رئيس التحرير
عصام كامل

3 وجوه فارقت الحياة فأشعلت فتيل الثورات.."خالد سعيد" قتله قانون الطوارئ في مصر.."محمد البوعزيزي" أضرم النيران في جسده فامتدت لقلوب التونسيين.."مايكل براون" شهيد علبة السجائر يشعل ثورة غضب في أمريكا

فيتو


آلاف الأشخاص يفارقون الحياة، كل يوم، من بينهم من يتوفى بطريقة طبيعية، لا غبار عليها، ومنهم من يقتل غدرًا، وأخرون يقررون أن ينهوا حياتهم بأيديهم.

ووسط هذه الأعداد، هناك من يؤثر فراقهم في الجميع، وتعتبر طريقة موتهم الفتيلة التي تشعل الثورات الغاضبة والناقمة على الأوضاع الفاسدة.


خالد سعيد


يعتبر معظم المصريين قضية مقتل خالد سعيد، الشرارة التي ساهمت في قيام ثورة يناير2011، وذلك بعد الشهرة التي حصل عليها بعد تدشين صفحة على "فيس بوك" لتأكيد التضامن معه، والتي تجاوزت 40 ألف عضو خلال ساعة واحدة من نشر خبر وفاته وأسبابها، وعبر "موقع فيس بوك" حينها على حالة الاحتجاج على قتل الشاب خالد محمد سعيد الذي توفي بعد سحله على يد مخبرين بقسم سيدي جابر بالإسكندرية.

وأثار مقتل خالد سعيد موجة غضب شعبية في مصر، وردود أفعال منظمات حقوقية عالمية، تلتها سلسلة احتجاجات سلمية في الشارع في الإسكندرانى والقاهرى نظّمها نشطاء حقوق الإنسان الذين اتهموا الشرطة المصرية باستمرار ممارستها التعذيب في ظل حالة الطوارئ، وبناءً على ذلك لقب خالد سعيد بـ"شهيد قانون الطوارئ".

محمد البوعزيزي


وأشعل محمد البوعزيزي، فتيل الثورة التونسية، وهو شاب تونسي قام بإضرام النيران في جسده أمام مقر ولاية سيدي بوزيد احتجاجًا على مصادرة السلطات البلدية في مدينة سيدي بو زيد لعربة كان يبيع عليها الخضار والفواكه لكسب رزقه، وللتنديد برفض سلطات المحافظة قبول شكوى أراد تقديمها في حق الشرطية فادية حمدي التي صفعته أمام الملأ.

وكان ذلك بداية لانتفاضة شعبية وثورة دامت قرابة الشهر أطاحت بالرئيس زين العابدين بن على؛ ففي اليوم التالي قامت مواجهات بين مئات من الشبان في منطقة سيدي بوزيد وقوات الأمن، وتم تنظيم مظاهرة للتضامن مع محمد البوعزيزي والاحتجاج على ارتفاع نسبة البطالة، والتهميش والإقصاء في هذه الولاية الداخلية، وسرعان ما تطورت الأحداث إلى اشتباكات عنيفة وانتفاضة شعبية شملت معظم مناطق تونس احتجاجًا على ما اعتبروه أوضاع البطالة، وعدم وجود العدالة الاجتماعية وتفاقم الفساد داخل النظام الحاكم.


مايكل براون


و مايكل براون هو شاب أمريكي من أصول أفريقية، وتوفي بعد إطلاق النار عليه 6 مرات على الأقل من قِبل ضابط شرطة يسمى " دارن ويلسون" وهو أبيض البشرة.

وعلي الرغم من أن دائرة الشرطة في فيرجسن، أفادت بأن مايكل براون سرق "علبة سجائر" قيمتها 49$ من متجر قبل أن يطلق عنصر الشرطة النار عليه ويقتله، و قررت هيئة محلفين عليا بولاية ميزوري الأمريكية عدم توجيه اتهام لضابط شرطة أبيض في حادث مصرع فتى أسود أعزل قبل أكثر من ثلاثة شهور.

وترتب على ذلك، اندلاع مظاهرات تخللتها أعمال عنف ونهب منشآت وإحراق سيارة شرطة، فقد تدفقت حشود المتظاهرين الغاضبين إلى شوارع فيرجسون بعد دقائق من الإعلان عن قرار هيئة المحلفين، مما أدى إلى قيام إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية بفرض قيود مؤقتة على رحلات الطيران إلى فيرجسون بسبب المظاهرات العنيفة التي أعقبت قرار المحلفين.
الجريدة الرسمية