رئيس التحرير
عصام كامل

أرفض التعليق على الحكم..ولكن هذا تعليقي!!


أثرت على نفسي السكوت والاكتفاء بالمتابعة لأغلب ردود الأفعال التي ظهرت على السطح عقب الحكم ببراءة مبارك ومعاونيه فيما عرف بقضية القرن.. فمن يقرأ التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي يدرك تماما بأن هناك محاولات لإعادة إشعال الفتنة من جديد.. فمن يؤيد الحكم يسب ويلعن.. ومن يرفضه يسب ويلعن.. وأعتقد أن أغلب مناصري التأييد والرفض يحركهم نازع عاطفي كامن في الداخل ليس له أي علاقة بالقضية.. 

هذا بالإضافة إلى الأطراف الشريرة الأخرى التي ترغب في استغلال أي موقف لتحريك الشارع.. الشارع الذي لن يتحرك مرة أخرى إلا بمزاجه هو فقط وفي الوقت الذي يحدده هو فقط.. فكما يقول المثل الشعبي:" اللي اتلسع من الشوربة.. ينفخ في الزبادي".. خاصة وأن يقيني التام بأن الغالبية العظمى من الشعب فهمت وأدركت ووعيت تماما بما هو مسكوت عنه.. بل أصبحت لا تتأثر بما يقال في وسائل الإعلام سواء سلبا أو إيجابا.

أما عن تحليلات الخبراء والسياسيين والمفكرين ومقدمي البرامج فهي من وجهه نظري أغلبها هراء في هراء.. لا تستند لمنطق أو عقل.. بل هي نابعة من أهداف أخرى.. وأنا هنا أؤكد أن أغلبها وليس كلها..

وبعد هذه المقدمة التي أرى أنها مطلوبة.. أحب التذكير والتأكيد بأنني أتحدث كمواطن مصري بسيط.. لم ولن ينتمي إلى أي حزب أو تيار سياسي.. بل وسبق له أن كتب في يوم من الأيام:" طظ في جمال مبارك " في وقت كان فيه غالبيه من يتحدثون الآن يلعقون أحذية مبارك ونجله وكل أفراد نظامه.

أما عن الحكم الذي صدر.. فالغالبية كانت تتوقعه.. ولن أعلق عليه لأن علاقتي بالقانون مثل علاقتي بالطب.. لا أفهم فيهما أي شيء بتاتا.. ولكن يجب هنا طرح بعض الملاحظات والأسئلة التي فكرت فيها بعقلي دون تدخل أو تأثير من أحد.. وهي كالتالي:

هذه القضية لم تكن بسبب فساد 30 عاما ولا بسبب تزوير انتخابات ولا بسبب حرامية النظام الأسبق ولا بسبب حوادث الطرق أو غرق العبارة أو الفقر أو الصرف الصحي أو.... الخ.. إنما كانت في واقعة محددة.. وليس أمام القاضي إلا التحقيق والتحقق في أمر الإحالة وأدلة الثبوت والنفي.

هذا الحكم لن يعيد مبارك أو أي من أفراد نظامه للحكم من جديد.. فالتاريخ لن يعود للوراء مهما هرتل المهرتلون.. فالشعب أسقط نظامين في 3 سنوات وقادر على إسقاط أي نظام آخر.. إذن يجب التعامل مع الواقع بعقلانية.

إذا كان رافضو هذا الحكم يريدون إشعال الدنيا بسببه.. فأنا هنا أتساءل وأسألهم..من الذي قتل المصريين في غزوات..ماسبيرو.. ومحمد محمود.. ومجلس الوزراء.. والمجمع العلمي.. ومسرح البالون..و..و...الخ.. هو حضراتكم مش فاكرين أن فيه مصريين قتلوا في الكثير من الأحداث عقب رحيل مبارك ونظامه... ألا تتذكرون.. أليس هؤلاء مصريون.. هل من قتل من 25 يناير إلى أول فبراير هم الأغلى عندكم بسبب اتهام مبارك ومعاونيه خلال هذه الفترة.. ومن قتلوا بعد ذلك ليسوا منا.. !!

أنا عن نفسي أريد القصاص من قاتل أي مصري طوال السنوات الأربعة الماضية.. فالتجارة بجزء أو عدد محدد من الشهداء ليست بطولة.. إنما هو في وجهه نظري (عار).. عار عليكم أيها المتاجرون أن تستغلوا المواقف لتصفية حسابات غير معلنة من وراء شهداء الوطن.

وأخيرا.. قلبي سيظل يزرف دمًا ولن يرتاح إلا عندما أشاهد القصاص لكل دم مصري أسيل.. كل دم مصري.. كل دم مصري.. كل دم مصري..!!
الجريدة الرسمية