رئيس التحرير
عصام كامل

أهلا بالقمعية لمواجهة الغوغائية


فقد بعض المصريين للأسف، الكثير من الميزات الجميلة مثل الاحترام والنخوة والانتماء، واستبدلوها بسلوكيات سلبية أبرزها "التشبيح" والتآمر والغوغائية!!

تمنينا أن تعي تلك الفئة الضالة، على قلتها، الدرس وتدرك حجم الجرم الذي ارتكبته في حق مصر خلال السنوات الأربعة الماضية.. لكن يبدو أن جينات الخيانة متأصلة فيها ويغذيها تمويل آثم يأتي من الخارج.

هذه الفئة على ضآلتها أمام جموع الشعب المصري الأصيل، تجد آذانا صاغية في الخارج لاسيما دول التآمر، التي تغدق عليهم ملايين الدولارات لنشر الفوضى وتأجيج الشارع ضد الدولة لتعميق الانقسام وعدم الاستقرار.. وعليه باتوا يترقبون أي حدث في مصر حتى لو كان تافها، لخرق القانون والتعدي على المنشآت والقفز على مفهوم دولة المؤسسات، وهذا تحديدا ما يريده التنظيم الدولي لإخوان الشياطين في محاولة للعودة إلى الشارع بعد أن فقد التعاطف والقدرة على الحشد وباتت عناصره منبوذة من الشعب.

عمل التنظيم الدولي للإخوان على تدارك فشل الحشد لمظاهرات 28 نوفمبر، لذا أوعز لعناصره وباقي الحركات العميلة ومرتزقة السياسة والإعلام، بالنزول إلى الشارع والسيطرة عليه كما حدث في يناير 2011، ومحاولة تأليب الرأي العام، أيا كان الحكم على الرئيس الأسبق مبارك..
أولا: لإحراج الحكومة والإيهام بعدم قدرتها على فرض الأمن، ثم التأثير السلبي على السياحة بعد أن لاحت مؤشرات تعافيها، وإيقاف دوران المشاريع الاستثمارية التي تدفقت في الأسابيع الأخيرة، وقبل كل هذا إجبار الدولة على الإذعان والتفاوض على مطالب "الإخوان".

ولمن يشكك في صدقية أن ما يحدث مخطط مدفوع ثمنه مقدما، نسأل كيف تطابقت تصريحات المتآمرين داخل مصر والهاربين في الخارج، وهل استخدامهم المفردات ذاتها وفي اللحظة نفسها صدفة أم أنها إملاءات الممولين؟!.. ثم كيف توحدت أخبار التظاهر ونشرت في اللحظة ذاتها بتفاصيل كاذبة عبر "رصد" الإخوانية وجميع المواقع القطرية وقناة الجزيرة والفضائيات الأجنبية المعادية؟!

ونسأل أيضا لماذا أصر بعض الأجانب على دخول مصر بصفة حقوقيين، بعد أن رفضت الداخلية السماح لمحطات أجنبية بتصوير ما يحدث.. ثم يتضح أنهم مصورون ومعدون ومخرجون؟!

نأتي إلى حمدين صباحي المختفي منذ فشله الذريع في الانتخابات، ونستفسر عن سبب إطلالته الآن وتحريضه على التظاهر والتصعيد ضد الحكومة، إن لم يتدخل الرئيس السيسي في حكم براءة الرئيس الأسبق مبارك ومن معه!!.. هل نسي حمدين أنه قال في حوار موثق ومنشور: إن "الرئيس مبارك أبو المصريين" وإن جمال ابنه "شاب ذكي ولا مانع من توليه الرئاسة"؟! 

صباحي الذي يشكك في أحكام القضاء، هو نفسه الذي اعتبر القضاء المصري نزيها وشريفا، عندما برأ ابنته سلمى في قضية النصب الشهيرة!!.. فهل يريد حمدين قضاءً "ملائكيا" يحكم على مزاج أصحاب الصوت العالي، أم يريد تلميع نفسه واستعادة ما فقده سياسيا، أم هو الانتقام من الشعب الذي أسقطه المرة تلو الأخرى في الانتخابات؟!

أحكام القضاء تحترم في العالم كله إلا في مصر منذ ابتليت بالقبيضة والمتآمرين.. وهؤلاء هم الذين تدافعوا للتظاهر ملبين نداء "الإخوان" وممولي المؤامرة، وانضم إليهم "الساقط واللاقط والمدمن والشبيح"، دون أن يطلع أحد منهم على حيثيات وأسباب حكم البراءة، لأن المهم لديهم استمرار التمويل، ورغم ذلك سارع النائب العام بصفته محامي الشعب، بالطعن على الحكم أمام محكمة النقض.. فعلى ماذا يتظاهرون ويهددون بالتصعيد؟!

ألم يفكر أي من المنساقين في ركاب "الإخوان" إذا كان مبارك وجه الشرطة لقتل المتظاهرين، فلماذا يكتفون بقتل 238؟!.. ولو كانت شرطة العادلي قتلت المتظاهرين، فمن يغتال جنود وضباط الجيش والشرطة حتى يومنا هذا؟!!.. الأمر واضح دون التباس، فمن اقتحم السجون وحرر المجرمين وحرق المنشآت وسرق محتوياتها ووفر هواتف الثريا للاتصال بقناة الجزيرة هو من قتل المتظاهرين.. والآن على الحكومة تبني سياسة قمعية لإنهاء مظاهر الغوغائية، وبعد تطهير البلد تبدأ في إرساء الديمقراطية.
الجريدة الرسمية