رئيس التحرير
عصام كامل

شيوخ الجرة


أنا مسلم، لا أقدس غير الله عز وجل، وأؤمن بمساواة العباد ومن يملي علي بأنه ظل الله على الأرض، ألعنه، لأنه يُحرف الكلم عن مواضعه، ويصنع كهنوت في الإسلام، ما أنزل الله به من سلطان!! ولقد هبط علينا الكثير ممن صدرتهم لنا شاشات التلفاز مؤخراً، على أساس أنهم شيوخاً، ولكني آراهم "خوارج هذا الزمان". إنهم لا يمتون للخطاب الإسلامي المعتدل السمح  بصلة تُذكر!! فهم يرهبون العباد باسم الدين، ومن الواضح أن السجون ملأتهم بثقافة أخرى غير تلك التي في كتاب الله!!

إن برامجهم مليئة بالسب والقذف والتسفيه، على غير ما أنزل الله به من آيات. لا يتمتعون بالحكمة ولا الموعظة الحسنة، ويعتبرون كل من يُناقش أمور الدين، بغير طريقتهم، فاجر وكافر!! هؤلاء، ولأنهم كانوا يحيون حياة العزلة، أصبحوا يملون علينا ثقافة "الزنزانة"!! الشيخ منهم وكما يقول المثل المصري، "كان في جرة وطلع لبرة" .. ولكن من الواضح أنهم في واقع الأمر لا يزالوا في تلك "الجرة"، بما يحملون من ثقافة ذهنية وإستحداث نعمة!!

إن من يستمع لهؤلاء، هم من أمثالهم، ممن كانوا مهمشين، لا يسمع لهم أحد، فاذا بهم يجدون من يعبر عن أحقادهم وغلهم، ويستحل ما يفعلون، بأسم الدين!! وكأن هؤلاء الشيوخ جاءوا بالفعل لتحريف الإسلام، ولصنع دين جديد، يقطع ألسن من يتجرأ عليهم كما قال أحدهم مؤخراً. أي أنهم وكما نقول في مصر: "بياخدونا بالصوت"!!

أي أنهم يشرعون للبلطجة ديناً جديداً. فهم لا يتكلمون حديثاً دينياً موجهاً للجميع، ولكن للبعض فقط، وبذا يقسمون المجتمع كله، إلى أكثر من شق، يرى غير المسلمين كفاراً والمسلمين ممن لا يتبعهم، مرتدين، ومن يصفق لهم ويكبر، مسلماً، ولا يهم في ذلك أي شئ له علاقة بالدين من الأساس!! إن ترديدهم الآيات والأحاديث، "فعل" يمكن أن يقوم به أي شخص قادر على الحفظ، وهو لا يدل على كم تدينهم ولكن فقط على كم قدرتهم على الحفظ، ليس إلا!!

إنهم باعتداءهم على العباد بالسب والقذف، إنما يقومون بالواجب المملى عليهم من الإخوان، حيث أنهم عليهم أن يفزعوا العباد، حتى يقولوا أن الإخوان معتدلين، بينما الحقيقة أن الإخوان أسوأ منهم بمراحل، وقد ظهر ذلك في أنهم لا يعتبرون مصر دولة إسلامية وأنها يجب وأن تُفتح إسلامياً وأن من يتعرض لجماعة الإخوان، إنما هو كافر يتعرض للإسلام!!

يجب وحالما الخلاص من الإخوان وإعادتهم من حيث أتوا (وهو أمر قريب بمشيئة الله وبعون المواطنبن المعتدلين في مصر)، أن نتخلص من كل تلك القنوات التي تبث علينا كل هؤلاء المسمومين، الوحوش بلا أظافر، ليقبعوا هم في مصحات نفسية، حتى يتمكنوا من الحياة باعتدال في وسط مصر المعتدلة، وإلا فليبقوا أينما يوضعوا في الجرة!!

وتبقى مصر أولاً دولة مدنية   
الجريدة الرسمية