رئيس التحرير
عصام كامل

الأسمنت المغشوش يهدد الاستثمار العقاري بدمياط الجديدة.. خبراء: يتسبب في انهيار المباني الخرسانية جراء فقدانها التماسك.. مواطنون: "اتخرب بيتنا والحكومة تجاهلتنا".. و"استشاري": تشديد الرقابة "ضرورة"

مواد البناء - صورة
مواد البناء - صورة أرشيفية


حذر عدد من المختصين من خطورة الأسمنت المغشوش الذي قد يتسبب في انهيار المبانى الخرسانية بشكل سريع جراء فقدانها للتماسك بسبب خلطها بالمواد الأخرى والتي تقلل من تكلفتها الإنتاجية.


وتأتي تلك التحذيرات وسط مخاوف المواطنين من انتشار ظاهرة تصدع أسطح وجدران منازل عدد من المواطنين لم يمضِ على بنائها سوى بضع سنين، خصوصا بمدينة دمياط الجديدة والتي تشهد إنشاء المبانى فى الأحياء الجديدة بأطراف المدينة.
وطالب المختصون بضرورة تكثيف الرقابة على أماكن بيع الأسمنت العشوائية والتي يكثر فيها الغش والتسويف.

لجنة علمية
ومن جهته، يقول البدوى رمضان عويضة، أحد المتضررين: "الموضوع دا لو فى أمريكا كانت شكلت لجنة علمية على أعلى مستوى لمعرفة السبب مش هنا أحكامنا مبنية على الرؤية والأفكار مرة الأسمنت ومرة السن ومرة الزلط، وكل واحد بيحكى عن تجربة حصلتله، هو احنا معندناش مؤسسات علمية مختصة ولا إيه، هو احنا ندفع مرتباتهم وثمن جلوسهم على الكراسى دون أن يؤدوا واجباتهم".

شكاوى للمحافظة
ويضيف على عبد الرحمن، أحد المتضررين من الأسمنت المغشوش: "المفروض الدولة والحكومة التى وكلناها برعاية مصالحنا تراقب الأسواق، وفين أجهزتها الرقابية زى (مصلحة ضبط الجودة - هيئة الرقابة على الصادر والوارد - معامل وزارة الصناعة - وزارة الإسكان - وجهاز المراقبة والإشراف على الإسكان).
وأشار إلى أنه تقدم بشكاوى عديدة بالمحافظة لبحث المهزلة التى تضرر منها المئات، وتم إرسال لجنة فنية قامت بتعيين البيوت فى عزبة البرج ودمياط ودمياط الجديدة والشيخ ضرغام وكفر حميدو ودمياط القديمة.

مساءلة وزارة الإسكان
وذكر: "جهاز الرقابة هو الذى له ولاية لتحديد السبب الرئيسى، حيث قد يكون السبب أى مكون من مكونات الخرسانة المسلحة ويستبعد الحديد ومياه الخلط إن كانت مياه شرب، فقد يكون زلطا غير نظيف أو "سن" سيئًا أو "أسمنت"، خاصة وأن الشركة المتهمة غيرت الاسم وشكل الشكائر".
وتساءل عبد الرحمن: "من المسئول عن إهدار الثروة العقارية بدمياط، من المسئول عن الخراب لبيوت الناس ؟"، مطالبًا بفتح تحقيق ومساءلة أجهزة وزارة الإسكان.

وعلق المهندس أسامة عبد الوهاب، قائلاً : "أعتقد أن العيب فى الزلط وليس فى الأسمنت، وهذا بناءً على حالات كثيرة قمت بمعاينتها وشاهدتها منها أعمدة تم صب الجزء السفلي منها بالزلط والعلوي بالسن وكان الصدأ فى الجزء السفلي الذي تم صبه بالزلط، كما عاينت موقعًا آخر كان الزلط مخلوطا عند التاجر من أكثر من محجر وكانت العيوب فى أجزاء من السقف وكانت هناك أجزاء سليمة".
وأضاف: "والدليل على صحة كلامى أن المالك يبني الحوائط ثم يصب السقف من نفس الأسمنت، ولو كان عيب أسمنت كانت المباني حصلت لها عيوب أو انهيار أو تحلل للمونة اللاصقة، وهذا يوضح أن الأسمنت ليس مغشوشا، ولكن عيب الأسمنت أنه ممكن أن يكون بطيئًا أو سريع الشك أو أنه يعطي إجهادا قليلا عن المنصوص به فى المواصفات، كما أن التشققات أو الشروخ بالسقف لها أسباب وغالبا تكون من صدأ الحديد".

اختبارات دورية
وطالب عبد الوهاب بتشديد الرقابة على مصانع الأسمنت من خلال عمل اختبارات دورية على أي شحنة أسمنت تخرج من مصانعها، وذلك فى مواقع البناء، لإيضاح إذا كان معدل الشك الابتدائي والنهائي فى حدود المسموح به أم لا.
وأكد أنه يقوم بمتابعة المشروعات الكبرى، حيث نقوم بأخذ عينات على شكل مكعبات أو إسطوانات لاختبارها بعد شهر لمعرفة جهد الخرسانة.

3 أسباب
أما المهندس أحمد الطرابيلي، استشاري هندسي وصاحب مكتب هندسي، يقول: "خلال العام الحالى قمت بهدم عمارتين وإعادة بنائهما واحدة فى دمياط الجديدة والثانية فى دمياط"، وأضاف أنه من خلال خبرته اكتشف أن هناك 3 أسباب وراء هذه المشكلة، أولها استخدام أسمنت ظل مدة طويلة عند التاجر، وهو ما يعني تكوين حبيبات وفقد جزء كبير من قوته، مؤكداً أنه سبق وأن رفض 18 طنا كانوا موردين من أحد التجار لبناء سقف فى دمياط الجديدة لهذا السبب.
والسبب الثاني وهو قيام بعض الملاك بالبناء دون إشراف هندسي وينتج عن ذلك أنهم يستخدمون أسمنت غير مصرح باستخدامه فى البناء، أما السبب الثالث فيتخلص فى استخدام زلط ليس نظيفا يحتوي على كميات كبيرة من الشوائب مثل (البودرة والطفلة) ما ينتج عنه التفاعل مع الحديد وصدؤه.

"العيب فى الأسمنت"
ويقول تامر أمين، المهندس بالإدارة الهندسية بجهاز مدينة دمياط الجديدة: "سبق لى الإشراف على أعمال الخرسانة لفترة طويلة، وأعتقد أن العيب فى الأسمنت لأنه يحدث تآكل فى الحديد بصورة سريعة جدا، ما يسبب انفصالا فى الغطاء الخرسانى للحديد، وهذا لايظهر فى المبانى إلا بعد فترة أطول لأن المبانى عبارة عن ساتر ولا يوجد عليها أحمال".

وأضاف أن جميع المنشآت حاليا تعتمد على نظام الهيكل الخرسانى ولا يوجد نظام الحوائط الحاملة، مضيفًا: "أعرف ناس كتير اتخرب بيوتهم بسبب الأسمنت المغشوش ومفيش حد منهم قدر ياخد لا حق ولا باطل لأن مفيش معاهم فواتير معتمدة".

الجريدة الرسمية