رئيس التحرير
عصام كامل

9 سنوات على توليها المستشارية الألمانية.. قصة كفاح «ميركل» من نادلة بأحد البارات إلى «المرأة الحديدية» راعية القارة العجوز.. دخلت السياسة من عالم الفيزياء..قادت حزبها للفوز في 2005

المستشارة الألمانية
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل

تمر اليوم الذكرى التاسعة على تولى "أنجيلا ميركل" أول مستشارة للجمهورية الألمانية والتي يطلق عليها البعض " المرأة الحديدية " وتعد المرأة الأولى في تاريخ ألمانيا التي تتولى هذا المنصب.


ولدت أنجيلا ميركل بمدينة "هامبورج" في شمال ألمانيا عام 1954، وبعد ولادتها بعدة أسابيع انتقلت عائلتها للعمل في ألمانيا الشرقية الشيوعية " جمهورية ألمانيا الديمقراطية" آنذاك، ودرست أنجيلا الفيزياء في جامعة لايبزج "وكانت في ذلك الحين تسمى جامعة كارل ماركس" بين عامي 1973 و1978.

من نادلة إلى الفيزياء
عملت أنجيلا ميركل في بداية حياتها نادلة في حانة أثناء دراستها وكانت تحصل على ما بين 20 و30 فينينج عن كل مشروب تبيعه الأمر الذي منحها دخلا إضافيا تراوح بين 20 و30 ماركا في الأسبوع، ما ساهم إلى حد كبير في دفع إيجار الشقة التي كانت تسكنها ببرلين بعد انفصالها عن زوجها الأول.

تفوقت ميركل خلال دراستها وأصبحت الطالبة الأولى على مدرستها وكانت ترغب في أن تصبح معلمة لكن هذا الحلم تبدد بعدما اعتبرت الحكومة الشيوعية أسرتها مشتبها بها، لذلك قررت دراسة الفيزياء ومارست عملا لبعض الوقت في حانة.

وفى عام 1986 حصلت ميركل على درجة الدكتوراة في برلين الشرقية، تحت إشراف البروفيسور "يواكيم شاوير" الذي أصبح فيما بعد زوجها الثاني، وتحتفظ ميركل صاحبة الستين عامًا بكثير من التفاصيل الغامضة التي أحاطت بحياتها الخاصة حتى بعد صعودها المفاجئ من متحدثة باسم آخر حكومة في ألمانيا الشرقية في عام 1990 إلى زعيمة الحزب المحافظ في عام 2000 وصولا إلى المستشارية.

بداية ميركل السياسية
لم تنخرط ميركل في الحياة السياسية إلا بعد سقوط حائط برلين في عام 1989 وعملت في البداية في المساعدة في ربط أجهزة الحاسب في مكتب حزب ديمقراطي جديد ثم التحقت فيما بعد بحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي قبل شهرين من توحيد ألمانيا، وبعد إجراء أول انتخابات حرة في عموم ألمانيا الموحدة عام 1990، تقلدت ميركل حقيبة وزيرة لشئون المرأة والشباب وفي عام 1994 أصبحت وزيرة البيئة وحماية الطبيعة والأمان النووي من 1994 - 1998 أيضًا في حكومة هلموت كول.

هزيمة كول
أصبحت ميركل أمينة عامة لحزب الاتحاد الديمقراطى المسيحى بعد هزيمة كول في انتخابات عام 1998 أمام الحزب المنافس، ثم انتخبت في سابقة تاريخية في 10 أبريل 2000 كرئيسة للحزب، وكانت أول امرأة بروتستانتية تتولى هذا المنصب في حزب له جذور مسيحية كاثوليكية متشددة. 

الانتخابات النيابية
حصل حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي بزعامة ميركل على أعلى نسبة في الانتخابات النيابية بفارق بسيط أمام الحزب المنافس الحزب الديمقراطي الاجتماعي بزعامة جيرهارد شرودر في انتخابات 18 سبتمبر 2005.

أتت النتيجة مفاجئة، إذ توقع المحللون حصول ميركل وحزبها على نسبة أعلى، بالرغم من ذلك، شددت ميركل على أحقيتها في الحصول على منصب مستشار ألمانيا، بينما زعم شرودر أحقيته بالبقاء في هذا المنصب.

أول مستشارة لألمانيا
أصبحت ميركل في 22 نوفمبر 2005 أول مستشارة لجمهورية ألمانيا الاتحادية بعد مفاوضات شاقة مع الحزب المنافس انتهت بالموافقة على تشكيل حكومة ائتلاف تقودها ميركل.
الجريدة الرسمية