رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف الأجنبية: أعظم إرث لـ"هاجل" حفاظ العلاقات مع "السيسي".. "احتجاجات فريجسون" قوضت مصداقية أمريكا في "حقوق الإنسان".. "داعش" أجبر واشنطن ولندن على دفع ثمن أكبر من "الفدية"

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

تنوعت اهتمامات الصحف الأجنبية اليوم الأربعاء، بالعديد من القضايا الدولية التي كان من بينها أعظم إرث لـ"هاجل" حفاظ العلاقات مع "السيسي".


قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، إنه بعد إعلان تشاك هاجل، وزير الدفاع الأمريكي، التخلي عن منصبه وتقديم استقالته قد تتبخر العلاقات مع الحكومة المصرية التي تعد أعظم إرث للسياسة الخارجية الأمريكية.

وأوضحت المجلة أن هاجل استطاع مد العلاقات مع مصر ولم يقطع الخيوط في فترة التوترات بين واشنطن والقاهرة بعد أحداث يوليو العام الماضي، وظل هاجل على تواصل مع الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي كان في هذا الوقت وزيرا للدفاع وتضررت العلاقات الثنائية بين البلدين.

وأضافت أن الفضل كله يرجع إلى هاجل في عدم تصدع العلاقات مع الولايات المتحدة وحفظ على بقائها وحث السيسي باستمرار على تشكيل حكومة أكثر شمولا وأقل عنفًا.

ولفتت المجلة إلى تنظيم الإسلاميين تظاهرات الجمعة القادم في مصر يعد أكبر تحد للسيسي منذ توليه منصبه كرئيس للبلاد.

ونوهت المجلة عن الروابط العسكرية الطويلة بين مصر والولايات المتحدة المدعومة بأكثر من 40 مليار دولار منذ عام 1948، وقيام تدريبات عسكرية سنوية ومنح مصر سنويًا 1.3 مليار دولار مساعدات عسكرية.

قالت صحيفة "الجارديان" إن مشاهد الاضطرابات في ولاية "ميسوري" قوضت مصدقية الولايات المتحدة في انتقاد الدول الأخرى في مجال حقوق الإنسان، وكان رد فعل روسيا والصين والدول الاستبدادية الأخرى في جميع أنحاء العالم على الاحتجاجات العنيفة في فيرجسون في موقف الغبطة والشماتة.

احتجاجات فيرجسون
وأشارت الصحيفة إلى رد فعل العالم من القاهرة لموسكو على احتجاجات فيرجسون، وعمل بعض وسائل الإعلام الحكومية الدولية على التغطية الإعلامية للفوضى التي تعم الولايات المتحدة جراء الاحتجاجات، واستخدام الشرطة الأمريكية الغاز المسيل للدموع، وإطلاق قذائف غير مميتة، ومن بين هذه الوسائل قناة الأخبار المدعومة من الكرملين روسيا اليوم، والتي تركز غالبًا على أوجه القصور في المجتمع الغربي.

بث الاحتجاجات
ولفتت الصحيفة إلى بث روسيا اليوم على الهواء مباشرة احتجاجات فيرجسون ونشر مسرح الأحداث من التوترات تحت عنوان "حريق فيرجسون" إحراق سيارات وغاز مسيل للدموع واستباكات في أعمال شغب ضخمة، ونقلت أيضًا عن رئيس مكتب حقوق الإنسان في الأمم المتحدة زين بن رعد الحسين قوله: "شجب في سجل أمريكا، توترات في العلاقات العرقية ووضع الأمريكيين من أصل أفريقي في السجن بأعداد كبيرة".

وأضافت الصحيفة: إن المعلقين الروس قالوا إن الاضطرابات في فيرجسون نوع من الثأر الكوني لتدخل الولايات المتحدة في أوكرانيا التي حاليًا هي مسرح للحرب في شرق البلاد، واتهم أمين حقوق الإنسان الروسي كونستانتين دولجوف الإدارة الأمريكية بالنفاق والفشل.

