رئيس التحرير
عصام كامل

اتحاد أدباء "فلسطين" يصدر بيانًا للرد على تهديدات "داعش"

فيتو

" في لحظة الاشتباك مع العدو الصهيوني على كافة السياقات وفي غير مكان ومساحة، وفي لحظة العصف، يطل علينا ما يسمى " تنظيم داعش" في قطاع غزة رافعا سيف التكفير والإلغاء والمحو ضد جمهرة من الكتاب والأدباء والمثقفين في قطاع غزة الحبيب، موزعا التهم والتصنيفات المفبركة والمدانة ضد مبدعينا الذين هم في الخندق المتقدم من المواجهة مع العدو واستطالاته الشوهاء والكابية، وعباءة العتمة التي يحاول البعض أن يلف بها جسد العباد والبلاد".



كانت هذه هي الكلمات الأولى التي بدأ بها الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، بيانه الصادر، للدفاع عن المثقف والحرية المشتهاة، وذلك ردًا على ما أصدرته تنظيم داعش من تهديد لبعض أسماء الشعراء المعروفين في فلسطين، تتوعدهم فيه إذا ما ارتدوا إلى دين الإسلام، وقد أكمل الاتحاد بيانه قائلًا:

" إن المثقف هو آخر من تبقى في معركتنا مع العدو وهو قنطرة المنازلة الفذة الذي يحرس الحلم من الخلخلة، وعليه فإن تعزيز المثقف وتدعيمه وإسناد مقولته هو السياق الأتمّ الذي يليق بفلسطين وبطولاتها المجيدة، لا أن يكون التكفير والإقصاء والنفي وقمع الحريات وإلغاء الرأي هو السائد والمتاح في محاولة للنيل من الحرية المشتهاة التي هي جوهرة إبداع صعدًا نحو حرية بلادنا التي تسير نحو فجرها الأكيد.

في هذا الإطار فإن الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين في الوطن والشتات هو سقف المثقفين والمبدعين وهو أحد استطالات منظمة التحرير الفلسطينية الذي أسس بالدم المقدس وفضائل الكتيبة المؤسسة التي سقط الأجملون فيها شهداء الاغتيال الصهيوني.

أما وقد طال بيان (داعش) كوكبة من المبدعبن، ومنهم ثلاثة من أعضاء الأمانة العامة للاتحاد، فإننا نؤكد، ونرفع الصوت عاليًا بأن الإسلام، ديننا الحنيف، بريء من هذه التقولات والاتهامات، وإن دين التسامح والمحبة هو الذي نعرف، وإن استدخال هكذا سلوكيات استهدافية تشويهية بعيدة عن روح الإسلام وفضائله العليا.

لا بديل عن الحرية إلا بالمزيد منها، ولا بديل عن الحق إلا بما هو أحق وأصدق، ولا بديل عن الكلمة إلا بالكلمة البندقية التي تعرف تناقضها الأساس مع العدو الصهيوني وتفرعاته.


إن الاتحاد العام للكتاب والأدباء في الوطن والشتات ومعه كل أحرار الحرف والكتابة والإبداع، يعلن رفضه وإدانته لما جاء في بيان (داعش) ولاية غزة كما ورد في نصه وما تزال بردة النبي العربي سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، ولسان حسان بن ثابت المبين، الهادي في احتضان الشعراء وإسباغ ما يليق بهم من صفات وخصال نبيلة، وتعالى القرآن الكريم عن أيّ تحريف وتفسير ينال من جوهر الإبداع ورؤيا الشعراء الذين هم سدنة الوعي وحراس الحلم وجمرة المناجزة ونقاط الضوء التي تفكك الظلمة والظلم والظلاميين.

وسنحرس كتّابنا بأهداب العيون لتبقى الكلمة سدرة البهاء والحضور الذي يليق ببلادنا وتليق بالثقافة ومشهدها الساطع.

وندعو حكومة التوافق الوطني لأخذ ما ورد في البيان المدان بعين المتابعة والاهتمام دفاعًا عن الثقافة والمثقفين، كما نحمل حركة حماس باعتبارها حكومة الأمر الواقع في غزة المسئولية عن حياة كتابنا ومبدعينا الذين وردت أسماؤهم في البيان الأسود، مطالبين بالكشف عمن يقف وراء هذه التخرّصات السالبة.
الجريدة الرسمية