رئيس التحرير
عصام كامل

مرت سنة.. "ومات المناضل المثال يا 100 خسارة ع الرجال"

فيتو

"عيني عليه ساعة القضا.. من غير رفقة تودعه.. يطلع أنينه للفضا.. يزعق ولا مين يسمعه.. يمكن صرخ من الألم.. من لسعة النار ف الحشا.. يمكن ضحك.. أو ابتسم.. أو انتشى.. يمكن لفظ آخر نفس كلمة وداع.. لجل الجياع.. يمكن وصية للي حاضنين القضية بالصراع.. صور كثير ملو الخيال.. وألف مليون احتمال.. لكن أكيد ولا جدال....."


الأكيد الذي لا جدال عليه أنه مرت سنة على رحيل "جيفارا الكلمة المصرية، الشاعر الهمام الشجاع الذي لم يعرف في حياته سوى قول الحق والوقوف إلى جانب المظلوم وصاحب الحق، لم يخش سجن ولا فقر ولا معاداة لأي سلطة، مرت سنة طويلة حزينة على موت الشاعر المشاغب، الأقرب إلى قلوب الشباب والثوار الذين عرفوه بـ "عم نجم".. أحمد فؤاد نجم.

الملجأ صانع النجوم
عانى نجم منذ طفولته، فبعد وفاة والده انتقل إلى بيت خاله بالزقازيق، ومنه إلى ملجأ أيتام، ويبدو أن هذا الملجأ لم يكن كغيره، أو ربما ما يعانيه الأطفال به من يُتم وحاجة يخلق منهم شخصيات واعية قادرة على قراءة الواقع، وتنمي داخلهم الحس الفني، فلم يكن نجم هو المبدع الوحيد الذي خرج من هذا الملجأ، بل قابل هناك عبد الحليم شبانة، الذي أصبح فيما بعد المطرب الأشهر في جيله وحتى الآن "عبد الحليم حافظ".

واستكمل نجم حياته بعد ذلك متنقلا ما بين الكثير من الأعمال بمعسكرات الإنجليز، وبدأ يعلم نفسه القراءة والكتابة وأدمن القراءة، وبدأ في التعرف على الفكر الشيوعي والاشتراكي، وخرج في مظاهرات العمال ضد معسكرات الإنجليز وترك العمل بها، واتجه للعمل في السكك الحديد ثم عاد ليعمل في معسكرات الإنجليز مرة أخرى واتهم في قضية تزوير استمارات وسرقة معدات الورشة، وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات.

السجن بداية النجاح
زاد وعي نجم خلال فترة السجن بعد تعرفه على المعتقلين السياسيين، واشتهر في السجن بقصائده التي يلقيها للمساجين عن أحوالهم وأحوال السجن، ولأنها كانت شديدة التعبير عن حالهم أحبه المساجين وذاع صيته، حتى أن مأمور السجن شجعه على الدخول في مسابقة الكتاب الأول التي ينظمها المجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون، وفاز بالجائزة وبعدها صدر الديوان الأول له من شعر العامية المصرية (صور من الحياة والسجن)، وكتبت له المقدمة سهير القلماوي ليشتهر وهو في السجن.

نجم وإمام "توأم الروح"
لا يمكن أن يُذكر اسم نجم دون أن يلتحق به اسم "الشيخ إمام"، فهما رفقاء الدرب وتوأم الروح، وأشهر ثنائي ثوري غنائي في مصر، بمجرد تعارفهما تقاسما كل شيء المسكن والمال والطعام، حتى الفن تقاسما فيه، فكان نجم يكتب القصائد ليلحنها الشيخ إمام على الفور، وبدأ الطلب يزيد عليهم لإحياء حفلات، وإن أغلب جمهورهم من الطلبة والاشتراكيين، وتركا لنا تراثا كبيرا من الأغاني الثورية والعاطفية والاجتماعية بصوتهما.

الشاعر الثائر
عندما تُذكر الثورة، يُذكر "عم نجم"، هو الشاعر الثوري المتمرد دائما، عاش عمره ثائرا ومساندا للثوار، فخرج مع طلبة الجامعة في انتفاضتهم ضد الرئيس السادات وكتب لهم قصيدة "رجعوا التلامذة"، وتم اعتقاله وقتها لكن قصائده ظلت مع الطلبة والثوار تشعل حماسهم وتؤرق السلطات، ومرت الأيام وظل يهاجم السلطات فلم يسلم منه حسني مبارك الذي تولى الرائسة بعد السادات، وظلت كلماته مؤرقة له ولنظامه، حتى جاءت ثورة يناير التي شارك فيها بنزوله للشارع مع الشباب وبأشعاره وأغانيه التي كانت بمثابة أناشيد وطنية في ميدان التحرير، فلم يمر أحد بالميدان خلال فترة الثورة إلا وسمع "شيد قصورك، جيفارا مات، أنا رحت القلعة، هما مين وإحنا مين، يعيش أهل بلدي.." وغيرها من عشرات الأغاني.

نجم "الدنجوان"
رغم عدم وسامته إلا أنه كان "دنجوان"، فنجم أثار حوله الأقاويل بسبب كثرة النساء اللاتي عرفهن وتعلقن به، وتعدد زيجاته، حيث تزوج نجم العديد من المرات كان أولهم زواجه من السيدة فاطمة منصور وأنجب منها ابنته عفاف، ومن أشهر زيجاته زواجه من الكاتبة الصحفية صافيناز كاظم وأنجب منها ابنته نوارة، التي تعمل في المجال الصحفي وشاركت بقوة في ثورة يناير، وتزوج أيضا من الفنانة عزة بلبع رغم فارق السن الكبير بينهما، كما تزوج من الممثلة الجزائرية سونيا ميكيو، وكانت زوجته الأخيرة السيدة أميمة عبد الوهاب، التي أنجب منها أصغر بناته زينب.
الجريدة الرسمية