جهود الولايات المتحدة
ونوهت الصحيفة إلى أن وزارة الخارجية الصينية اعتبرت في البداية احتجاجات فيرجسون شأنًا داخليًا للولايات المتحدة، ثم لمحت إلى مجهود المتواضع للولايات المتحدة، مضيفة: "لا يوجد شيء يتسم بالكمال عندما يتعلق الأمر بحقوق الإنسان بغض النظر عما يوجد في كل بلد، كما أن الصين حسنت مجال حقوق الإنسان، وعززت قضية حقوق الإنسان ويمكن أن نتعلم من بعضنا البعض في هذا المجال".

اعتداءات الشرطة
ولفتت الصحيفة إلى أن مستخدمي وسائل الإعلام الاجتماعية في مصر قالوا "اعتداءات الشرطة في فيرجسون تبدو مثل اعتداءات الشرطة في القاهرة"، وقال باحث سابق في "هيومان رايتس ووتش" في القاهرة، يدعى سكوت لونج: "عالمنا مندمج بنظام عسكري واحد".

وأصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا شائك، تحث فيه المسئولين الأمريكيين إلى ممارسة ضبط النفس في تعاملها مع المتظاهرين وكانت من قبل انتقدت الولايات المتحدة تجاوزات الشرطة المصرية مع المتظاهرين، وقتل نحو ألفي متظاهر منذ عام 2011.

5 نصائح
وأضافت الصحيفة أن الشرطة المصرية وجهت 5 نصائح لنظيرتها الأمريكية، حيث قال المتحدث باسم الشرطة هاني عبداللطيف: "من الضرورى فتح حوار مع المحتجين وعدم استخدام القوة المفرطة مع المحتجين، ومحاكمة رجال الشرطة المخطئين محاكمة عادلة وسريعة".

كما أعرب المواطنون في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، عن تضامنهم مع فريجسون، وعدم رضاهم على تعامل الشرطة مع المحتجين وعلى وجه الخصوص الفلسطينيون.

قالت صحيفة الجارديان البريطانية: إن رفض الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، دفع الفدية لخاطفي مواطنيهم، لتنظيم "داعش" أجبرهم على دفع ثمن أكبر من الفدية وجرهما في حرب ضد التنظيم الإرهابي.

وأوضحت الصحيفة، أن الولايات المتحدة والمملكة البريطانية يرفضان دفع الفدية؛ لأنهما يرفضان التفاوض مع إرهابيين، وأن ودفع الأموال سيسهم في ازدياد موارد الإرهابيين ويمول التنظيم الإرهابي وسيساعدهم على خطف المزيد من الرهائن.

وأشارت إلى سياسة بعض الدول التي تقبل بدفع الفدية وبعض الدول الأخرى التي ترفض مثل أمريكا وبريطانيا، ومن بين الدول التي قبلت دفع فدية "فرنسا" لإنقاذ مواطنيها، وكانت وجهة نظر فرنسا بذلك أنها ملتزمة بحماية مواطنيها.

ورأت الصحيفة أن الولايات المتحدة وبريطانيا لديهما تناقض في سياساتهما وبعض النفاق القوى تجاه سياسة التعامل مع خاطفي مواطنيهما، ودللت على ذلك بقبول واشنطن إطلاق 5 معتقلين من معتقل جوانتانامو ينتمون لحركة طالبان، وفي المقابل أفرج عن جندي أمريكي كان محتجزا لدى طالبان الأفغانية منذ خمس سنوات، بينما بريطانيا كلفت الروسي بوريس بيروسوقيسكي بدفع فدية 105 ملايين دولار أمريكي مقابل الإفراج عن عاملي إغاثة بريطانيين اختطفا في الشيشان.

وأضافت الصحيفة، أن تنظيم داعش يعرف جيدًا سياسة واشنطن ولندن، وعلى دارية كبيرة برد فعلهما، ولكنه أراد رؤية رد فعلهما وكشفها للعالم.
الجريدة الرسمية