رئيس التحرير
عصام كامل

"أسمهان".. بين الجاسوسية والإبداع

الفنانة اسمهان
الفنانة اسمهان

"آمال الاطرش" مطربة سورية اشتهرت في ثلاثينات القرن الماضي بالغناء والتمثيل، ونافست أم كلثوم، إلى أن جاء خبر مقتلها، حيث أرجع البعض سبب ذلك أنها جاسوسة لجهاز الاستخبارات البريطانى، وتوفيت وعمرها "31 عامًا"، بعد غرقها في مدينة رأس البر وسط أقاويل كثيرة أن للجريمة أطرافا متعددة.


وترجع قصة مقتلها إلى مايو 1941، عندما تم أول لقاء بينها مع أحد السياسيين البريطانيين العاملين في منطقة الشرق الأوسط جرى خلاله الاتفاق على أن تساعد أسمهان بريطانيا والحلفاء في تحرير سوريا وفلسطين ولبنان من قوات فيشي الفرنسية وقوات ألمانيا النازية، وذلك عن طريق إقناع زعماء جبل الدروز بعدم التعرض لزحف الجيوش البريطانية والفرنسية.

وقامت أسمهان بمهمتها خير قيام، بعد أن أعادها البريطانيون إلى زوجها الأسبق الأمير حسن، فرجعت أميرة الجبل من جديد، وهي تتمتع بمال وفير أغدقه عليها الإنجليز، وبهذا المال استطاعت أن تحيا مرة أخرى حياة الترف والبذخ وتثبت مكانتها كسيدة لها شأنها في المجتمع.

أما القصة الثانية، بدأت عندما قررت أسمهان أن تخصص يوم الإثنين من كل أسبوع لتوزيع الطحين على الفقراء مجانا وفي منزلها، إلا أن وضعها لم يستقر، فساء الحال مع زوجها الأمير حسن في سوريا من جديد، كما أن الإنجليز تخلوا عنها وقطعوا عنها المال لتأكدهم من أنها بدأت تعمل لمصلحة فرنسا، حيث قيل إنها بدأت ترفض طلباتهم حيث وجدت نفسها ستدخل سلسلة لا تنتهي من المهام.

وقد اعترف الجنرال "إدوارد سبيرز" ممثل بريطانيا في لبنان حينئذ بأنه يتعامل معها لقاء أموال وفيرة تأخذها نظير ما قدمته إلى الاستخبارات البريطانية، وقال عنها إنها كانت كثيرة الكلام ومدمنة على الشرب وإنه قطع كل علاقة معها، كما قال عنها صديقها الصحفي محمد التابعي إنها كانت لا تترك الكأس من يدها وكانت تقول له إنها لا تحب أن ترى الكأس فارغة.

عادت أسمهان للعمل في الغناء والسينما بمصر، بعد كل هذه الأقاويل التي تثبت طورتها في أعمال جاسوسية، وبدأت تصوير فيلمها الجديد غرام وانتقام، واستأذنت من منتج الفيلم الفنان يوسف وهبي بالسفر إلى رأس البر لتمضية فترة من الراحة هناك فوافق، وذهبت إلى رأس البر صباح الجمعة 14 يوليو 1944 برفقة صديقتها ومديرة أعمالها ماري قلادة.

وفي الطريق فقد السائق السيطرة على السيارة فانحرفت وسقطت في ترعة الساحل الموجودة حاليا في مدينة طلخا، حيث لقيت مع صديقتها حتفهما أما السائق فلم يصب بأذى وبعد الحادثة اختفى، وبعد اختفائه ظل السؤال عمن يقف وراء موتها دون جواب، لكن ظلت أصابع الاتهام موجهة نحو المخابرات البريطانية وإلى زوجها الأول حسن الأطرش وإلى أم كلثوم وشقيقها فؤاد الأطرش وآخرين.
الجريدة الرسمية