الجذور
تذكرني قطر بمسلسل لعب دور البطولة فيه الفنان القدير يحيى الفخراني وهو «للعدالة وجوه كثيرة»!
عقدة المسلسل أن البطل ليس له جذور أو أصول فاخترعها بانتحال شخصية غير حقيقية تنتمي لإحدى العائلات الكبيرة ذات الأصول الضاربة في هذه القرية، ومن أجل أن يقنع أهل القرية ويقنع نفسه بهذه الأكذوبة أفاض في الإنفاق على مشروعات لا أول لها ولا آخر للنهوض بهذه القرية، وكما اتخذ جابر مأمون نصار من ماله الطريق الوحيد لإثبات وجاهته وأهميته اتخذت تلك الدويلة الصغيرة المسماة قطر من أموال شعبها السبيل الوحيد حتى تساوي نفسها بالدول ذات التاريخ الراسخ منذ آلاف السنين وأعني بها مصر.
وإذا كان المال قد يتمكن في بعض الأحوال والأزمات من شراء الذمم واختراق المؤسسات ومناطحة الدول ذات الجذور والحضارات حتى تصل إلى مكانة لا تستحقها فهل تستطيع أن تضرب عرض الحائط بكل الدول التي وصمتها بتمويل الإرهاب؟
انتقد الكاتب البريطاني أندرو غليجان، في مقال نشرته جريدة «ديلي تليجراف» تحت عنوان بريطانيا باعت نفسها لقطر، وأن بلاده توسعت في عقد الاتفاقيات الاقتصادية والدفاعية والأمنية مع الدوحة خلال الزيارة الأخيرة لتميم إلى لندن، وتساءل الكاتب أليست قطر هي التي تمول الإرهاب وتزعزع استقرار ١٥ دولة على الأقل من الجزائر حتى باكستان؟
وحتى أمريكا التي تدثرت قطر بحمايتها وأفسحت لها أراضيها ليقيموا فيها ما شاءوا من القواعد، أفصحت بعض مؤسساتها عن دور قطر في تقديم الدعم المالي إلى القاعدة وطالبان وجماعات إرهابية أخرى. وليس أدل على ذلك من تمويلها واحتضانها جماعة الإخوان الإرهابية وتوابعها الفارين من مصر في فنادقها.
في نهاية المسلسل نكتشف أن جابر مأمون نصار لا يمت بأي صلة لتلك القرية التي أنفق أمواله الطائلة في إقامة المشروعات بها ولا إلى العائلة التي انتحل اسمها وظهرت الحقيقة التي لم يستطع إخفاءها.
وبالمثل سيجيء اليوم الذي ينضب الغاز من أراضي قطر ويتوقف سيل الأموال التي "تبعزقها" يمينا ويسارا حتى تشتري لها موقعا ومكانة، وقتها ستجد نفسها في المكانة التي تستحقها.
