رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور..ننشر كلمة «شكري» في المنتدى «العربي الروسي»..الإرهاب يهدد المجتمع الدولي ويجب تجفيف منابعه..نعمل على إقامة دولة فلسطين المستقلة..نؤكد وحدة التراب الليبي وحقن الدماء السورية

فيتو

أكد سامح شكرى وزير الخارجية، أن الإرهاب بات اليوم خطرًا محدقًا يهدد الجميع، وهو ما يستدعي تنسيقًا وتعاونًا مشتركًا بين جميع الدول، بهدف العمل على مواجهة تلك الظاهرة بمختلف أبعادها، سياسية كانت أم فكرية، وما يتصل بذلك من ضرورة السعي نحو تجفيف مصادر تمويل الإرهاب.


وأضاف "شكرى" خلال كلمة ألقاها في الدورة الثانية للمنتدى العربى الروسى، المنعقد في الخرطوم اليوم الأربعاء، أن المتغيرات السياسية والاقتصادية تتسارع من حولنا بشكل أبرز التحديات والتهديدات الرابضة تحت السطح، والتي باتت تمثل خطرًا محدقًا بأمن وسلامة العديد من الدول العربية، ما يجعل ذلك الظرف مدعاة لتوثيق التعاون بين بلداننا العربية وروسيا الاتحادية.

التعاون العربي الروسي
وركز على أن التعاون العربى الروسى مؤسس على قاعدة من المصالح المشتركة واحترام قواعد القانون الدولي، وبالشكل الذي يؤدي إلى إحلال الأمن والسلام لشعوب المنطقة، وبما يتوافق مع طموحات وآمال هذه الشعوب.

وأضاف في كلمته:"يطيب لي في مستهل خطابي أن أتوجه ببالغ التقدير والشكر لشعب السودان الشقيق وحكومته على حفاوة الاستقبال وحسن التنظيم، واسمحوا لى أيضًا أن أنتهز هذه الفرصة لكى أشكر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وعلى رأسها الدكتور بيل العربى الأمين العام للجامعة على الجهد الذي بذلوه بالتعاون مع وزارة الخارجية السودانية من أجل إنجاح أعمال هذا المنتدى المنتظر منه أن يمثل نقلة نوعية في العلاقات الثنائية ويدعم أواصر الصداقة والتعاون بين الدول العربية وروسيا الاتحادية.

منتدي موسكو
وانطلاقًا من هذا المحفل الهام، أود التأكيد على الاهتمام الكبير الذي توليه جمهورية مصر العربية لقضايا التعاون العربى الروسى المشترك، ولعل هذا ما يفسر حرص الدول العربية ممثلة في جامعة الدول العربية على تعزيز التعاون مع روسيا الاتحادية، وهو ما تجسد في توقيع مذكرة تفاهم في عام 2003، ثم مذكرة تعاون في عام 2009، قبل أن تتوج هذه الجهود جميعها بانعقاد الدورة الأولى للمنتدى في موسكو عام 2013 ".

متغيرات سياسية
وأضاف "شكري": في الوقت الذي تنعقد فيه الدورة الثانية للمنتدى العربى الروسى، تتسارع المتغيرات السياسية والاقتصادية من حولنا بشكل أبرز التحديات والتهديدات الرابضة تحت السطح، والتي باتت تمثل خطرًا محدقًا بأمن وسلامة العديد من الدول العربية، ما يجعل ذلك الظرف مدعاة لتوثيق التعاون بين بلداننا العربية وروسيا الاتحادية، ذلك التعاون المؤسس على قاعدة من المصالح المشتركة واحترام قواعد القانون الدولي، وبالشكل الذي يؤدي إلى إحلال الأمن والسلام لشعوب المنطقة، وبما يتوافق مع طموحات وآمال هذه الشعوب.

