قميص عثمان!!
الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون.. وحقوقهم عند الله الذي لا تضيع عنده الحقوق لأنهم في معيته ورحمته، أما حقوق أسر الشهداء والمصابين فقد صارت قميص عثمان الذي لبسه الجميع وتاجروا به !! والدة الشهيد محمد الجندي وأهالي شهداء كثر، شهدنا جميعا لأبنائهم بحسن سمعتهم ونبل هدفهم ورغبتهم في أن تعيش مصر عهدا جديدا خاليا من الفساد وظلم الإنسان يعيش فيه الشعب بكرامة، قالوا " كفى مزايدة.. أغلقوا ملف الشهداء لعدم المتاجرة به ".
ملف شهداء ومصابي الثورة وأسرهم كان عند بعض النشطاء من الحقوقيين هو مفتاح السعادة والتربح.. به خرجوا على وسائل الإعلام يزايدون ويصرخون ويهتفون وينحتون من كلمات الباطل كلمات حق يدغدغون بها مشاعر الثكالى واليتامى والمحروق قلوبهم.. كتبوا بها تقارير وصنعوا منها وثائق لتبرير حصولهم على الأموال من منظمات دولية مشبوهة تحت شعارات وهمية !!
ملف شهداء ومصابي الثورة وأسرهم كان عند تيار الإسلام السياسي مفتاح المزايدة ومقياس الوطنية.. فما من مناسبة تمر أو حدث يحدث أو مؤتمر يقام حتى ترتفع الأصوات وتحتقن الحناجر..أين حقوق أهالي الشهداء والمصابين؟!!
ملف شهداء ومصابي الثورة وأسرهم رفعه وتاجر به جماعة الإخوان وأزرفوا دموع التماسيح أمام الشاشات فكان منهم الرئيس الجاسوس، وكان منهم أغلبية نواب البرلمان ومعظم رؤساء لجان البرلمان، ومنهم رئيس الوزراء والوزراء والمحافظون، وتغلغل منهم إلى مفاصل الدولة الكثير في الكهرباء والبترول والتعليم، ومع ذلك لم يقدم أحد منهم شيئا لهذا الملف، وإن كانوا قدموا فقط لمحبيهم ومريديهم بالتدليس والتزوير الكثير من الأموال والوظائف، وسوف تكشف تحقيقات النيابة عن ذلك عندما يتم تحويل أسماء كثيرة لا تستحق في هذا الملف.
ملف شهداء ومصابي الثورة وأسرهم كان تحت سمع وبصر الإخوان في البرلمان الذي فيه لهم أغلبية كبيرة، ومع ذلك لم يصدر تشريع واحد أو قانون يعطي حقوقا لهم !
ملف شهداء ومصابي الثورة وأسرهم ظل 4 سنوات هو طوق النجاة لكل من تغرق مراكبه في بحور الكذب وتضليل الرأي العام فيركبه ليصل به إلى شاطئ جديد يبدأ منه ممارسة الابتزاز السياسي لتحقيق مكاسب جديدة !
ملف شهداء ومصابي الثورة وأسرهم كان للبعض من المغمورين في عالم المحاماة مطية للظهور والانتشار الإعلامي تحت راية الدفاع عن حقوق أسر الشهداء والمصابين فصاروا أكثر شهرة من الشهداء أنفسهم وحققوا أوضاعا اجتماعية لم يكونوا يحلمون بها لولا بريق الصورة والكاميرا والشاشة !
ملف شهداء ومصابي الثورة وأسرهم كان ولا يزال يراه أصحاب نظرية " اللادولة " أو " الفضاء الافتراضي " هو شرارة التهييج والإثارة والقلق وصناعة الأزمات !
ملف شهداء ومصابي الثورة وأسرهم كان وما زال بوابة العودة لمن طردهم الشعب للحياة السياسية والاشتباك معها طمعا في تحقيق مكاسب مادية وأدبية وهم لا يملكون خبرة أو مهارة بل كانوا سببا في تعاظم الفساد بالمشاركة أو " الطرمخة " حتى حصلت مصر على مركز متقدم في قائمة الدول التي ينتشر فيها الفساد !!
آن الأوان لقميص عثمان أن يختفي ويسقط، وآن الأوان للمجلس القومي لرعاية أسر شهداء ومصابي الثورة أن يقوم بتنقية قوائم الشهداء والمصابين ويطرح ذلك على الرأي العام حتى يعرف الجميع الموقف بشكل شفاف، وآن الأوان لأن تضع الدولة والقيادة السياسية الملف تحت يدها حتى يتوقف المزايدون والمتاجرون به وتبطل حجتهم.. المجد للشهداء الأنقياء، والعار لمن يتاجر بدمائهم طمعا في مكسب قريب أو بعيد.