رئيس التحرير
عصام كامل

هزيمة "أردوغان وتميم" في جمعة "الوكسة الكبيرة"!


العام ينقضي والسيسي يزداد قوة كل يوم.. مشروع قناة السويس يسير بخطى ليست منتظمة وحسب وإنما متسارعة.. المؤتمر الاقتصادي الكبير في مارس سيكون نقطة فارقة في تاريخ مصر، إذ ستكون التنمية على طريقها الصحيح وهو رعب إسرائيل الأزلي منذ أن قال بن جوريون، قولته الشهيرة لمبعوث أمريكي نقل له أن عبد الناصر لا يضع إسرائيل على قمة أولوياته إنما تحتل التنمية الاقتصادية المرتبة الأولى قبلكم، فقال "وهذا أسوأ خبر سمعته في حياتي أن يكون في مصر وبجوار دولتنا الوليدة حاكم يتطلع للتنمية والتصنيع!".


ولأن التاريخ يعيد نفسه حتى لو بأدوات جديدة تستخدم فيها على السطح قطر وتركيا وتبقى إسرائيل واللوبي الصهيوني في أمريكا خلف الكواليس.. ولأن الحسابات تشابكت وتلخبطت بعد 30 يونيو.. ولأنه لا صوت يعلو الآن فوق صوت محاربة داعش.. وإسقاط سوريا.. ووقف التمدد الصيني الروسي.. ولأن الفرص الإخوانية في إعادة مرسي فشلت واحدة بعد أخرى.. ولأن دول الخليج حائرة بين التزامها التاريخي والأدبي والقومي مع مصر وبين مصالح وظروف اللحظة مع أمريكا.. ولأن مصر وحدها خارج السرب.. كان لابد إذن من تغيير الخطط والتكتيك.. ومنح مصر إغراءً في حافة سنارة بالصلح مع قطر وعلاقات جيدة مع أمريكا ووقف دعم الإرهاب بمقابل غالٍ وثقيل على مصر.. وفي طريق تحقيق ذلك يحصل الإخوان على فرصتهم شبه الأخيرة، ولأنها شبه الأخيرة يوزع الإخوان الأدوار.. ويدفعون بالجبهة السلفية لإعلان وتحديد يوم التظاهر.. وهم من خلفهم وليس العكس حتى تتبقى الفرصة الأخيرة لهم ولحفظ ماء الوجه أو بعضا منه إن فشلت الدعوة..

ولسان حال قطر يقول "يا ليت الإخوان يفعلوها ونرتاح من عبء الصلح مع السيسي، فقد أعاد المنح عندما طلبناها ولدينا قنوات تهاجمه وليس العكس، ونمول قنوات ومواقع وصحف خارج قطر تهاجمه وليس العكس، وشروط الصلح معه مذلة".

ولذلك.. دعا وجدي غنيم وبقوة لليوم المشهود.. ودعا له الشيخ سلامة عبد القوي وقال علنا "انتهى عصر السلمية".. ودعا له عاصم عبد الماجد والمغير والزمر وغيرهم وغيرهم، ودعت له قنوات الإخوان وتوعدت فيه بيت المقدس وباركته داعش وتمنته حماس، وخططت له في السر والعلن الجبهة السلفية.. ولذلك كانت الدعوة جادة.. ولأن الوهم عند الإخوان سيد الموقف.. ولأنهم موهومون فعلا وليس تهريجا بـ "ترنح الانقلاب" و"تآكل شعبية السيسي".. إلى آخر الأوهام العظمى.. كان الأمل عندهم حقيقيا في تحرك الناس..أو في تمرد معسكرات هنا أو هناك..

ولكن.. كان الفشل عنوانا لكل شيء.. وخسرت قطر معركة التهدئة، وخسرت تركيا معركة الفرصة شبه الأخيرة وخسرت أمريكا جولة جديدة.. وكسبت مصر خطوة إلى الأمام.. ولم يعكر صفو الأمر كله إلا شهداء أبطال أبرياء.. تعيش أسرهم ويعيش أبناؤهم الآن تعاسة وأحزان لا حدود لها ليدفعوا وحدهم - وحدهم - ثمن أفراح مصر كلها..

رحمهم الله جميعا، ولأهلهم منا كل التبجيل والتقدير والاعتزاز والاحترام.. وتحيا مصر!
الجريدة الرسمية