"حازمون"
كانت السماء رفيقة بشعب مصر،عندما لعبت الأقدار لعبتها،وأطاحت بمن يسمى الشيخ "حازم أبو إسماعيل"،من ماراثون الانتخابات الرئاسية،أيا كانت أسباب استبعاده،سواء صادقة أو ملفقة،ولولا ذلك لكان حال مصر،أشد سوءا،مما هى عليه الآن،فى ظل حكم مرسى وإخوانه.
ولو أن غضب الله كان شديدا على مصر ،لابتليت بهذا الرجل،رئيسا،ولو حدث هذا لأصبحت مصر تعيش فى ظلال الجاهلية الأولى.
يتوهم "حازم"،و"حازموه"،أنهم على هدى مبين،وصراط مستقيم،وأن من سواهم،فى ضلالهم يعمهون،فيعيثون فى الأرض فسادا،وينشرون فى ربوع مصر خرابا،بحسبون أنهم يحسنون صنعا،ولكنهم ساء ما يفعلون.
ولو صار الإسلام،الذي يتمسح به "حازم" و"حازموه"،رجلا،لأسمعهم ما لا يرضيهم،ولأعلن براءته منهم،إلى الأبد،ولسجل ذلك فى الشهر العقارى.
لم يعد أداء الإخوان المسلمين السياسى،هو الأسوأ فى الشارع،بل تغلب عليهم أداء تلك الفئة الباغية،التى تروع الآمنين،وتنال من استقرار بلد أنهكه،أطماع الطامعين،وفى الصدارة منهم هذا الرجل والذين معه.
ولو صار الإسلام رجلا،لتنصل من "حازم" و"حازميه"،ولعقد مؤتمرا صحفيا عالميا،اعلن فيه براءته،من المفسدين فى الأرض،المروعين للآمنين،الذين يخلطون عملا صالحا،وأعمالا أخرى باطلة.
ولم يكن الإسلام،الذى صار جسدا حيا يتكلم،ليكتفى بذلك،بل لأعد بيانا مطولا،اكد فيه للعالم أجمع،أنه ليس دينا للفوضى،وأن دعوته لا علاقة لها بالفوضى،وبالميلشيات المسلحة،ولا باتهامات الناس بالباطل،وأنه جاء رحمة للعالمين،وليس لعنة عليهم.
بيان الإسلام لم يكن ليتجاهل أيضا التأكيد،على أنه ليس دينا للغباء والغش والتدليس،وأنه ليس أداة للتجارة والتكسب الرخيص،كما لن يفوته التأكيد على تذكير ،من خالط قلوبهم الشك من دين الله الخاتم،بأنه كان وسيظل دين خير وحب وسلام،ليس للعنف موضع فى قاموسه.
باعتقادى..لو صار الإسلام رجلا لرجم حازم والذين معه،ومن يقرونه على فعله،من نظام سياسى غشيم!