رئيس التحرير
عصام كامل

جرائم العفو الدولية !


تصر منظمة العفو الدولية، على أن إقامة مصر لمنطقة عازلة مع غزة، لا تمثل حلا للتشدد المتزايد في سيناء، وتفسر ما يجري الآن من حرب شرسة بين الجيش المصري والعصابات الإرهابية التي مكنتها الجماعة من التحصن في سيناء، بعد أن فتحت أمامها أبواب مصر التي كانت مغلقة في وجوههم.. مجرد مواجهة مع التشدد.


وتتجاهل المنظمة الحقوقية، مسئولية الدولة عن حماية أراضيها.. وضبط حدودها بما لا يسمح للغرباء بالتسلل إليها وارتكاب الجرائم في حق مواطنيها، وإذا لم تمارس الدولة حقها في حماية الحدود.. فلا معنى ولا ضرورة لوجودها.

تلك الحقيقة تدركها المنظمة في التعامل مع دول العالم.. إلا مصر للأسف الشديد، فلم نسمع أنها اعترضت من قبل على قيام دولة أخرى باتخاذ خطوات ضرورية لحماية أمنها القومي، لأنها أدرى بالوسائل التي تكفل لها الحماية وليست منظمة تدعي حماية حقوق الإنسان، وتتجاهل حقوق الإنسان المصري في الحياة الآمنة على أرضه من جحافل الإرهابيين القادمين من غزة عبر الأنفاق، وارتكاب جرائمهم البشعة من قتل المصريين وإشاعة الفوضى في مختلف المحافظات.

لا ترى المنظمة التي أصابها العمى، ما يجري على أرض سيناء من تعدد التنظيمات الإرهابية التي يحاول كل منها فرض قوانينه الخاصة على المواطنين المسالمين، ويكفرون كل من يخالفهم الرأي.. أو يقبل العمل في الدولة المدنية.. ويقطعون الرءوس.. ويصدرون أحكام الإعدام على كل من يتعامل مع أجهزة الدولة.. أو يعترض على ممارساتهم.

تغاضت الدولة المصرية طويلا عن الأنفاق من أجل تخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني في غزة، كما تغاضت عن تهريب السلع المدعمة بأموال المصريين، بعد أن أحكمت السلطات الإسرائيلية الحصار عليهم ومنع وصول السلع الضرورية إلى غزة.
ولكن سرعان ما ظهرت خطورة الأنفاق في الأيام الأولى لثورة يناير، إذ تحولت إلى معابر للإرهابيين الذين هاجموا السجون في توقيت واحد، ومكنوا عتاة المجرمين من الهرب.. والعودة إلى غزة بعد ساعات من هروبهم.. وأصدروا بيانات عبر وسائل الإعلام تؤكد أن الخطة كانت معدة من قبل.. ولم يخفَ على أحد أن جماعة الإخوان شاركت في تلك الخطة.. التي أسفرت عن هروب العديد من قياداتها.

ثم توالت عمليات الإرهابيين القادمين عبر الأنفاق من غزة، وقتل الجنود المصريين.. واحتلال مواقع على سيناء واتخاذها ملاجئ للإرهابيين القادمين إليها من أفغانستان.. وسوريا.. والعراق، وفي نفس الوقت مراكز لتدريب عناصرهم.. ودفعهم إلى مواجهات مع الجيش والشرطة المصرية ومحاولة اغتيال الوزراء والمسئولين المصريين الذين قاموا بتكفيرهم.. وزرع القنابل في عربات المترو.. والقائمة تطول.
وبعد كل تلك الجرائم التي راح ضحيتها عشرات المواطنين.. تطالبنا منظمة العفو بعدم غلق الأنفاق!
وكم من الجرائم ترتكب باسم حقوق الإنسان!
الجريدة الرسمية