القضية الفلسطينية
وإذ نستذكر سويًا المواقف الروسية المساندة على الدوام للقضايا العربية وفي القلب منها القضية الفلسطينية، فإننا نعيد تسليط الضوء اليوم على أهمية الدور الذي بإمكان روسيا أن تلعبه، كي تستمر في نهجها الداعم لقضايانا العادلة في إطار مبادئ وأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن وقرارات الجمعية العامة ذات الصلة، وخاصة في ضوء عضويتها الدائمة في مجلس الأمن الدولي، وما يتيحه ذلك الموقع لروسيا من فاعلية، نأمل أن تظل على وتيرتها فيما يخص التعاطي الإيجابي مع قضايا العرب وشواغلهم.

مكافحة الإرهاب
بات الإرهاب اليوم خطرًا محدقًا يتهدد الجميع، وهو ما يستدعي تنسيقًا وتعاونًا مشتركًا بين بلداننا، بهدف العمل على مواجهة تلك الظاهرة بمختلف أبعادها، سياسية كانت أم فكرية، وما يتصل بذلك من ضرورة السعي نحو تجفيف مصادر تمويل الإرهاب، وتبادل المعلومات ذات الصلة بتنقل الإرهابيين وأماكن تواجدهم، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وكذا الاتفاقيات الدولية والإقليمية والثنائية المعنية بمكافحة الإرهاب، فضلًا عن اتخاذ التدابير اللازمة لمنع تجنيد الشباب والتغرير بهم أو انتقال المقاتلين للانضمام إلى تلك التنظيمات الإرهابية.

دولة مستقلة عاصمتها القدس
رغم مرور ما يزيد عن ستين عامًا على التعدي على حقوق الشعب الفلسطيني، لا زالت القضية الفلسطينية تراوح مكانها دون تقدم يذكر، ولا زال الشعب الفلسطيني يتوق لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1967، وهو ما يجعلنا نعيد التذكير بأن الحل لا بد وأن يرتكز على إطلاق مسار تفاوضي جاد، يؤدى إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة، وفى إطار زمني محدد ووفقًا لمرجعيات عملية السلام.

إلا أن الجانب الإسرائيلي لا زال يمارس سياساته المعتادة من تكثيف للاستيطان وتقويض لكافة سبل الحل السلمي، وليس أدل على ذلك من ممارسات إسرائيل التي تستهدف النيل من المقدسات الإسلامية وفي القلب منها الحرم القدسي الشريف، مما يجعلنا نتوجه بالدعوة إلى روسيا، وإلى كل أطراف المجتمع الدولي المؤمن بالسلام، للحيلولة دون استمرار إسرائيل في سياستها التي تقوض فرص السلام.


هجمة شرسة
تشهد ليبيا ومؤسساتها الشرعية المنتخبة هجمة شرسة تستهدف النيل من وحدة التراب الليبي، ولا غرابة في أن هذا التهديد يأتي من جماعات تتستر وراء الدين وتريد إعادة ليبيا سنوات إلى الوراء، وهو ما يستلزم منا أن ننسق جهودنا لتوفير الدعم اللازم للشعب الليبي ومؤسساته الدستورية، فالإرهاب أصله واحد وإن تعددت أماكنه وصوره.

وندعو الجميع إلى توفير الدعم الكامل للمؤسسات الدستورية الشرعية للدولة الليبية، وعلى رأسها مجلس النواب الليبي المنتخب والحكومة المنبثقة عنه بصفتهما المُعبّرين عن إرادة الشعب اللي من خلال انتخابات حرة ونزيهة، كمؤسسات تُمثّل الركن الأساسي لبناء دولة مدنية ودستورية قادرة على توفير الأمن والاستقرار والتنمية للشعب الليبي.

الدم السوري
تمر الأيام ولا يزال الدم السورى المهدر عبثًا هو الحقيقة الوحيدة الثابتة بلا تغيير، مما يجعل من اقتناعنا بوجوب الحل السياسي لهذه الأزمة أكثر ترسخًا، ذلك الحل الذي لا بد وأن يأخذ في اعتباره رغبة الشعب السوري في الحفاظ على وحدة بلاده دون تقسيم، مما يجعل المجتمع الدولي مطالبًا بتحمل مسئولياته إزاء حالة جمود مسار الحل السياسي، والعمل على بلورة أفكار عملية تكفل تحقيق آمال وتطلعات الشعب السوري الشقيق بعيدًا عن أوهام الانتصار العسكري المستهدف لهذا الطرف أو ذاك، وعلى النحو الذي لا يدفع ثمنه سوى المواطنين السوريين الأبرياء.

