رئيس التحرير
عصام كامل

بوتين يزور أنقرة لحضو اجتماع مجلس التعاون الروسي التركي

فيتو

يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيزور تركيا ليحضور هو ونظيره التركي رجب طيب أردوغان اجتماع مجلس التعاون الروسي التركي، وفيه يحضر أيضا وزراء حكومتي البلدين. لقاء بوتين مع أردوغان في الاجتماع سيبحث القضايا المشتركة، وربما قد لا يخلوا من مناقشة بعض القضايا العالقة بين البلدين.


روسيا وتركيا بلدان مهمان ومطلان على منطقتي البحر الأسود والشرق الأوسط، وتفقان في عدة قضايا مشتركة، لكنهما يتصادمان في بعض الأحيان في بعض الأهداف والقضايا السياسية.

ففي الأزمة السورية مثلا، يطالب الرئيس التركي تنحي بشار الأسد من الحكم، بينما يُعتبر الرئيس الروسي أكبر الداعمين الدوليين لبقاء الرئيس السوري. وفي الأزمة الأوكرانية انتقدت تركيا ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا.

وشبه جزيرة القرم قريبة جغرافيا وثقافيا من تركيا، كونها لا تبعد سوى ساعة طيران عن إسطنبول ويعيش الكثير من التتار فيها، أما في أزمة القوقاز فيدور الخلاف بين البلدين حول مرتفعات قره باغ في أذربيجان، إذ تقف تركيا بجانب الحكومة الأذربيجانية ضد الانفصاليين الأرمن في هذه المناطق. وتتهم تركيا روسيا بعدم الضغط بصورة كافية على أرمينينا لوقف دعهما للانفصاليين.

هذه المواضيع الخلافية بين البلدين لا يبدو أنها ستجد حلا خلال زيارة بوتين المرتقبة لأنقرة، كما يقول خبير الشئون الروسية البروفيسور التركي كأمر قاسم نائب رئيس مركز أبحاث (USAK) في أنقرة لـ DWمضيفا "مواقف البلدين لم تتغير تجاه القضايا السياسية".

وحتى في العلاقات التجارية المتبادلة بين البلدين هناك بعض الخلافات، لأن تركيا تستورد نحو 65 بالمائة من احتياجاتها من الغاز من روسيا.

وفي المقابل هناك انخفاض مستمر في جحم الصادرات التركية إلى روسيا، وكانت قيمتها قد وصلت إلى 5.1 مليار دولار في الأشهر التسعة الأولى من عام 2013، ولكنها انخفضت إلى 4.5 مليار دولار في نفس الفترة من هذا العام، وهذا الانخفاض في قيم الواردات والصادرات بين تركيا وروسيا ستزداد حدته، كما يبين الخبير كأمر قاسم.

ولكن ومع اجتماع شخصيتين مثيرتين للجدل، هما بوتين وأردوغان، فمن المتوقع أن يدور النقاش وبشكل علني حول بعض المواضيع الشائكة بين تركيا وروسيا، ورغم ذلك لا يعتقد الخبير التركي أن يحتدم النقاش بين الطرفين، ويضيف قاسم قائلا: "رغم كل المشكل، يحاول الطرفان أن يجدان صيغة مقبولة من الحوار".

المواضيع العالقة بين تركيا وروسيا كثيرة، لكن البلدان متفقان تماما على تنحية بعض النقاط الخلافية من أجل إدامة العمل المشترك، فالشركة الحكومية الروسية "روساتوم" تشيد في مدينة أكويو التركية المطلة على البحر الأبيض المتوسط أول مفاعل نووي تركي، والذي من المفترض أن ينتهي بنائه ويبدأ العمل به في العقد القادم، وهناك أيضا نحو 4.3 مليون سائح روسي يزورون تركيا كل عام ويشكلون جزءا مهما من إيرادات البلاد السياحية.

بالإضافة إلى ذلك، هناك فرصة لتركيا لتعويض نقص صادراتها لروسيا من خلال جباية الرسوم عن الواردات الروسية عبر تركيا، كما يقول الخبير أورغان غافرلي من مركز "الدراسات الإستراتيجية لتركيا الجديدة" في أنقرة.

ومن أجل إتباع ذلك تتخذ تركيا طريقا غير مألوف يوضح غافرلي في حواره مع DW، إذ لم تشارك في الحظر الاقتصادي المفروض على روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية. وتحدثت مصادر قريبة من الأوساط الحكومية عن أن تركيا لا تريد أن تشارك في الحظر، لأنها سوف لا تحصل على أية منافع منه، ويدور الحديث كذلك حول إلغاء الدولار كعملة التبادل التجاري بين البلدين واستبدالها بالروبل الروسي أو الليرة التركية.

روسيا من جانبها تتابع أيضا وبعناية تصريحات أردوغان، التي تهاجم بعضها الغرب، كما يقول الخبير غافرلي، والذي يضيف: روسيا تعرف أن تركيا كعضو في حلف الناتو ومرشحة لعضوية الاتحاد الأوربي تنتمي إلى الغرب، لكن روسيا تحاول وبكل قوة جذب تركيا لصالحها.

وضمن هذا الاتجاه يدور حاليا الحديث حول كسب تركيا لمنظمة "شنغهاي للتعاون"، والتي تضم الصين روسيا وكازاخستان وقرغيزيا وأوزباكستان وطاجيكستان، وطرح أردوغان سابقا فكرة الابتعاد عن الاتحاد الأوربي والانضمام لمنظمة "شنغهاي للتعاون" وبصورة علنية. وتركيا تحمل منذ عام 2012 صفة "الشراكة في الحوار" في المنظمة.

هذا المحتوى من موقع شبكة ارم الإخبارية اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل

الجريدة الرسمية