عمر محمد مرسى
كان جمال مبارك، نجل الرئيس السابق حسنى مبارك سببا مباشرا فى زوال ملكه وما آل اليه من الزج به إلى غياهب السجن، بسبب ممارساته وأفعاله التى كانت تزيد الشعب كراهية وحقدا على الرئيس السابق، حتى جاءت فكرة التوريث التى أفاقت الشعب المصرى ليخرج معلنا العصيان على مبارك ويهتف الشعب يريد إسقاط النظام، وتتحول أسرة الرئيس من حاكمة إلى متهمة وتقف خلف القضبان.
أرى أن السيناريو يتكرر فى عهد الرئيس الحالى محمد مرسى، والسر فى نجله عمر صانع المشكلات دائما، الأولى عندما كان مرسى رئيسا لحزب الحرية والعدالة واعتدى نجله على ضابط شرطة بالزقازيق وقام بسبه وضربه علانية أمام الجميع أثناء تأدية عمله وتنظيمه للحالة المرورية، بعدما طلب منه الضابط إبراز رخصة المركبة ورخصة القيادة، فقام عمر مرسى بضربه قائلا له: "إنت مش عارف أنى أبقى ابن الدكتور محمد مرسى، فرد عليه الضابط: لو سمحت طلع الرخصة، وهو ما لم يلق استحسانه فقام بضربه وإحداث إصابات به وهو ما أثار استياءً عاما فى الشارع من ابن الرئيس قبل أن يتولى الرئاسة وتسبب فى إعطاء أصوات أكثر للفريق شفيق فى الانتخابات الرئاسية، وحاول مرسى الضغط على قيادات مديرية أمن الشرقية لإقناع الضابط بالتنازل عن المحضر وبالفعل حدث ذلك.
إلا أن عمر مرسى ساء فى أفعاله بعدما أصبح والده الرئيس، فوقف يسب المعتصمين أمام حزب الحرية والعدالة بالزقازيق بأبشع الألفاظ وبدأ يتعامل مع الجميع على أنه ابن الرئيس ويجب أن تنفذ جميع أوامره حتى لا يطالهم غضب والده فيعزلهم من أماكنهم مثلما كان يحدث فى عهد الرئيس السابق، وحاول رجال الإخوان إرسال رسائل إلى مرسى تطالبه بأن يكف ابنه عن أفعاله لأنها تسببت فى احتقان وغضب عليه فى الشارع، إلا أن مرسى غير قادر على السيطرة على ابنه فكيف يحكم 90 مليون مصرى!!
ما حدث أمس من مشادة كلامية بين عمر مرسى وبين أحد ضباط المباحث المكلفين بحراسة منزل الرئيس مرسى بالزقازيق يحتاج إلى وقفة، ويجب ألا تتهاون وزارة الداخلية فى إهانة أحد ضباطها مهما كان هذا الشخص حتى لا يستمر فى أفعاله الصبيانية الجنونية التى حتما ستقسم ظهر الرئيس مرسى عاجلا أم آجلا.
الابن الضال لمرسى قد يكون سببا فى ثورة ثانية ضد أبيه، بعدما ثار صداعا فى رأسه بعد توالى الشكاوى التى كان آخرها تعيينه فى القابضة للمطارات بمرتب مرتفع، مشاكل عمر مرسى لم تنته ولن تنتهى ما دام الرئيس غير قادر على كبح جماح ابنه، فهل تلقى أسرة مرسى مصير أسرة مبارك؟ هذا ما تحمله الأيام المقبلة.