتلاء مرسى للكرسى.
وأضحى واضحًا، أن هؤلاء من عاصرى الليمون، ليسو بثوار بدايةً، حيث لم يمتلك أغلبهم "شجاعة الاعتراف" بخطأه على الملأ، فى اختيار هذا الشخص وجماعته من خلفه، ليقودا مصر!!
وكانت القمة فى الانتفاض ضد "نكسة يناير الإخوانية"، أن نزل القادة المدنيون، لتلك النكسة، ممثلين فى البرادعى وحمدين، ليقفوا ضد الإخوان، شُركاء الأمس فى ميدان التحرير، والذين وصفهم البرادعى فى 30 يناير 2011، بأنهم يمكن أن يبنوا الدولة المدنية وأن النظام السابق هو مَن جعل منهم فزَّاعة فقط!!
نعم، لقد ماتت "نكسة يناير" للأبد، وما يحدث اليوم هو "انتفاضة مصرية مضادة للإخوان"، لا توجد بها أصابع أجنبية، بل هى مُضادة لما يريده الخارج، وستستمر إلى حين سقوط مرسى وإخوانه، لإعلاء مصلحة مصر والمصريين، فوق أى وكل شىء وشخص!!
والله أكبر والعزة لبلادى،
وتبقى مصر أولًا دولة مدنية.