رئيس التحرير
عصام كامل

فنانون ركبوا «مترو الثورة» ونزلوا في محطة «مبارك».. حسن يوسف «وحشة-لا حلوة-لا وحشة».. «إلهام» تغير لون جلدها.. وفاء عامر «تحرير-مصطفى محمود-رابعة».. &

فيتو

وجوه عديدة لشخص واحد، هذه هي الجملة التي تصف حال الكثير من الفنانين، فعلى مدى ثلاث سنوات مرت، ارتدى هؤلاء الفنانون العديد من الوجوه، منها وجوه تهاجم الثورة ووجوه تهنئ بنجاحها، منها وجوه تهاجم الإخوان وأخرى تبارك لهم وصولهم للحكم، ووجوه تهاجم مبارك وأخرى تحتفل ببراءته، وظل فنانون قليلون على مواقفهم ثابتين منذ البداية، سواءً أكانت مع أو ضد، ولكنها مواقف ثابتة غير متلونة.




يسرا "مبارك رايح جاي"


منذ أول أيام ثورة يناير المجيدة هاجم عدد كبير من النجوم شباب الثورة، ووصفوهم بأنهم متآمرون وخونة، وأن الثورة مجرد مؤامرة على الأب والرئيس محمد حسنى مبارك، حسب وصفهم، وكان من هؤلاء الفنانة يسرا التي أجرت اتصالا تليفونيا بالتليفزيون المصرى انتقدت خلاله الثورة وطالبت بعودة الأمن والأمان إلى الشارع، واصفة أحداث الثورة بأنها خطيرة على مصر ومطالبة ببقاء الرئيس مبارك.

بعد نجاح الثورة وضعت يسرا في القائمة السوداء لأعداء الثورة، فخرجت أكثر من مرة لتؤكد أنها لم تعادِ الثورة، بينما أكدت أنها كانت وقتها خارج مصر للعلاج، وذلك في لقائها مع الإعلامي عمرو الليثى في برنامج "لا" على قناة التحرير، موضحة أنها أجرت اتصالا تليفونيا بالتليفزيون المصرى طالبت فيه بالاستقرار فقط، ما يتضح من كلامها أنها أيدت الثورة ومطالبها، نافية ومتبرئة من كل ما قيل عن تأييدها للرئيس الأسبق مبارك، مؤكدة أن أعمالها كانت تنتقد الأوضاع السيئة خلال فترة حكمه.

ولكن بالأمس احتفلت يسرا ببراءة الرئيس مبارك، الذي لم تؤيده مطلقًا ولم تطالب ببقائه أبدًا، والذي أيدت مطالب الثورة ضده، حيث أقامت عزومة غداء لفريق عمل مسلسل "سراي عابدين" أثناء التصوير باستوديو عادل المغربى بالحوامدية.



غادة عبد الرازق "قائدة الثورة المضادة"

في الوقت الذي كان فيه أغلب فنانى مصر في الميادين لتأييد الثورة، كان هناك جزء آخر فضل مساندة النظام، واكتفوا بإجراء مداخلات هاتفية في القنوات المختلفة، للتأكيد على مطالبتهم ببقاء مبارك في الحكم، لكن غادة عبد الرازق لم تكتفِ بالمداخلات الهاتفية، بل نزلت بنفسها إلى ميدان مصطفى محمود، ودعت جميع أنصار مبارك للنزول، وسبّت الثوار ووصفت الثورة بالمؤامرة، وظلت تطوف ميدان مصطفى محمود بالسيارة ووراءها أنصار مبارك، إلى هنا المشهد واضح وصريح.

