رئيس التحرير
عصام كامل

أبو تريكة و"كشكش بيه"

فيتو

يبقى واحدًا من أبرز نجوم الكرة المصرية والعربية فى تاريخها. سجله لامع بالبطولات، والإنجازات، والأرقام القياسية، استحق العديد من الألقاب ولعل أشهرها «الماجيكو، القديس، الساحر، أمير القلوب، الحلوانى، تاجر السعادة .. إلخ»، وغيرها من المصطلحات التى التصقت به مع سبق الإصرار والترصد.

لكن عفوًا؛ أرى أنه يستحق أيضًا عن جدارة لقب «كشكش بيه» الكرة المصرية، ولمن لا يعرف هوية «كشكش بيه» فهو ببساطة شديدة شخصية ابتكرها الفنان القدير «نجيب الريحانى» فى فترة الثلاثينيات، وقدم بها العديد من الأعمال المسرحية الشهيرة التى خذلتها ذاكرة الفن المسرحى.

وأثناء استرسالى أجد همسات غاضبة تحمل تساؤلًا طبيعيًا.. لماذا كشكش بيه؟ إن معشوق الجماهير الأهلاوية ما زال يغرد فى سماء الفن «المبتذل» من خلال ارتداء الأقنعة، والإكسسوارات التى تصنع منه نجمًا سينمائيًا رائعًا ينجح دائمًا فى لفت الأنظار إليه بشدة بسبب سياسة اللعب على الحبال التى ينتهجها من أجل مزيد من الشعبية الطاغية.

فـ«أبو تريكة» - كما يعرف الجميع - هو أحد المؤيدين وبشدة للحزب الحاكم «الإخوان»، ولعل تصريحاته التى يعرفها الصغير قبل الكبير تتجه وبقوة على طول الخط نحو فرعنة الرئيس وحزبه الحاكم - أهله وعشيرته.

ورغم ذلك يخرج من حين لآخر من خلف الستار «عاقدًا حاجبيه ومخرجًا لسانه» للحديث عن عدم ارتباطه بحزب الحرية والعدالة، وذلك مع توالى أعمال القمع من قبل الجماعة ضد المعارضين لهم حتى جاءت اللحظة الحاسمة التى تأكدت فيها من خسارة الدراما المصرية لممثل بارع استطاع خلال سنوات بسيطة أن ينتزع تأييد الملايين من عشاقه، وذلك عندما أعلن أبو تريكة فى تصريحاته مع الزميلة «الوطن» رغبته فى عدم الحديث عن السياسة من جديد؛ لأنها باتت لعبة كبيرة، ومتشابكة، وأنه مجرد مواطن عادى لا يؤثر صوته على مضمون الأحداث السياسية التى تشهدها المحروسة فى زمن الإخوان!

وهنا أدعو الجميع للتصفيق له وبشدة؛ لأنه كالعادة نجح فى تقمص دور «المشخصاتى» الذى تلاعب بعقول محبيه تارة بتأييد الإخوان، وقرارات «مرسى» - ولعل أبرزها فضيحة الإعلان الدستورى - وتارة أخرى بتوسيط البعض للحديث عن لسانه حول عدم انتماؤه للإخوان، وأنه أحد المؤيدين للتيار الإسلامى فقط، وأخيرًا وليس آخرًا برغبته فى عدم الحديث فى السياسة بشكل نهائى بعد مصائب الإخوان المتأسلمين!

ومن ثم أرى أن من يطالبون أبو تريكة باعتزال الكرة، يرتكبون خطأ جسيمًا؛ لأننى أزعم أن إبداعاته وموهبته وسحره الكروى لن تتكرر فى السنوات المقبلة، لكن أتمنى من عشاقه أن يطالبوه بالتوقف عن التمثيل.. بالبلدى: «النزول من على المسرح» بعد أن سقط قناع الحرية التى يتحدث عنها منذ تأييد الرئيس الحالى فى الانتخابات الرئاسية، وبعد أن ضاعت العدالة فى عصر من عارض مجلس الأهلى من أجل عيونه، فى الوقت الذى تحدى فيه نفسه قبل أن يتحدى جماعته بالقفز من سفينة الإخوان؛ خوفًا من تلطيخ ملابسه بدمائهم التى باتت شاهد عيان على أعمالهم الإجرامية فى حق شعبهم «المكسور».

أبو تريكة.. دفاعك المستميت عن الجماعة كان حقًا مشروعًا بالنسبة لك، ولم يعارضك عليه أحد؛ لأنه حق أصيل لك، لكن الطامة الكبرى أن تترك أيدى «أهلك وعشيرتك» الملطخة بالدماء حفاظًا على شعبيتك.. عفوًا «انتهى الدرس يا ...»!

الجريدة الرسمية