السيسي ومبارك ومحلب والعادلي والأهلي والكونفيدرالية
أحداث مثيرة جرت خلال الأربعة أيام من الأربعاء إلى السبت الماضيين وكل منها شغل الرأي العام في مصر والعالم العربي وأفريقيا.. بل إن زيارة السيسي لإيطاليا وفرنسا والحكم ببراءة حسني مبارك شغلت الرأي العام العالمي أيضا..
بالطول والعرض.. هنجيب سيوي الأرض!!
بعيدا عن زحام وزحمة الأحداث السياسية دعونا نتكلم أولا عن مباراة الأهلي مع نادي سيوي سبورت بطل كوت دي فوار، التي ستقام باستاد القاهرة يوم السبت القادم لتحدد من هو الفائز بهذه الكأس، حيث لم يسبق لأي من الفريقين الحصول عليها في تاريخه.. بل لم يسبق لأي فريق مصري أو إيفواري أن حصل عليها من قبل وقد انتهت مباراتهما الأولى في أبيدجان بفوز سيوي بهدفين لهدف، وأصبح تحديد البطل يتوقف على نتيجة مباراتهما الثانية، مباراة العودة يوم السبت القادم والتي سيحضرها حتما المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء ومندوب عن رئيس الجمهورية لتسليم الكأس مع عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي وأعضاء الاتحاد.. وقد يفاجئنا الرئيس السيسي بحضور المباراة في اللحظات الأخيرة وتسليم الكأس بنفسه للفائز!!
> مصر كلها في لهفة للحصول على هذه الكأس، ومع أنها أضعف بطولات أفريقيا إلا أنها تأبي دخول مصر.. لماذا؟.. الله أعلم!!
وأري أن هذه الفرصة لن يفرط فيها الأهلي بسهولة مع التسليم بأن الفريق عاني كثيرا وتأثر كثيرا باعتزال الكبار أمثال أبوتريكة وبركات ووائل جمعة وسيد معوض وغيرهم وإصابة عدد كبير من نجوم الجيل الحالي في مقدمتهم شريف إكرامي وهجرة أحمد فتحي إلى نادي أم صلال القطري إلا أن الباقين قادرون على تحقيق الحلم المصري بالفوز على بطل كوت دي فوار والحصول على الكأس مع ضرورة الاستفادة من دروس الآخرين وقد رأينا قبل أسبوع كيف حقق منتخب قطر «الدولة الصغيرة» الفوز بكأس الخليج الـ ٢٢ بعد أن هزم منتخب السعودية ١/٢ على أرضها باستاد الملك فهد بالرياض.. أي نعم منتخب قطر أكثر من نصف لاعبيه غير قطريين بل من دول أفريقية تم تجنيسهم بالجنسية القطرية وأبرزهم خوخي بوعلام اللاعب الجزائري، لكن هذا لا يمنع أن المنتخب القطري استحق الفوز عن جدارة بقيادة مدربه الجزائري القدير جمال بلماض الذي لعب كثيرا مع منتخب بلاده ضد منتخب مصر.
أسوق مثال فوز قطر بكأس الخليج بعد الفوز على السعودية في أرضها لتكون درسا للاعبي الأهلي حتى لا يظنوا أن المباراة ستقام باستاد القاهرة وهذا يعني فوزهم بالكأس الأفريقية.. كأس الكونفيدرالية.. فالكرة تعطي من يعطيها ولا تعمل حسابا لأصحاب الأرض، إلا بنسبة أقل من عشرة بالمائة وهي نسبة لا يعتد بها.
في كل الأحوال لن يغفر الشعب كله للاعبي الأهلي وجهازهم الفني لو ضاعت هذه الكأس في القاهرة لا قدر الله.
من هنا أقول وبالفم المليان وبلغة أولاد البلد «بالطول.. بالعرض.. هنجيب سيوي سبورت الأرض».. سنفوز بالكأس التي أصبحت غالية لأن فرق مصر لم تفز بها من قبل ولابد أن نمسك بها ونقبض عليها بأيدينا وأسناننا هذه المرة.
كل التوفيق للاعبي الأهلي وجهازه الفني ومجلس إدارته وجماهيره..
زيارة السيسي الناجحة
من أهم الأحداث السياسية التي شهدتها مصر.. بل وشاهدها العالم كله تلك الزيارة الناجحة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى إيطاليا والفاتيكان وفرنسا حيث التقي مع قياداتها، وقد لمسنا وشعرنا جميعا بمدي الحفاوة والترحاب التي قوبل بها السيسي خلال زيارته التي استغرقت أربعة أو خمسة أيام وشعرنا من خلال الحفاوة مدي النتائج الإيجابية الطيبة التي ستتحقق من خلالها..