الشراكة الوطنية في اليمن
وفيما يتعلق باليمن، فإننا نؤكد على أهمية التزام جميع الأطراف السياسية بــ "اتفاقية السلم والشراكة الوطنية" وذلك باعتبارها السبيل الوحيد لحل أزمات البلاد المتجذرة، ومن أجل تجنيب الشعب اليمنى مخاطر الانزلاق إلى صراعات مسلحة ستكون تداعياتها خطيرة على اليمن والمنطقة بأسرها، وهو ما يبرز أهمية دعم المجتمع الدولي لجهود تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن.

العراق و"داعش"
ولعل الوضع في العراق، وعلى الرغم من فداحة المخاطر المرتبطة بما نجح تنظيم داعش الإرهابى من الاستيلاء عليه من أراض عراقية، يُعتبر أفضل إذ إن الطريق إلى الحل باتت معروفة فاستعادة اللُحمة والشراكة الوطنية داخل مؤسسات الدولة وفى الحكومة من شأنها أن توفر الأرضية اللازمة لمكافحة الإرهاب والقضاء عليه إن شاء الله، وهو ما نُشجع عليه الحكومة العراقية ونأمل أن تساندنا موسكو في ذلك بقوة وعزيمة.

التجربة الروسية
لعل في تجربة روسيا الاقتصادية في التنمية ما يستحق الوقوف والتأمل، فقد استطاعت روسيا النهوض من عثرتها الاقتصادية لتحقق معدلات نمو مرتفعة ساهمت في تدشين وضعية روسيا على خارطة الاقتصاد العالمي، ولذا فإن المنتدى يعد جسرًا حقيقيًا يمكن من خلاله لروسيا أن تعيد استكشاف البعد التنموي في علاقاتها بالدول العربية، بحيث تصبح روسيا شريكا لدولنا العربية في التنمية، كما كانت سندًا لنا في قضايانا العربية، لذا نأمل في أن ينجح اجتماعنا اليوم في فتح آفاق جديدة ترتقي بهذا التعاون إلى مستوى طموحات الطرفين العربى والروسي على حد سواء.

تعزيز التعاون
إننا وإذ نؤكد على أهمية التعاون الاقتصادي مع الشريك الروسى، إلا أنه ما زال أقل بكثير مما نطمح إليه، حيث تعد الفرصة سانحة أمامنا لتعزيز هذا التعاون، والبناء على ما تم إنجازه من برامج التعاون التي تم اعتمادها خلال الدورة الأولى للمنتدى التي عُقدت بموسكو في فبراير 2013، وذلك من خلال الإسراع بتنفيذ خطط العمل المشتركة للفترة من 2015 -2017 والعمل على إزالة أي قيود أو معوقات من أجل تفعيل وتشجيع هذا التعاون في كافة المجالات، وكذلك الاستفادة من التجربة الروسية في مجال البحث العلمي والتكنولوجي.

جهود مشكورة
في نهاية كلمتي، لا يسعني إلا أن أتمنى خالص التوفيق لأعمال هذا المنتدى وجهوده، وأود أن أكرر شكري لجمهورية السودان على استضافتها الكريمة لهذا الاجتماع، كما أتقدم بالشكر مرة أخرى للأمانة العامة لجامعة الدول العربية للجهد المبذول من قبلها كي يخرج هذا الاجتماع بالشكل اللائق، وأعيد التأكيد على أن الدول العربية لن تدخر جهدًا من أجل الارتقاء بمستوى العلاقات العربية الروسية إلى ما يجب أن تكون عليه.
الجريدة الرسمية