رئيس التحرير
عصام كامل

نموت.. ونموت.. وتحيا جمهورية بلغاريا الإسلامية!


قال لى صديقى هل ترى أن الجنة ستكون من نصيب رئيس الوزراء البلغارى الذى آثر ترك منصبه حرصا على حياة شعبه؟ وبنفس القياس ألا ترى أن محمد مرسى قد لا يدخلها لأنه آثر المنصب وضحى بأبناء شعبه؟

قاطعته قائلا: الجنة والنار لا يعلم أمرهما إلا الخالق، ثم إن شيوخنا يرهنون دخول الجنة بإسلام المرء، وبوريسوف ليس مسلما.. قال محدثى: المسلم من سلم الناس من لسانه ويده، كما أخبرنا الرسول الكريم، وقد سلم الناس من لسان بوريسوف ومن يده، وهو الحاكم الذى كان يستطيع أن يأمر قوات الأمن بوأد المظاهرات ضده، بينما مرسى لم يسلم الناس من لسانه ولا من يده، فقد شكر قوات الشرطة لأنها سحلت الناس وقتلتهم.. قلت لمحدثى: أظن أن مرسى رجل مسلم، وانسحبتُ من نقاش قد أهزم فيه، وعدت لأتذكر ماذا فعل بوريسوف فى بلغاريا.
قال بويكو بوريسوف رئيس الوزراء البلغارى: إنه لا ينوى مواصلة عمله فى الحكومة التى تجرى فى عهدها اشتباكات بين متظاهرين وقوات الأمن، وقال: «الشعب سلم لنا السلطة وسنعيدها إليه اليوم»، هذا ما فعله رئيس وزراء ليس سلفيا ولا إخوانيا ولا يعرف المنظومة القيمية الإسلامية التى يتشدق بها مرسى ورفاقه.
على أبواب قصر مرسى قتل الشباب، وهو يقف مشدوها متفاخرا بما يفعله أتباعه، وعلى نواصى الحارات قتل الشباب، وعلى أبواب المساجد وفى الشوارع، وفى الميادين سحل المواطنون وعذبوا فى أقسام الشرطة، وفى عهده اعتقل الأطفال واغتصب الثوار، وألقوا أمام السيارات لتقتلهم، ليبدو الحادث طبيعيا.. كل هذه المشاهد لم تحدث فى بلغاريا، ولو حدثت لانتحر بوريسوف.
فى بلغاريا لم يقتلوا الشباب على أبواب القصر الرئاسى، وفى بلغاريا لم يخرج علينا سلفى، ولا ممثل مثل أبوإسلام ليطالب بوريسوف بتطبيق حد الحرابة على المتظاهرين، وفى بلغاريا لا وجود لأصناف مثل صفوت حجازى، أو عصام العريان، ولا وجود لأنواع مثل محمد بديع، أو محمود عزت، أو محمود غزلان.
فى بلغارياـ أفقر بلدان الاتحاد الأوربى ـ قيم إنسانية راسخة، لا يعرفها مرسى ولا إخوانه، وليس فى بلغاريا حزب حرية وعدالة.. حرية القتل، وعدالة الدفن، وليس لديهم لحى صناعية، ولا قباقيب وسراويل، وليس لديهم وشم على الجبين.
وقف بوريسوف أمام كرسى الوزارة، مؤكدا للعامة وللعالم أجمع أن دم إنسان لديه أقدس من هذا الكرسى، ويقف مرسى يوميا أمام الكرسى ليقول للعالم أجمع: إن الكرسى أقدس عنده من كل دماء الشعب، كل الشعب.
بوريسوف مؤمن بحق الشعب فى استعادة سلطته، ومرسى مؤمن بحق الجماعة فى الحكم على أشلاء الضحايا، بوريسوف يردد: نموت نموت وتحيا بلغاريا، ومرسى يردد: يموت الشعب وتحيا الجماعة.
حزب بوريسوف صوت بالموافقة على استقالة الحكومة، وحزب النبى حارسه فى مصر يصوت بالموافقة على استقالة الشعب، بوريسوف يرى أنه خادم للشعب، ومرسى يرى أن الشعب فى خدمة المعاتيه، بوريسوف أوقف نزيف الدم، ومرسى يشكر الشرطة لأنها سجلت رقما قياسيا فى القتل، والسحل، والضرب .. بوريسوف كتب اسمه بأحرف من نور فى تاريخ البشرية، ومرسى كتب اسمه فى قائمة العار التاريخية بدماء جيكا وكريستى.
ولأن بلغاريا دولة فقيرة، فقد آثر بوريسوف الانسحاب، ولأن مصر أكثر فقرا فقد آثر مرسى أن يشترى قنابل للغاز على حساب الشعب لتأديبه، مرسى يشترى الأسلحة لرجاله فى جهاز الأمن، وبوريسوف أقال وزير ماليته لأنه مارس التقشف فأثر على حياة الناس.
الجريدة الرسمية