رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. "رباعيات الخيام" أدانت صاحبها بالإلحاد.. وزادت من رصيد "أم كلثوم"

فيتو

لم يتمكن الشاعر الكبير أحمد رامي من غض النظر عن كلمات في غاية الجمال والإبداع مثل "رباعيات عمر الخيام"، التي ترجمها قبله العشرات من الشعراء والكتاب سواء العرب أو الأجانب، فلم يترك رامي ذلك الإبداع يمر من تحت يديه دون ترجمته، وقام بعد ذلك بعرضه على سيدة الغناء العربي أم كلثوم، ومن ثم قام الموسيقار رياض السنباطي بتلحينها، لتغنيها "الست" وتحقق نجاحا كبيرا يزيد من رصيدها عند الجمهور العربي.


ومن العجيب أن الرباعيات التي تزيد من نجاح أم كلثوم، ويتهافت عليها الأدباء لترجمتها من الفارسية إلى اللغات المختلفة، هي ذاتها التي تتسبب في اتهام البعض له بالإلحاد، لأنهم يرون أن رباعياته بها شىء من فكر الملحدين ودعوة للمجون والدعوة للهو بدلا من التوبة، وطلب العفو من الله.

ورغم أن العلماء اختلفوا في تصنيف الخيام، فمنهم من أكد أنه ملحد من خلال رباعياته، ومنهم من يؤكد أنه مسلم تقي، وعاش ومات على الإسلام، إلا أننا جميعا وبلا شك نستمتع كثيرا بسوت الست "أم كلثوم"، وهى تشدو لنا رباعيات الخيام.

وتقول كلمات الرباعيات التي ترجمها الشاعر أحمد رامي وغنتها أم كلثوم:

سمعت صوتا هاتفا في السحــــــر نــادى من الغيب رفات البشـــــــر
هبوا املئوا كأس المنى قبــــل أن تملأ كـــــأس العمــــر كف القــدر
لا تشغل البال بماضي الزمــــــان ولا بــــآت العيــش قبـــل الأوان
واغــنم من الحاضــــر لذاتـــــــه فليس فـي طبـع الليالـي الأمـــــان
غد بظهر الغيب واليوم لــــــــــي وكم يخيب الظــن فــي المقبـــــــل
ولســــت بالغافـــل حتــــى أرى جمــال دنيـــاي ولا أجتلــــــى
القلب قد أضناه عشق الجمـــــال والصـدر قـد ضـاق بمـا لا يقـــــال
يا رب هل يرضيك هذا الظلم والمـاء ينسـاب أمـــامـــي زلال
أولى بهذا القلب أن يخفقـــــــــــا وفي غرام الحـــــب أن يحترقــــا
ما أضيع اليوم الذي مــــر بـــــي من غير أن أهوى وأن أعشقــــــا
أفق خفيف الظل هذا السحـــــــــر نــادى دع النـــوم ونـاغ الوتـــر
فمـــا أطـال النـــوم عمــــــرا ولا قصر من الأعمار طول السهـــــــر
فكـم تولـى الليـل بعـد النهــــــــار وطــال بالأنجــــم هــذا المـــــدار
فأمش الهوينة أن هذا الثـــــــرى مـن أعيـن ساحـرة الاحـــــــــورار
لا توحش النفس بخوف الظنـون وأغنم من الحاضر أمن اليقيـــــــن
فقد تساوى في الثرى راحــــــــل غدا وماض من ألوف السنيــــــــن
أطفئ لظى القلب بشهد الرضـاب فإنمـــا الأيــــــام مثــــل السحــــاب
وعيشنــا طيــف خيـــال فنــــــــل حظــك منـه قبـل فـوت الشبــــــاب
لبست ثوب العيش لم أستشــــــر وحـــرت فيـــه بيــن شتــى الفكـــر
وسوف أنضو الثوب عني ولــــم أدرك لمـــــاذا جئــت أيــن المغـــــر
يا من يحار الفهم في قدرتــــــــك وتطلـــب النفــس حمــى طاعتـــــك
اسكرنــــي الإثــــــم ولكننــــــي صحـــوت بالآمــــال فـي رحمتــــك
إن لم أكن أخلصت في طاعتـــــك فإننــــي أطمـــــع فــــي رحمتـــــك
وإنمــــا يشفـــع لــي بأننـــي قــد عشـــت لا أشــــرك في وحدتـــــــك
نخفي عن الناس سنى طلعتــــــك فإننــــي أطمـــع فـــــي رحمتـــــك
فأنـــت مجــلاه وأنـــت الـــــــذي تــــرى بديــع الصنــع فــي آيتــــك
أن تفضل القطرة من بحرهــــــــا ففــــي مـداهـا منتهــــى أمرهــــــا
تقاربــــت يــا رب مــا بيننـــــا مسافــــــة البعــــد علـــى قدرهــــا
يا عالم الأسرار علم اليقــــــــيـن يـا كاشـف الضـر عـن البائسيـــــن
يـا قابـل الأعـذار عدنـــــا إلـــــى ظلــــك فأقبــــل توبـــة التائبيــــــن
الجريدة الرسمية