رئيس التحرير
عصام كامل

كواليس اجتماع "الأعلى للشئون الإسلامية" للتصدي لتظاهرات 28 نوفمبر

المجلس الأعلى للشئون
المجلس الأعلى للشئون الإسلامية


حصلت "فيتو" على تفاصيل اجتماع لجنة قضايا الفقه المعاصرة بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، للتصدى لمظاهرات الجبهة السلفية يوم 28 من الشهر الجارى.


وقالت اللجنة: "بمناسبة ما يثار من عزم أتباع بعض التيارات التي تتبنى فكر الخوارج، والذين يمكن تسميتهم "خوارج العصر على الإسلام والمسلمين"، للخروج يوم الثامن والعشرين من نوفمبر حاملين المصاحف، وما سيؤدى إليه ذلك الأمر من فتنة كبرى على أرض مصر الكنانة، حصن الإسلام والمسلمين، وحافظة علوم الدين وموطن الأزهر الشريف، مما لو قدر لها تحقيق أهدافها الخبيثة، فإنها سوف تأتى على الأخضر واليابس وتهلك الحرث والنسل وتمزق شمل الوطن إلى شيع وأحزاب وفئات يقتل بعضها بعضًا كما يحدث في بعض الدول المجاورة، وهو ما يشير إلى أن تلك المؤامرة لا تكف عن توسيع نطاقها بما يحقق مآرب أعداء الأمة الذين يستغلون هذه الفوضى لتحقيق مآربهم السياسية والاقتصادية ونهب ثروات البلاد الإسلامية، مستغلين هؤلاء الخوارج لتحقيق تلك المآرب الدينية. فإن هذه المؤامرات التي تنادى بحمل المصاحف تعلم أنها سوف تعرض المصحف الشريف للامتهان والوقوع على الأرض بسبب التدافع والتزاحم الذي لابد أن يحدث عند خروجهم".

وأضاف: "وقد يقع المصحف تحت أقدام المتدافعين، وهنا تجرح المشاعر الدينية ويلقى الاتهام بإهانة المصحف، ويكفر من فعله من قبل هؤلاء المتظاهرين على من يدفعون فسادهم ويفضون مظاهراتهم، ويعيدونهم إلى رشدهم، وهذا سيؤدى إلى إراقة الدماء البريئة ظلما وعدوانا بسبب تلك الفتنة التي وصفها الله في كتابه الكريم بأنها أكبر من القتل وأشد منه، حين قال: "والْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ۚ " سورة البقرة: 191 ".

وذكر: "تود لجنة القضايا الفقهية المعاصرة بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية أن تبين للناس أن التترّس بالمصحف الشريف لتحقيق مآرب سياسية أو دنيوية أو للوصول إلى كرسى الحكم قفزا على إرادة الأمة وفرض الإرهاب عليها، لا يحول دون مقاومة هؤلاء الخوارج ودفع شرهم عن امتهان المصحف وتمزيق شمل الأمة، وأن ذلك يعد من أقبح أنواع الإفساد في الأرض التي نهى الله – سبحانه وتعالى – عنها بقوله تعالى: "وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَة اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِين" سورة الأعراف: 56، وقوله تعالى: "مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ *إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ" سورة المائدة 33:32، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لزوال الدنيا أهون على الله عز وجل من سفك دم مسلم بغير حق). وروي بلفظ (لهدم الكعبة حجرًا حجرا أهون من قتل مسلم).

وتابعت: "يتعارض مع أمر الله - سبحانه وتعالى - الداعى إلى وحدة صف الأمة والاعتصام بحبله المتين في قوله تعالى: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَة اللَّهِ عَلَيْكُمْ" سورة آل عمران: 103، وقوله تعالى: "إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُون" سورة الأنبياء: 92".

وأهابت اللجنة جميع فئات الشعب المصرى باليقظة التامة بمخاطر تلك الفتنة، وعدم المشاركة فيها بأى شكل من أشكال الاشتراك.
الجريدة الرسمية