«الديلي ميل»: مصر تتذيل قائمة 10 دول في سعادة ورضا المواطنين والدنمارك الأولى.. خبراء: الثورة والضغوط الاجتماعية وعدم المساواة أهم الأسباب..فرويز: نتمنى حلا مجتمعيا وعلى الدولة مساعدة الشباب
كشف استطلاع للرأى أجرته "الديلى ميل "الإنجليزية عن مدى السعادة والرضا التي يشعر بها مواطنو 10 دول حول العالم عن أن شعب الدنمارك هو أسعد شعوب الأرض اعتمدت الصحيفة في تصنيفها على سؤال عينة من المواطنين عن ما هو مدى رضاك عن حياتك؟ وجاء باقى الترتيب كالتالى هولندا - سويسرا - بلجيكا - استراليا - كندا - النمسا - ايسلندا فيما جاء في المركز التاسع سوريا وجاءت مصر في المركز العاشر كأتعس دولة بين الدول العشر الذي شملها الاستطلاع.
مزاج سيئ
وفى هذا الصدد يقول د. أحمد ضبيع أستاذ الطب النفسى بجامعة المنصورة، إن المزاج العام للشعب المصري أصبح سيئا للغاية وبالفعل ترى الناس في الشارع تكسو وجوهم الكآبة وقد تطور الوضع مع الكثيرين إلى أن أصبح يعالج من الكآبة وهنا يجب أن ننظر إلى أسباب ذلك وتأتي الحالة المادية على رأس الأسباب مشيرا إلى أن الإنسان إذا شعر بعدم وجود ضغوط مادية عليه فإنه لن يعانى من الاكتئاب السائد الآن.
وأضاف " ضبيع "أن افتقاد الترابط الأسرى وسعى الكل على لقمة العيش أحد أهم أسباب الكآبة وعدم الرضا فلم يعد للأسرة أي وقت لتتواد فيه وتزداد الفجوة رويدا رويدا إلى أن تجد أن الابن لم يعد يسأل على أمه ولا أبيه ولا إخوته ويشعر بعد ذلك بوحدة قاتلة توصله في النهاية إلى حالة من التعاسة.
التقرير يرصد حقيقة
فيما يرى د. حسن الخولى أستاذ علم الاجتماع بعين شمس، أن ما يحدثنا عنه التقرير حقيقة فنسبة الرضا منخفضة جدا لدى الشعب المصرى بسب مايتعرض له من ضغوط نفسية ومشاكل في التعليم والصحة والسكن ولا توجد مساواة بين الطبقات فالفقر إما فقير جدا أو غني جدا ولا طبقة وسطى.
وأشار " الخولى إلى أنه، بعد ثورتين ازداد أعداد العاطلين عن العمل وزاد الكساد ومع الانخفاض في مستوى الدخل وزيادة السلع بدأ المواطن يشعر بحالة من عدم الرضا الذي يتزايد يوما بعد يوم إلى أن يصل إلى حاله نفسية يصبح بعدها من الصعب علاجها ولذلك يجب على الدولة أن توفر سبلا أكثر لدعم الموطنين الذين يحتاجون لدعم من الدولة.
وأشار إلى أن بعض دول العالم تمنح بدل بطالة لمن كان يعمل وتوقف لفترة عن العمل وهناك العديد من الأنشطة التي يمكن أن تقوم بها الدولة لتساعد على رفع الضغط عن المواطنين فلو وفرت الدولة السكن الآدمي ويسرت الخدمات الحكومية للمواطنين وقدمت الدعم الاجتماعي فستقضى على حالة عدم الرضا السائدة في المجتمع.
وأوضح د. جمال فرويز أستاذ الطب النفسي، أنه بعد الثورات التي اجتاحت البلاد انتشرت حالة من عدم الرضا بسبب الأزمات الاقتصادية وبالطبع يعود هذا على المزاج العام للناس والترتيب أظنه ظالما لمصر لأننا أفضل حالا من بلاد عربية كثيرة كسوريا وليبيا واليمن، لافتا إلى أنه يجب وضع خطط تنموية سريعة ومحاولة حل مشاكل الصحة والتعليم والسكن والمساواة بين جميع الطبقات في التعامل مع الدولة ونتمنى أن نرى مصر في مقدمة الدول التي تشعر بالرضا والسعادة.