28 نوفمبر..وأدلة الفشل المؤكد!
لأول مرة تحدد جماعة بعينها من الجماعات موعد تحركها مسبقا لإسقاط النظام وتعلن أن تحركها عنيفا ومسلحا والأدهي والأهم: أن تحركها كما هو مؤكد لا يتمتع بتأييد شعبي ولا نصف شعبي ولا ربع شعبي!
وفي العلوم السياسية وفي علم الاجتماع السياسي تحديدا يعلمون الطلبة أن أي ثورة شعبية على النظام يجب أن يتوفر لها عاملان أساسيان..الأول بناء تنظيمي قوي ومتماسك..والثاني ظرف موضوعي مؤهل لاستيعاب غضب الغاضبين وتحويله إلى فعل إيجابي منظم يسمح بإسقاط أي نظام والتغلب عليه..
والظرف الأول غير موجود..فتنظيم الإخوان واتباعه لم يستطع حماية نظام حكم كان في السلطة فكيف يستطيع الآن إسقاط نظام آخر يدعمه الشعب والجيش والشرطة ؟ كيف سيفعلون ذلك وقادة الجماعة في السجن والتنظيم تم ضربه في مقتل وكوادر الجناح العسكري محاصرون والتمويل تم تجفيف أغلبه؟
أما عن العامل الموضوعي..فالناس تشكو ولكنها لا تئن..يعانون وينتظرون الأمل مع السيسي..لم تتحسن ظروفهم كثيرا لكنهم يدركون أن للسيسي في السلطة أربعة أشهر دشن فيها مشاريع كبري واستعاد جزءا كبيرا من دور مصر الإقليمي والعالمي كان قد تآكل السنوات الثلاثين السابقة..ويدركون أن مشاكل كثيرة لا شأن للرجل بها ولا يمكن تحميلها عليه ولا يمكنه حلها في أسابيع.
قليلة!
تحرك الغد باختصار يفتقد علميا لشروط النجاح..بل يقف الشعب ليس خلف جيشه وشرطته فحسب بل نري قطاعات كبيرة منه متطرفة ضد الإخوان وجبهتهم السلفية أكثر من الجيش والشرطة..ففي حين تدرك الأجهزة أن جريان بحور من الدماء هدف إخواني في ذاته ويبحثون طرق تجنبه نجد قطاعات شعبية تطالب باستخدام أقسي وأقصى درجات الحسم العنيف مع هؤلاء..وهي مؤشرات الفشل الذريع !!
ولذلك..ورغم ذلك..فالحذر واجب..ومطلوب.. ليس خوفا من سقوط أو من تساقط إنما حرصا على حصار الخسائر في حدها الأدنى من دماء وممتلكات أبناء الشعب خصوصا حراسه من أبناء الجيش والشرطة..
غدا يوم حاسم..ليس في مصير مصر فهو أمن ومعروف..إنما في استمرار مسح جماعة إرهابية من ذاكرة هذا الوطن وقدر هذا الجيل وهذا النظام أن يصحح أخطاء ثمانين عاما كاملة مرت فيها مصر بالحسم تارة..وبالدلع والتهريج مع الإرهاب مرات ومرات !