بعد نجاح الثورة أطلت علينا شخصية أخرى تمامًا، فقد أكدت الفنانة في لقاءات عديدة بعد الثورة في برامج ولقاءات صحفية، وكان أبرزها لقاءها مع "مجلة زهرة الخليج"، الذي أكدت خلاله أنها لم تهاجم الثورة ولم تنادِ ببقاء مبارك، إنما كانت تنادى فقط بالاستقرار والأمان، مؤكدة أنها فقط كانت ضد إهانة الرئيس الأسبق، وفى لقاء لها في برنامج "يلا سينما" على قناة دريم بكت على الشهداء، وشكرت الثوار على القيام بالثورة.

ولم يكن مفاجئًا للمتابعين أن تطل علينا غادة عبد الرازق بالأمس لتهنئة مبارك بالبراءة من خلال حسابها الرسمى على موقع الصور الشهير "إنستجرام"، حيث كتبت قائلة: "رئيس مصر الأسبق وزعيم مصر الحالى تحيا مصر، خليهم كده حارقين دمكم دايمًا إن شاء الله"، وكان هذا أمرًا متوقعًا بكل تأكيد.



وفاء عامر "تحرير.. مصطفى محمود.. رابعة"

اكتفت الفنانة الشابة آيتن عامر بجملة واحدة تعليقًا على الحكم ببراءة حسنى مبارك، حيث قالت على صفحتها الشخصية: "مش مصدقة الحكم.. فعلًا العدل مش على الأرض"، الجملة التي نالت رضا جمهورها، بينما على العكس تمامًا كان موقف شقيقتها وفاء عامر مفاجئًا، فقد احتفلت ببراءة مبارك.

في بداية ثورة يناير وضعت وفاء عامر في القائمة السوداء بجانب يسرا، وذلك بعدما أكدت غادة عبد الرازق، قائدة ميدان مصطفى محمود المؤيد لمبارك، أن وفاء عامر كانت معها في مصطفى محمود، لتخرج وفاء عامر وتؤكد أنها مندهشة من كلام غادة عبد الرازق ولا تعرف سببه، وأكدت في تصريحات خاصة لموقع "MBC"، أنها لم تذهب لميدان مصطفى محمود وإنما شاركت في مظاهرات ميدان التحرير بالنقاب، حسب وصفها، متسائلة باستغراب عن السبب الذي يدفعها لتأييد نظام هددها بـ"البهدلة" بعد تقديم مسرحية "نساء السعادة"، كما أكدت أن النظام السابق، في ذلك الوقت، هو من دبر لها قضية الآداب وهى بريئة منها، وذلك في برنامج "نصف الحقيقة" على قناة CBC.

وبعد فوز الإخوان بالرئاسة رحبت وفاء عامر بدخولهم الفن ومجال الإنتاج ووصولهم إلى الحكم، لكن وفاء انقلبت عليهم سريعًا وشاركت في ثورة 30 يونيو، ومن ثم تأييد الرئيس السيسي، وكل هذا لا يتعارض مع ثورة يناير ومطالبها التي أيدتها وفاء.

لكن النجمة الكبيرة احتفلت بالأمس ببراءة مبارك، الذي هددها نظامه ولفق لها قضية الآداب التي اتهمت فيها، وكتبت على صفحتها الشخصية: "أي حد حيعلق على حكم قضائى وإهانة القضاة بلووووووووووووووك للأبد فالقاضى هو المسئول أمام الله تحيا مصرررررررررررر".



حسن يوسف "الثورة وحشة.. لا حلوة.. لا وحشة"

الفنان حسن يوسف كان من أوائل الفنانين الذين قالوا "نعم لمبارك" في الأيام الأولى للثورة، ورفض الاعتراف بها وبمطالبها، حيث أكد في اتصال تليفونى بالتليفزيون المصرى أنه وأولاده يرفضون الثورة ويقولون "نعم لمبارك"، ووصف شباب التحرير بأنهم "عيال ملعوب في مخهم وناكرون للجميل وعديمو الوفاء"، مؤكدًا أن الثورة مؤامرة خارجية، وظهر على قناة "المحور" يبكى ويؤيد مبارك واصفًا إياه بأنه "أنشط موظف في الدولة".

