رئيس التحرير
عصام كامل

خطة السيسي.. مصالحة سورية سعودية وعزل لقطر وأمريكا !


في الوقت الذي حدثت فيه واقعة السفير القطري بمطار القاهرة وتفتيشه بالمخالفة للأعراف الدبلوماسية في لحظة حسم مصرية وهي اللحظة نفسها التي تجدد فيها أمريكا رفضها اعتبار الإخوان جماعة إرهابية وهي أيضا اللحظة التي يكشف فيها النقاب أن صيدا ثمينا بقبضة الأمن اللبناني وهي زوجة أمير داعش أبو بكر البغدادي وابنه وهي اللحظة نفسها التي ترفض لبنان دعم المعارضة السورية إنسانيا وهي اللحظة نفسها التي تستقبل فيها الكويت دبلوماسيين سوريين لإعادة فتح السفارة السورية بالكويت (ولا نعتقد أنه يتم بغير تنسيق مع السعودية) وهي اللحظة نفسها التي نلمح فيها تلطيفا في التصريحات بين السعودية وسوريا وهي اللحظة نفسها التي يؤكد بوتين من تركيا وبحضور أردوغان دعمه لسوريا وللأسد وهي اللحظة نفسها التي يعلن فيها رئيس الوزراء العراقي صراحة ولأول مرة أن مصر تدعم العراق بالسلاح والعتاد في اللحظة نفسها التي تجدد الإمارات دعمها لمصر..وهي اللحظة نفسها التي بعدها بيومين يصل رئيس المخابرات السعودية إلى القاهرة وتصل مضادة الغواصات الروسية الرهيبة إلى السواحل السورية !!


ماذا يقول المشهد إذن ؟
يقول إن ثمة مباراة كبيرة تجري..وأن بهذه المباراة ثنائيات مثيرة وألعابا جماعية عديدة وتنسيقا أمنيا كبيرا وأن المسئول الأول عن الملف السوري بالسعودية هو الذي جاء إلى هنا بما يعني الاقتراب أكثر وأكثر من ملامح الحل الدبلوماسي للأزمة في الشقيقة سوريا..فما نسب إلى دبلوماسي سوري من رغبة الرئيس الأسد من تدخل الملك عبد الله العاهل السعودي لحل الأزمة السورية على غرار تدخله في حل الأزمة اليمنية لا نراها إلا عربونا لبداية الحل وبداية إذابة جبل الجليد بين البلدين..واعتقادنا أيضا أن رؤية السيسي في الحرب على داعش بدعم الدول التي تقع داعش على أراضيها لا تعني إلا دعم سوريا أيضا على غرار دعم العراق..ويبدو أنها ليست أجدي من الضربات الوهمية الأمريكية فحسب وإنما تضع أيضا إطارا للحل في سوريا يعفيها من التقسيم ومن التدخل الأمريكي..

المنطقة - فيما نظن - مقبلة على تغييرات كبيرة تحتاج أولا إلى تنازلات كبيرة لا تبدأ بالتصريحات فحسب..وإنما بإجراءات - أيضا -كبيرة ربما كانت مفاجآت كبري..ليس علينا إلا الانتظار..وقبل أشهر قلنا عن الصراع داخل الإدارة الأمريكية وقد تجلي في إقالة وزير الدفاع...وتحدثنا عن جيش خليجي موحد مصر في القلب منه والفكرة تتبلور الآن علنا..وربما ساهم الإجراء الأخير في دفع أطراف عديدة الثمن وأطراف أخرى رابحة بالضرورة!
فلنتظر إذن ونتمني..
الجريدة الرسمية