فكرى أباظة يصرخ: أين الأحزاب أمام ما يحدث؟

تعددت المشاكل والقضايا في مصر سواء محليًا أو عالميًا عام 1948، ولم يتحرك العاملون بالسياسة أو الأحزاب من قتل للنقراشى، رئيس الوزراء وحرب فلسطين والأسلحة الفاسدة والتدخل الإنجليزى السافر في شئون البلاد وغيرها.

فكتب فكرى أباظة في مجلة المصور 1948، يصرخ تحت عنوان أين الأحزاب؟، ويقول:

من أدهش المظاهر الحزبية وأعجبها في هذا البلد أنه بالرغم من فداحة أحداث هذه الأيام وحوادثها فإن حزبًا واحدًا من الأحزاب الخمسة أو الستة التي خارج الحكم لم يفكر في عقد اجتماع أو إصدار قرارات أو بيانات، بل على العكس أصاب الجمود الأحزاب جميعها وكأنها غير موجودة، أو كأنها لا تشعر ولا تدرى بما حدث وما يحدث من أحداث جسام، هذه مشكلة الاغتيالات في البلاد (إطلاق النار في عز الضهر)، وهذه مشكلة فلسطين وحربها، ومسألة السودان، وهذه مأساة نصف مليون من العرب المهاجرين المطاردين وأوجاعها وآمالها.

كل هذه المسائل في غاية الخطورة والأهمية ولكنها لم تحرك من الأحزاب المصرية لسانًا ولا قلمًا ولا ضميرًا... أليس هذا مدهشًا وعجيبًا، والله إنها لمحنة.