الذئاب لا تأكل من الغنم إلا الشاردة
في يوم 25 يناير 2011 أي منذ 4 سنوات تقريبًا اتصلت بى إحدى القنوات الفضائية الأجنبية على الهواء للاستعلام عما يحدث في الشارع، وكان ذلك في الساعة العاشرة صباحًا، وذكرت للمشاهدين أن هناك احتجاجات بالفعل في ميدان التحرير فقط، وناشدت الحكومة في حينها تلبية مطالب المتظاهرين التي كانت مطالبهم في البداية تتمثل فقط في رحيل الحكومة وكان الحديث –ولدى التسجيل- أن الشرطة المصرية لن تتجاوز لأنها اتعظت من أحداث تونس ولن تكرر ما حدث هناك وأنه يجب التعامل بعقلانية طالما الأمر تطور إلى الخروج إلى الشوارع بتغيير الحكومة فقط وإعادة انتخابات مجلس الشعب وهو في الواقع إبان تلك الأحداث كان هو مصدر الاحتقان وأن المعارضة لابد أن يحتويها مجلس الشعب حتى تجد مجالا للحديث والعبرة في النهاية بصالح مصر، وذكرت أن التظاهرات حينها غير منظمة وهى تدعو إلى العشوائية.
رفضت كلمة ناشط سياسي حيث بدأ هذا المسمى في الظهور، حيث وجدت اسمي على أحد المواقع الإلكترونية تحت عبارة "نشطاء 25 يناير" وأبلغتهم أننى لست ناشطًا ولا أقبل هذا المسمى الأجوف اسمًا وفعلًا، ثم اتصلوا بى مرة أخرى بعدها بيومين وطلبوا منى حديثًا بالإنجليزية عن الأحداث على أننى من النشطاء ولكنى رفضت أيضًا خوفًا على بلادى من شرور الفتن.
ومرت شهور واتصلت بى القناة نفسها يوم ما سماه المتظاهرون "يوم حرائر مصر" للحديث عن الوضع حينما تم اتهام أحد الجنود أنه قام بتعرية إحدى البنات في الشارع وحينها كان ردى "أن الجيش هو العمود الفقرى للدولة ولن أتكلم عن الجيش لأنه الوحيد الذي يسيطر الآن بكل أمانة وضمير عن البلاد وأنه لا يوجد مصرى مخلص مهما كانت انتماءاته سيذكر جيش بلاده بسوء لأنه آخر ما تبقى من مقدرات الدولة التي تأوينا، وأن المجندين في النهاية هم أبناؤنا وإخواننا وسيخرجون إلى المدنية بعد خدمتهم العسكرية وأن هذا الجيش ليس مستوردًا من الخارج أو مرتزقة وإنما هم أبناء مصر في النهاية وهم في الشوارع منذ الأحداث فلا ينامون ولا يجدون إلا المرار".
يقول الله تعالى:
"وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا" سورة النساء آية 9
فلنفيق إلى كل ما يحاك بنا من الخارج تحت مسميات عدة لا تسمن ولا تغنى من جوع واتحدوا ولا تفرقوا، فالذئاب لا تأكل من الأغنام إلا الشاردة واجتمعوا على اسم واحد.. اسم مصر.