كما أثق أن فلسطين ستكون هي الرابح الأكبر من هذه الزيارة بعد أن أجبر مسئولي إيطاليا وهي التي ترأس اجتماعات الاتحاد الأوربي هذا العام.. أجبرها أن تعترف بدولة فلسطين وتدعو الدول الأوربية إلى الاعتراف بدولة فلسطين وإعلان ذلك رسميا حتى يتحقق الاستقرار والأمن ليس لمصر وفلسطين والدول العربية وحدها.. بل لشعوب العالم كلها.
براءة مبارك.. أفراح وأحزان
تضاربت الآراء والمشاعر بعد الحكم التاريخي الذي أصدره المستشار محمود الرشيدي ببراءة الرئيس الأسبق حسني مبارك وولديه علاء وجمال وشريكهم حسين سالم ووزير البترول الأسبق سامح فهمي وحبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق ومساعديه الستة.. براءتهم جميعا من كل التهم التي نسبت إليهم وحدثت حالة من الحراك في الشارع المصري وقطعا في الشارع العربي كله.
هناك من فرحوا ورقصوا وهللوا لبراءة مبارك وكل المتهمين.. وهناك من أصيب بالصدمة والإحباط وحاولوا التجمع في ميدان التحرير لإثارة الشغب، لكن وضح أن القوات المسلحة والشرطة فطنوا إلى ذلك مسبقا فأغلقوا ميدان التحرير أمام كل السيارات والمشاة تحاشيا لوقوع مصادمات، فتجمع الآلاف في ميدان عبدالمنعم رياض وتم إحكام السيطرة عليهم ونجاة المتحف وميدان التحرير من كارثة.
محلب يتكلم بالفرنسية.. يا حلاوة!!
في يوم مباراة الأهلي وسيوي سبورت الإيفواري في أبيدجان.. ويوم مباراة المصري والزمالك في الدوري بالإسماعيلية.. ويوم صدور أحكام البراءة على حسني مبارك وحبيب العادلي وكل المتهمين..في نفس اليوم افتتحت جلسات القمة الفرانكفونية الخامسة عشرة في مدينة داكار بالسنغال، وشارك فيها رؤساء وممثلو ٥٧ دولة أعضاء في الفرانكفونية.. ورأس وفد مصر فيها المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء الذي ألقي كلمة مصر باللغة الفرنسية ووضح أنه يجيد اللغة الفرنسية ويتحدثها بطلاقة، وأنه قرأ الكلمة التي سيلقيها أمام القمة الأفريقية أكثر من عشر مرات وهو في طريقه من القاهرة إلى داكار بالسنغال، قبل أن يتوقف في الجزائر العاصمة ويلتقي رئيس وزرائها ويجري معه محادثات هامة تتعلق بالدولتين واستكملها في طريق عودته من داكار إلى القاهرة.
تحدث محلب في أمور شتي وقال إن مصر حريصة على دعم علاقتها بكل الدول خاصة الناطقة باللغة الفرنسية أعضاء منظمة الكونفيدرالية، وأن بلاده «يقصد مصر» تهتم بنشر الثقافة الفرنسية وكذلك اللغة وأنهم يدعمون حل مشاكل هذه الدول.. كما طالبهم محلب في كلمته الرائعة بالسعي لحل القضية الفلسطينية حتى يتحقق السلام في المنطقة، وهو ما سوف ينعكس على المنطقة العربية وأفريقيا وأوربا بالطبع خصوصا بعد فشل أمريكا في حل الأزمة كما ورد في الخطبة التي ألقاها محمود عباس أبومازن أمام وزراء الخارجية العرب.
وفاة صباح وذكرى سامية جمال
في نفس الأسبوع الذي تمر فيه «الذكري العاشرة» لوفاة الفنانة القديرة سامية جمال التي توفيت أول ديسمبر ١٩٩٤ فوجئ العالم العربي بنبأ وفاة الشحرورة، جانيت فغالي، التي اشتهرت باسم صباح عن ٨٧ عاما وقال البعض إن عمرها الحقيقي ٨٩ عاما.
قدمت للفن ٨٣ فيلما وثلاثة آلاف أغنية و٢٦ مسرحية غنائية، وقد أحضرتها إلى مصر المنتجة والممثلة آسيا داعز من لبنان عندما عرضت على الممثلة اللبنانية نور الهدي القيام ببطولة فيلمين من إنتاجها، فطلبت مبلغا خياليا فما كان منها إلا أن سافرت بالقطار إلى الشام، ومنها إلى بيروت وأحضرت المطربة الصغيرة وقتها جانيت فغالي، واختارت لها اسم صباح والتي اشتهرت بكثرة عدد أزواجها والرقم المعلن تسعة أزواج، ونشك في أن العدد أكثر من ذلك والله أعلم، لكن كان أشهر أزواجها هو المسلم أحمد فراج الذي كان يقدم برنامجا دينيا وقت أن تزوجها عام ١٩٦٣ وأشركته معها في بطولة أحد أفلامها واستمر زواجهما ثلاث سنوات فقط ثم طلقها.
