رئيس التحرير
عصام كامل

المغيبون


وجه جديد انضم إلى كتاب هذه الجريدة الذين يرون دوما أن مصر غارقة في السواد مشككين في أي إنجاز ومعترضين على الرئاسة والحكومة وكل مصري لا يرى القمع والدكتاتورية اللذين سيطرا على خيالهم.


هذه السيدة طالبة الدكتوراه بجامعة لانكستر بإنجلترا التي رصدت دون أمانة كل الموبقات ووصمت بها بلدها وهاجمت فيها الدكتور يوسف زيدان والرياضي أحمد شوبير ورئيس تحرير المصري اليوم وعميد حقوق القاهرة، هذه الطالبة التي تؤمن بالديمقراطية وتعدد الرأي واختلافه لماذا تصادر آراء السادة الذين هاجمتهم؟

وأيا كان ما تراه فإن ما لفت نظري في مقالتها هو المقارنة بين ما يحدث الآن وما حدث السنة الماضية في الجامعات المصرية خاصة جامعة الأزهر وبين جامعة لانكستر التي تدرس بها في إنجلترا، هذه الجامعة لا أبواب لها ولا أسوار ويستطيع أي إنسان على أرض بريطانيا أن يدخلها ولن يسأله أحد ماذا يفعل هناك، واستطردت تقول إنها على مدى أربع سنوات لم يكن لها حاجة بكارنيه الجامعة إلا عند استعارة كتب من مكتبتها.

وربما كانت الحقيقة الوحيدة في مقالتها هو ما ذكرته عن تلك الجامعة البريطانية، وأنا أسالها بدوري، هل رأيت زملاء لك يدخلون الجامعة بزجاجات المولوتوف؟ هل رأيت زملاء لك يتسلقون الأسوار ويتعدون بالضرب على أمن الجامعة ويشعلون النيران في المباني والمعامل ويتهجمون على عزف عمداء الكليات؟ هل تصورت سيادتك يوما أن تقومي بتجريد أستاذة لك من ملابسها وتتبعينها إلى منزلها حيث تلوثين جدار المنزل بالعبارات الخادشة للحياء والتي لا يعرفها إلا السوقة؟

لقد عشت عدة سنوات في بريطانيا وأعلم تماما كيف تجري المظاهرات هناك، موعدها محدد ومكانها محدد ولا يجرؤ أحد المتظاهرين على الإخلال بأي نظام.

يبدو أن سيادتك وأمثالك مغيبون عن الإرهاب الذي تحاربه مصر في الداخل والخارج، ولم يصل إلى أسماعك أعداد القتلى من الشرطة والجيش والشعب الذين لا ناقة لهم ولا جمل.

كنا طلاب علم في هذه الجامعات التي تهاجمينها وأعتقد أنك درست في واحدة من هذه الجامعات قبل أن تبعثك لتستكملي دراستك في إنجلترا من الضرائب التي يدفعها المصريون.
الجريدة الرسمية