أيام قليلة ونجحت الثورة، وتبدلت معها تصريحات حسن يوسف، لم يعد يدافع عن مبارك، بل بدأ يطالب بالرحمة له بحكم سنه الكبير، فاعترف بأن الرئيس الأسبق أخطأ ولكنه رجل كبير في السن ومريض، وطالب الجميع بأن يرحموه قائلًا: "ارحم لكى ترحم"، وبدأت نبرة الفنان الكبير في الحديث عن الثورة تتغير، فلم تعد مؤامرة وإنما أصبحت ثورة حقيقية ذات أهداف نبيلة، وظل الفنان الكبير يدافع عنها وعن أهدافها فيما بعد.

ولكن مبارك حصل صباح أمس على البراءة، ومعها أعلن حسن يوسف عن سعادته بهذا الحكم، مؤكدًا على أنه يجب تهنئة مبارك وتوجيه خطاب شكر لوزير داخليته العظيم، حسب وصفه، حبيب العادلى، هكذا نسى الفنان الكبير دفاعه عن الثورة وشهدائها طوال الثلاث سنوات الماضية، وأصبح من الواجب توجيه خطاب شكر لحبيب العادلى، وزير الداخلية الذي قتل في عهده شباب الثورة.



فيفي عبده "مسكت العصاية من النص"

في أول تصريح لها بعد الثورة، أكدت الفنانة فيفى عبده أنها لا تفهم في السياسة، وأنها كانت في غيبوبة في المستشفى أثناء فترة الثورة، مؤكدة في تصريح لا يمسك عليها "كل ما أستطيع قوله إنه لا يصح إلا الصحيح، ويجب فعل كل ما هو في صالح البلد دون النظر إلى أي شيء آخر"، وهو كلام يفهم من مغزاه أنها تؤيد مطالب الثورة.

بالأمس فقط فهمت فيفى عبده السياسة جيدًا وحددت موقفها من مبارك، حيث كتبت على حسابها الشخصى على موقع إنستجرام قائلة: "أحيي القضاء المصري على نزاهته لرفع الظلم عن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك … وربنا يديله الصحة".



إلهام شاهين " تغير لون جلدها باسم الثورة ؟"

هل تعرف ذلك المشجع الذي يشجع الزمالك في سنوات فوزه ثم ينقلب لتشجيع الأهلي عندما يسيطر على البطولات في سنوات أخرى، هذا المشجع توجد منه نسخة سياسية، وهذه هي الحالة التي تنطبق على إلهام شاهين، التي رفضت ثورة يناير في بدايتها، فلا يخفى على أحد في مصر مهاجمتها وموقفها العدائى لثورة يناير، واعتبارها مبارك رمزًا لمصر، رافضة ثورة يناير تحت مسمى أنها دعوة للتخريب، وهو ما أكدته في مداخلة مع التليفزيون المصرى.

في مداخلة أخرى على قناة الحياة في برنامج "الحياة والناس" مع رولا خرسا، وبعد نجاح الثورة، أكدت إلهام شاهين أنها كانت مع الثورة وأنها سعيدة جدًا بها لأن الثورة حققت مكاسب لكل المصريين وليس لمجموعة فقط، منتقدة التفاوت الطبقى الذي تسبب فيه نظام مبارك، منتقدة وضعها هي وغيرها في القوائم السوداء، ومؤكدة في نفس الوقت أنها كانت خائفة على متظاهرى التحرير.

مثلها مثل الآخرين، بالأمس فقط ارتدوا عباءة أخرى، وأكدت في تصريحات صحفية أنها في قمة السعادة وأنها كانت على ثقة بأن الرئيس الأسبق سيحصل على البراءة، حيث أكدت أنها ستقدم التهنئة للرئيس تليفونيًا وستزوره قريبًا.
الجريدة الرسمية